بكتيريا مستعصية تقاوم جميع المضادات الحيوية تقريبًا ، لا تزال مستمرة بالانتشار في جميع أنحاء العالم. وقد أعلن المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن المرأة التي ماتت بنيفادا في أغسطس الماضي كانت مصابة ببكتيريا الكليبسيلَّا المقاومة لـ 26 مضاد حيوي مختلف بعد ما فعل طاقم المستشفى ما بوسعهم للقضاء عليها.

بعض سلالات بكتيريا الكليبسيلَّا Klebsiella تستطيع مجابهة 26 مضادًا حيويًا مختلفًا

يقول مايك شارلند من جامعة القديس جورج بلندن “نحن لا نعلم عدد العدوى المقاومة للمضادات الحيوية الموجودة الآن”. ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض فإنه بالرغم من تتبع منظمة الصحة العالمية لمشروع تم البدء به حديثًا ، إلا أن ما لا يقل عن 90% من الإصابات ذات المقاومة المتعددة في أمريكا من الممكن قتلها بمضاد حيوي واحد على الأقل كحل أخير.

إحياء العقاقير القديمة

من المحتمل أن المرأة السابق ذكرها أصيبت بالبكتيريا المقاومة عندما كانت نزيلة بإحدى مستشفيات الهند لكسر في ساقها، حيث أدى سوء استخدام المضادات الحيوية إلى ارتفاع مستويات مقاومة مضادات الميكروبات.

وفي أكتوبر الماضي، أعلن الباحثون أن أكثر من ثلث عدوى الدم لدى الأطفال حديثي الولادة تتضمن بكتيريا الكليبسيلَّا، وبكتيريا أخرى مشابهة ذات مقاومة متعددة غير قابلة للعلاج تقريبًا ، أما فيما يتعلق بالأسينتوباكتر Acinetobacter فإن ما نسبته 82% منها لا يمكن مجابهته.

وقد حذر معدو الدراسة أن هذه الإصابات تهدد بعودة عصر ما قبل المضادات الحيوية في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في الهند. وكما قال شارلند هذه ليست مجرد مشكلة للهند فقط! فقد قام فريق البحث بنشر نتائج تفيد بأن العدوى المكتسبة من المستشفى تصيب في المتوسط من 10 إلى 17% من الأطفال الذين عولجوا بوحدات العناية أو العناية المركزة لحديثي الولادة في جميع أنحاء أوروبا، واقترحت دراسات أخرى أن العديد منها قد تكون ذات مقاومة متعددة.

كان من الممكن شفاء عدوى المرأة في نيفادا بعقار مصرح استعماله في أوروبا، ولكنه بكل أسى ليس مصرحًا في الولايات المتحدة الأمريكية ، فالعقار Fosfomycin فوسفوميسين القديم تم استبداله بالسيفالوسبورين cephalosporins الأكثر حداثة في ثمانينيات القرن العشرين. لكن الباحثين يحاولون الآن إحياء وإعادة ترخيص مثل هذه العقاقير لاستخدامها على العدد  المتزايد من الحالات التي تفشل بها العقاقير الحديثة.

ترجمة : إسراء فيصل أبوطربوش
Twitter: @esraa_f15

مراجعة: جواهر السبيعي

المصدر:

New Scientist