لماذا لا تموت حشرة القراد الحاملة لمرض لايم؟

لماذا لا تموت حشرة القراد الحاملة لمرض لايم؟

8 مايو , 2017

يقوم قراد الأيل (وهو من العنكبوتيات) الحاملة للبكتيريا المسببة لمرض لايم بلدغ الإنسان ونشر البكتيريا في دمه، وينتج عن ذلك عدوى مستعصية.

إن مرض لايم ليس المرض الوحيد الذي ينتشر عبر القراد. بل إن هذه المخلوقات تحمل عددًا هائلاً من البكتيريا، والفايروسات، والكائنات الطفيلية. السؤال الذي يتبادر للذهن الآن، مالذي يجعل القراد لا يتأثر بالكائنات الممرضة التي يحملها؟

وجد العلماء أن القراد لديه أسلوب فريد لمقاومة المايكروبات ومسببات المرض. مثالا يمكن أن تنقل البعوضة نوعاً أو اثنين فقط من مسببات المرض. في المقابل، يمكن للقراد أن ينقل إلى الإنسان ستة أنواع من مسببات المرض بالإضافة إلى البكتيريا المسببة لمرض لايم. ويشير ذلك إلى أن الجهاز المناعي لدى القراد يعمل بطريقة مختلفة عن الجهاز المناعي لدى غيرها من الحشرات الماصة للدماء التي تشتهر بنقل ميكروبات مسببة للمرض إلى الإنسان.

 

كيف يتعامل القراد مع البكتيريا؟

إن الجهاز المناعي لدى الحشرات عموما مدروس جيدًا، إلا أن الجهاز المناعي لدى القراد لا يزال يعد غامضا.

تم إجراء دراسة حديثا على الجينوم الخاص بعدة أنواع من العنكبوتيات (وهي القراد، والعقارب، والعناكب، والعث)، وتم مقارنتها بجينوم الحشرات الأخرى. وجدوا أن لا أحد من العنكوبتيات يملك جهازا مناعيًا مشابها للحشرات اللاعنكبوتية كالبعوض مثلاً. كما أن القراد تحديدًا يفتقد إلى عدد من الجينات الهامة الموجودة  في الجهاز المناعي عند البعوض.

قام احدى فرق البحث باستخدام تقنية تداخل الحمض النووي الريبوزي (RNA interference)، وهي تقنية تستخدم في إبطال أو تحفيز جينات معينة. فعندما قاموا بإضعاف الجهاز المناعي لدى القراد، وجدوا حدثًا رائعًا فإن القراد يحمل المزيد من البكتيريا! وعندما تم تقوية الجهاز المناعي، كان القراد يحمل عددًا ضئيلاً من البكتيريا!

أظهرت دراسة أخرى أن القراد والبعوض يملكون بروتينات قادرة على اكتشاف البكتيريا التي ذات غشاء سكري. وتلعب هذه البروتينات دورًا رئيسيًا في إثارة رد فعل مناعي لدى البعوض، ولكن تأثيرها شبه معدوم لدى القراد.

إن الجهاز المناعي لدى القراد لا يتفاعل مع السكريات، ولكنه يستجيبب للدهون. فهو قادر على تميز مواد دهنية موجودة على غشاء الخلية البكتيرية المسببة لمرض لايم. لذا، فيمكن أن يكون تمييز القراد لهذه الدهون هو ما يجعله قادرا على إبقاء الباكتيريا داخله.

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة: غادة القرشي

مراجعة: مصعب الذهلي

 

المصدر:

LivesCience

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!