ثلاث أنواع من البكتيريا تشكل أعظم تهديد على صحة الإنسان

ثلاث أنواع من البكتيريا تشكل أعظم تهديد على صحة الإنسان

23 يوليو , 2017

أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيراً بشأن مجموعة من البكتيريا المميتة، وقد نشرت المنظمة مؤخراً وللمرة الأولى قائمة بالبكتيريا الممرضة التي تحظى بالأولوية والمقاومة للمضادات الحيوية والتي صرَحت المنظمة أنها تشكل  خطراً جسيماً على صحة الإنسان.

وتنقسم القائمة لثلاث فئات: أولوية قصوى ، وعالية ، ومتوسطة .وتأتي ثلاثة أنواع من البكتيريا في المجموعة ذات الأولوية القصوى ، وقد أضافت منظمة الصحة العالمية أن هذه البكتيريا تقاوم عددًا من المضادات الحيوية ،وتشكل خطورة عالية على صحة الناس في المستشفيات ، ودور الرعاية الصحية.

 

تعد الجراثيم الفائقة أو superbugs وهي بكتيريا مقاومة للأدوية ذات أولوية قصوى ، وحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية فإن العدوى التي تسببها هذه البكتيريا يمكن أن تكون مميتة ، كما أن الأشخاص الذين يتعرضون للعدوى لأي نوع من البكتبريا المقاومة للأدوية المتعددة مثلبكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيلين(MRSA) أكثر عرضة للموت بنسبة 64% من الأشخاص  الذين يلتقطون نفس العدوى من نفس البكتيريا عند وجودها في حالة عدمالمقاومة.

جميع المسببات البكتيرية الثلاث التي جاءت في أعلى القائمة تعد مقاومة لمجموعة من المضادات الحيوبة تسمى الكاربابينيمات carbapenems والتي تعتبر ملاذًا أخيرا للعلاج لأنها إن لم تعمل فإن الخيارات بعدها تكون محدودة جداً.

وقد صرّح الدكتور كينراد نيلسون – بروفيسور في علم الأوبئة والأمراض المعدية في كلية جونس هوبكينس بلومبيرج للصحة العامة- :”أنه من المهم أن تهتم منظمة الصحة العالمية بإنشاء هيئة للمضادات الحيوية خصوصًا مع كثرة السفر وانتشار طرق التواصل فإن انتشارها حول العالم سيكون سريعا. الجدير بالذكر”.

أن نيلسون لم يكن ضمن الأشخاص الذين وضعوا اللائحة في منظمة الصحة العالمية وقد قال نيلسون لموقع Live Science  أن القائمة التي وضعتها المنظمة جيدة ولكنه يطمح في إضافة كلوستريديوم ديفيسيل Clostridium difficile في القائمة حيث أضاف نيلسون أن كلوستريديوم ديفيسيل يمكن أن يصيب المريض الذي يأخذ المضادات الحيوية ويصعب التعامل معه والتخلص منه.

 

 

ونرصد هنا الجراثيم الثلاث التي تشكل القلق الأكبر لمنظمة الصحة العالمية:

الجراثيم (الراكدة البومانية) مقاومة الكاربابينيمات

ذكر مركز الوقاية من الأمراض ومكافحتها أن هذه البكتريا  تسبب الالتهاب الرئويوالتهاباً حاداً في الدم وغيرها من الأعراض.

و أضاف المركز أن هذه البكتيريا تصيب بشكل أساسي المرضى بالمستشفى وتنتقل إما من شخص لشخص أو عن طريق سطح ملوث ، وبالرغم من أن البكتيريا لاتسبب تهديدا كبيرا على الأشخاص الأصحاء إلا أنها خطيرة جدا على المرضى الذين يعانون من نقص المناعة أو الأمراض المزمنة.

كما ذكر المركز أن بداية تكوّن البكتيريا البومانية عادة يكون في المستشفيات في أماكن مثل وحدة العناية المشددة أوفي وسائل العناية الصحية المستخدمة للمرضى على المدى الطويل في أماكن مثل دور الرعاية

وحسب ماذكرت منظمة الصحة العالمية فإن مدى انتشار هذه البكتيريا في دول العالم غير واضح ولكن عدد الاصابات بالبكتيريا البومانية في وحدات العناية المشددة في أوروبا والولايات المتحدة يقدرما بين بنسبة 2% و10% من عدوى البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة.

 

 

البكتيريا الزائفة الزنجارية المقاومة للكاربابينيمات

تقع عدوى البكتيريا الزنجارية عموماً في المستشفيات وبالنسبة للمرضى المصابين بعدوى الزنجارية فإن الالتهاب الرئوي أو أي التهاب بعد عملية جراحية يمكن أن يشكل خطرا يهدد حياتهم. وقد ذكر مركز الوقاية من الأمراض ومكافحتها أن هذه البكتيريا يمكن أن تعيش أيضا في الأنابيب الحارة وأحواض السباحة كما أنها تسبب إلتهابات حادة في الأذن وطفح جلدي.

