الارتباط بين بكتيريا الأمعاء والمشاعر

الارتباط بين بكتيريا الأمعاء والمشاعر

2 سبتمبر , 2017

 

تعرّف باحثون على مايكروبايوتا في الأمعاء لها أثر وتفاعل بمناطق للدماغ مرتبطة بمزاج الشخص وتصرفاته. قد تكون هذه المرة الأولى التي يجد الباحثون أن التصرفات والاختلافات العصبية مُرتبطة بالتركيب الميكروبي للأشخاص الأصحاء.

تفاعلات مايكروبايوتا الأمعاء مع الدماغ من الممكن أن تلعب دورًا مُهمًا في صحة الإنسان العامة وسلوكِه. لقد اقترحت أبحاث سابقة بأن المايكروبايوتا -مجموعة من بكتيريا تعيش داخل الأمعاء- من الممكن أن يكون لها تأثير على المشاعر والتصرفات. وأيضًا أظهرت التجارب على القوارض وجود تأثير لبكتيريا الأمعاء على المشاعر والتصرفات الاجتماعية مثل القلق والاكتئاب، ولكن الدلائل على هذه العلاقة قليلة بالنسبة للإنسان.

 

في هذه الدراسة قام الباحثون بالتعرف على الخصائص السُلوكية للدماغ بناءً على نوعية البكتيريا في الأمعاء لمجموعة من الإناث بصحة جيدة. اشتركت 40 امرأة بتقديم عينات من البُراز لتنميط نوع البكتيريا، بالإضافة لذلك تم أخذ صور رنين مغناطيسي لأدمغتهن وذلك أثناء رؤيتهم لصور أشخاص، أنشطة وأشياء أخرى تُثير ردات فعل عاطفية. بناءً على ذلك تم تصنيف المُشاركات إلى مجموعتين على حسب نوعية بكتيريا الأمعاء الموجودة لديهم. المجموعة الأولى مكونة من ٣٣ امرأة لديهم بكتيريا يُطلق عليها باكتيرويدز، أما بالنسبة لسبعة البقية لديهم بكتيريا يُطلق عليها بريڤوتيلا.

مجموعة الباكتيرويدز تميّزوا بامتِلاكهم سماكة عالية بالمادة الرمادية بالقشرة الأماميةوالإنسولا (insula) -وهي مناطق بالدماغ مسؤولة عن مُعالجة المعلومات المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، وُجد لديهم حجم أكبر لقرن آمون وهو الجزء المسؤول عن مُعالجة الذكريات. على العكس في مجموعة البروڤوتيلا حيث وُجد لديهم اتصال بمناطق المشاعر، الانتباه والإحساس. بالنسبة لقرن آمون فكان أقل نشاطًا عند عرض صور سلبية للمشتركات وأقل حجمًا مقارنةً بمناطق أُخرى في الدماغ. أيضًا هذه المجموعة أظهرت نسبة أعلى من المشاعر السلبية مثل القلق، الألم وسرعة الغضب بعد رؤيتهم لصور سلبية بشكل أكبر من مجموعة الباكتيرويدز.

هذه النتائج تدعم مفهوم التفاعل بين الدماغ وبكتيريا الأمعاء عند الأصحاء. الباحثون لا يعرفون بعد ماإذا كانت بكتيريا الأمعاءتُؤثر على نمو الدماغ ونشاطِه عند التعرض لمحتوى يُؤثر بالمشاعر، أو أن الاختلافات الموجودة في الدماغ هي التي تُؤثر على نوع هذه البكتيريا. كِلا الاحتمالين من المُمكن أن يؤدي إلى تغييرات مهمة في كيفية فهمنا للمشاعر الإنسانية.

 

 

 

 

ترجمة: أسماء ميسر دلحي

Twitter:@2sawmah

مراجعة: كوثر المزروعي

Twitter: @kawtherAlmaz

 

 

المصدر:

Science Daily

 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!