هنا بعض أسوأ مدن العالم في نوعية الهواء

هنا بعض أسوأ مدن العالم في نوعية الهواء

3 يونيو , 2017

 

في سبيل محاولاتك للابتعاد عن الأمونيا الهوائية؟ لا تبقى في مدينة لاجوس، نيجيريا، أو دلهي.

وإذا كنت عازم على تجنب الأوزون، قد ترغب أيضا في إضافة بكين، كراتشي، باكستان، ولوس أنجليس، كاليفورنيا، إلى قائمتك.

هذه هي بعض المدن ذات أسوأ نوعية هواء في العالم، وفقا لتحليل جديد لأربع غازات رئيسية مرتبطة بتلوث الهواء: الأمونيا، حمض الفورميك، الميثانول والأوزون. ويمكن أن تساعد النتائج العلماء على فهم كيفية لعب الجغرافيا والظروف المحلية الأخرى دورا في تحديد نوعية الهواء.
تقول “ميريام مارلييه”، عالم البيئة في جامعة كولومبيا : ” من المهم الفهم الجيد إلى ما قد يسهم في تلوث الهواء لحماية السكان المتزايدين من الآثار السلبية على الصحة العامة، يمكن أن يؤدي سوء نوعية الهواء إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي والقلب الوعائي، لكن قياس نوعية الهواء أمر صعب، فالعديد من المدن وخاصة تلك الموجودة في البلدان النامية تفتقر إلى أجهزة الاستشعار الأرضية والطائرات والموظفين المدربين لمراقبة الأوضاع في المناطق الكبيرة مرارًا وتكرارًا.”
لذا قررت “كارين كادي – بيريرا”، وهي عالمة في مجال الاستشعار عن بعد في شركة “أتموسفيريك أند إنفيروننتال ريزارتش”، وهي شركة استشارية بيئية في ليكسينغتون بماساتشوستس، استخدام قمر صناعي لدراسة تلوث الهواء فوق 18 مدينة من المدن الضخمة في العالم التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة أو أكثر . ومنذ عام 2013 قامت هي وفريقها بقياس مستويات الأمونيا، حمض الفورميك، الميثانول والأوزون باستخدام أداة تسمى مطياف الانبعاث التروبوسفيري على متن القمر الصناعي أورا التابع لوكالة ناسا، والذي يدرس الغلاف الجوي للأرض. أورا يمر على كل مدينة كبرى كل 16 يوما في نفس الوقت المحلي تقريبا, هذه نقطة مهمة لأن نوعية الهواء تختلف على مدار يوم واحد كما يتم جمع الملاحظات تحت نفس الظروف الجوية، مما يعني أنه يمكن مقارنة البيانات عبر المدن بدقة.
وقد وجد الفريق أن كراتشي، باكستان، تحمل لقب العالم للأوزون. فمن بين ما يقرب من 300 قياس جُمِع على مدى عام واحد، تجاوز ما اعتبره الباحثون عتبة “ضارة” للأوزون الثلث تقريبا، والتي يمكن أن تؤدي إلى الضباب الدخاني. كما أن الأوزون مرتفع في مدن أخرى كذلك. ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمونيا، الغاز الذي يساعد على تشكيل الجسيمات المحمولة جوًا والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض الرئة.  تبرز بعض المدن : كلكتا، الهند، تتجاوز العتبة “الضارة” نسبة 47.1٪  ، داكا، بنغلاديش، تتجاوز 51.6٪ ، ودلهي تتجاوز 73.5٪ . الأمونيا، التي تأتي من فضلات الماشية والأسمدة أكثر شيوعا في المدن المحاطة بالكثير من النشاط الزراعي.
لكن الباحثين بدأوا فقط في تحليل نتائجهم، وهم يواصلون جمع البيانات عن الغازات الأخرى، وحتى الآن  توصلوا إلى استنتاج واحد: أن حرق الكتلة الحيوية بما في ذلك حرائق الغابات وحرق القمامة وتطهير المحاصيل الزراعية باستخدام النار، هو المسؤول عن زيادة الغازات الضارة في لاغوس ونيجيريا ومكسيكو سيتي.
ووجد الفريق أيضا أن مستويات الأوزون، الأمونيا، الميثانول ومستويات حمض الفورميك التي ترتبط بنوعية الهواء الأكثر فقراً  زادت جميعها فوق مدينة مكسيكو كل عام بين شهري مارس  ويونيو . وهذا هو الوقت المناسب لحرق الأراضي الزراعية لتحضيرها للزراعة، البيانات من دراستهم تدعم الرابط  وتزامن أحد أحداث التلوث الشديد في أوائل أيار / مايو 2013 مع اندلاع حرائق في الجنوب الغربي من مدينة لاغوس، التي لديها مستويات أعلى بكثير من جميع الغازات الأربعة من مدينة مكسيكو، هي مدينة مزدهرة تتصارع مع شبكة كهربائية لا يمكن الاعتماد عليها وخيارات محدودة للتخلص من النفايات. تقول “كادي بيريرا”: “كل من يستطيع تحمّل تكاليف مولد ديزل لديه واحد فهو ملوث للغاية كما يحرق الناس الكثير من القمامة فقط للتخلص منها”.

 

 

كما تلعب الجغرافيا دوراً  في مدينة مكسيكو، تتجه الجبال إلى شمال المدينة وشرقها وغربها كحاجز طبيعي ضد الغازات والجزيئات من الحرائق البعيدة.  في لاغوس، أشعة الشمس المكثفة بالقرب من خط الاستواء تدفع ردود الفعل التي تنتج الأوزون وعلاوة على ذلك نسائم البحر التي تهب مراراً وتكراراً داخل وخارج تصنع فخاُ من الملوثات فوق المدينة الساحلية .

 

“كادي-بيريرا” وفريقها يبحثون عن المزيد من الأنماط في مجموعة البيانات المتزايدة, ومن بين ما يستكشفون حاليا: مستويات عالية من الأمونيا فوق بوينس آيرس, وتقول أن مصانع ذبح اللحوم الكبيرة قد تكون هي الجاني.

تقول كادي بيريرا: “هذه الخرائط تثير الكثير من الأشياء التي يمكننا استكشافها بشكل أكثر عمقا”.

 

 

ترجمة: نورة سعد

Twitter: @nourahs92

مراجعة: منيفه الفيَاض

Twitter: @feyafi_alfayadh

 

 

المصدر:

 Science Mag

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!