وأضاف المركز أنه بالنسبة لعدوى البكتيريا الزنجارية في المستشفيات فإن المريض يمكن أن يصاب بهذه البكتيريا عن طريق التقاطها من أجهزة التنفس أو القسطرة أو جرح ناشئ عن عملية جراحية وتعد العدوى خطيرة جدا على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.

وقد قدّر المركز عدد الاصابات ببكتيريا الزنجارية بحوالي51000 حالة عدوى في أماكن رعاية صحية في الولايات المتحدة كل سنة و6000 حالة منها لبكتيريا مقاومة للأدوية  ، وتُسجل في الولايات المتحدة حوالي 400 حالة وفاة كل سنة بسبب هذه العدوى.

 

 

البكتيريا المعوية المقاومة للكاربابينيمات

ذكر مركز الوقاية من الأمراض ومكافحتها إن الاصابة بعدوى البكتيريا المعوية المقاومة للكاربابينيمات غالبا يقع في المستشفيات أو أماكن الرعاية الصحية على المدى الطويل ومثل البكتيريا البومانية فإن البكتيريا المعوية غالبا لاتشكل خطرا على الأشخاص الأصحاء ولكنها تشكل خطرا بالغاً على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.  ويمكن لهذه البكتيريا أن تنتقل من شخص لشخص أو عن طريق الأجهزة الطبية مثل المراوح.

وفي دراسة نُشرت عام 2015 في صحيفة JAMA وجدت الأبحاث أن البكتيريا المعوية تصيب حوالي 3 أشخاص في كل 100000 شخص في الولايات المتحدة وقد شملت الدراسة 599 حالة حيث توفي 51 مريضاً منهم.

 

 

أنواع أخرى من الجراثيم

ضمّنت منظمة الصحة العالمية أنواعًا أخرى من الجراثيم للفئتين الأخرتين في قائمة البكتيريا الممرضة ذات الأولوية حيث أن هذه الجراثيم تشمل أنواعاً مقاومة لأنواع محددة من المضادات الحيوية وأنواعاً يمكن أن تسبب أمراض مثل السيلان وسالمونيلا التسمم الغذائي.

وقد ضمّت الفئة ذات الأولوية العالية ست مسببات مرضية في حين تضمنت الفئة ذات الأولوية المتوسطة ثلاث مسببات مرضية. وبالنسبة للست أنواع ذات أولوية عالية فقد شملت:

 

– التكور المعويالمقاوم للفانكومايسين Enterococcus faecium, vancomycin-resistant

– المكورات العنقودية ،المقاومة للميثيلين والمتوسطة المقاومة والمقاومة للفانكومايسين Staphylococcus aureus, methicillin-resistant, vancomycin-intermediate and resistant

– هيليكوباكتر ، المقاوم للكلاريثروميسين Helicobacter pylori, clarithromycin-resistant

– العطيفة المقاومة للفلوروكينولون Campylobacter, fluoroquinolone-resistant

– السالمونيلا المقاومة للفلوروكينولون Salmonellae, fluoroquinolone-resistant

– النيسرية البنية، المقاومة للسيفالوسبورين، المقاومة للفلوروكينولون Neisseria gonorrhoeae, cephalosporin-resistant, fluoroquinolone-resistant

 

 

أما ذات الأولوية المتوسطة فقد شملت:

– العقدية الرئوية ،التي لاتتأثر بالبنسلين Streptococcus pneumoniae, penicillin-non-susceptible;

– المستدمية النزلية المقاومة للأمبيسلين Haemophilus influenzae, ampicillin-resistant

– الشغيلة ، المقاومة للبالفوروكينولون Shigella, fluoroquinolone-resistant.

 

وقد طورت منظمة الصحة العالمية هذه القائمة بالتعاون مع قسم الأمراض المعدية بجامعة توبنجن بألمانيا وقد تم أخذ عدة عوامل في عين الاعتبار من أجل تضمين أنواع البكتيريا في القائمة ومنها مدى خطورة العدوى التي تسببها البكتيريا على حياة المريض ومدى مقاومتها للمضادات الحيوية الموجودة ومدى سهولة انتشارها وعدد خيارات العلاج المتوفرة ومدى مقاومة العدوى الناتجة من البكتيريا.

وقد صرّح مسؤولون من منظمة الصحة العالمية أن الهدف الرئيسي من إنشاء هذه القائمة هو البحث عن طرق  فعالة لتطوير المضادات الحيوية ولتشجيع المؤسسات الحكومية للاستثمار في تطوير هذه البحوث وقد أضافوا إلى أن اتخاذ إجراءات الوقاية واستخدام المضادات الحيوية الموجودة مطلب مهم لتحديد والحد من تهديد هذه البكتيريا.

وقد قال نيلسون: “أن أحد الأسباب التي ساهمت في وجود مقاومة للمضادات الحيوية هو استخدام المضاد الحيوي وبشكل عام فإن كثرة استخدام المضادات الحيوية يؤدي لوجود مقاومة”.

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة: شيماء الراشدي
Twitter: @OoRayhana

مراجعة: وفاء الفارسي

Twitter: @wafasmf1978

 

 

المصدر:

Live Science

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!