دور إيقاع نبضات القلب في مستقبل المنازل الذكية

دور إيقاع نبضات القلب في مستقبل المنازل الذكية

21 أبريل , 2017

يعتقد كيفن فوريمان أن المنازل في المستقبل القريب ستصبح ذكيةً بما يكفي للتميز بين أفراد الأسرة والضيوف داخل المساحات المادية، وللتَكيف مع الاحتياجات الفردية على أُسس القياسات الحيوية مثل: بصمات الأصابع ودرجات حرارة الجسم وحتى إيقاع نبضات القلب.

وسيتوفر للمستخدمين في المستقبل القريب جداً سِوارٌ ذكي يُلبس حول المعصم لإثبات هويتك عن طريق الاقتران بنبضات قلبك، وبالتالي يُتيح لك ضبط إضاءة منزلك تلقائياً، ودرجة حرارة الغرفة وتشغيل الموسيقى المعتادة بناءً على تفضيلاتك الشخصية التي سجلها الجهاز مسبقاً حولك.

 

وقد يبدو هذا المزج المستقبلي (Mash-up) – مصطلحٌ يطلق على صفحة ويب أو التطبيق الذي يدمج محتويات أو خدمات مصدرين أو أكثر لإنتاج تطبيق جديد يقدم خدمة جديدة – ناتجًا من حياتنا اليومية مباشرةً مثل تقنية (Iron Man) بدلةٌ ذكيةٌ للاستخدامات العسكرية أو (The Jetsons) حاسوبٌ ذكي مصغّر جديد، ونلاحظ أن كليهما يعودان لمسلسلات رسومٌ متحركة أي أن الأمر حقاً ليس ببعيد، ففي الواقع تستثمر العديد من الشركات بملايين الدولارات في مجال تطوير التقنيات التي تمزج بين العالم الرقمي والماديات من حولنا كالسيارات والمنازل.

يشارك السيد فوريمان – مدير الإنتاج في شركة فيكتورفورم (Vectorform) ذات الخبرة الرقمية ومقرها الرئيسي مدينة ديترويت، عاصمة صناعة السيارات في العالم – في حوار فكري بشأن التجريد والابتكار التقني، حيث أدلى بخطاب دقيق ومحكم وبحماس جعل عينيه تضيء كما تضيء ساعة موتو ٣٦٠ الذكية الجديدة (Moto 360 smartwatch)، فيصفه أحدهم قائلاً: “أنه يستخرج الاتفاقيات من ساعته، التي تحيط بمعصمه لتصور عالم الموضة والتكنولوجيا في آن واحد”.

حيث وضّح التطورات التي تشهدها صناعة التقنيات القابلة للارتداء (Wearables) مثل ساعة “موتو” العاملة بنظام أندرويد وساعة “أبل”، وألقى الضوءَ على مساهمات هذه التقنيات في تحطيم الشاشات الأخرى في حياتنا اليومية، فهي تسمح لنا بالعيش في العالم الحقيقي دون إزعاج وباتصال مستمر، كما يشير إلى نظارات قوقل كخطوة جيدةوفي الإتجاه الصحيح.

فيقول فورمان:” كلما كان بإمكاننا إزالة واجهة المستخدم، كانت تجربة المستخدم أفضل، لذا نود إعادة النظر في تجربة المنزل الذكي وجعلها خفيّة تقريباً”، ويضيف: “تسمح لنا الأجهزة القابلة للارتداء بإزالة التشتيت الناتج عن الأجهزة المحمولة التقليدية، وتعطينا مسارات لمدخلات جديدة تمكننا من تحسين جمع المعلومات السياقية وتبادلها، فنلاحظ أن أجهزة الهاتف الذكية أصبحت أكبر وغير عملية، بينما الأجهزة الذكية القابلة للارتداء أصبحت أصغر وخفيّة أكثر، ونتوقع أن الإصدارات الجديدة قد تمثل إكسسوارات أنيقة في عالم الأزياء، بدلاً من أجهزة تقنية”.

 

حاجة البيوت الذكية لتطبيق قاتل

وفي الصحيح أن أحد العوائق التي تمنع صناعة المنازل الذكية هو المستهلك العادي، لأنه لم يخضع بعد لتجاربٍ مماثلة، وبالتالي صورة المنزل الذكي لم تتضح بشكل كافي له.

ذكر فورمان في مقابلةٍ سابقة له: “تفتقر المنازل الذكية في الوقت الراهن للتطبيق القاتل الذي سيقود هذه التجربة، فحالما يُتاح ولو لمرة واحدة، سنشهد ارتفاعاً ضخماً في معدل الاقتناء”، ونقصد بالتطبيق القاتل التطبيق الجديد المستخدم لجذب المستهلكين وتحفيزهم لشراء الأجهزةٍ الجديدة، وأشار أيضاً إلى أن: “أفضل وسيلة للحصول على مستهلكين مهتمين بتقنيات المنزل الذكي هي توفير التغذية الراجعة في الوقت المناسب”.

ومن أجل حلِّ هذه المشاكل سعى فريق فيكتورفورم لتحديد الشيء الوحيد الذي يرغب أصحاب المنازل في إدارته بكفاءة عالية – في الوقت الحالي استهلاك الطاقة -، وأجريت البحوث على نقاط دخول السوق لتحديد أفضل طريقة لتقديم فكرتهم للمستهلكين، وتوصلوا إلى أنه عند شراء المستهلكين لمنازلهم فهم لا يحبون وضع ثقتهم في البائعين – كطرف ثالث -، إنما يفضلون الحصول على التكنولوجيات الجديدة الموفرة للطاقة عن طريق شركات المرافق المعروفة.

وبعد ذلك عمل الفريق على تطوير نموذج أولي وتطبيق سمي بـ (PowerScan)،فهو يتيح للمستهلكين قياس استهلاكهم للطاقة في الأجهزة المنزلية الفردية من خلال ربط التطبيق بكرت الطاقة، أي بأجهزة قياس متعددة صفراء ضخمة تشبه المستخدَمة في معامل الفيزياء في المدارس الثانوية (ولكن بطريقة أكثر تعقيداً)، فيقيس التطبيق المجالات الكهرومغناطيسية التي تولدها الأجهزة، ومن ثم يحسب استخدام القوة الكهربائية أي استهلاك الطاقة.

تواصل فريق فيكتورفورم بشركة DTE للطاقة، وهي شركة طاقة محلية مقرها في ديترويت، حيث عملت ضمن شراكة على مدى العامين الماضيين على منصة دي تي إي انسايت (DTE Insight) – منصة جديدة ثورية تسمح للعملاء شركة DTE للطاقة بأجهزة قياس متقدمة لاكتشاف وتحسين استخدام الطاقة المنزلية -، وكان هدف الشركة الوصول لحلول في مجال إدارة الطاقة المنزلية لعملائها، وبلغ عدد المستخدمين لهذه المنصة خلال 3 أشهر لأكثر من 25000 مستخدم، ومن المتوقع أن يوفروا طاقة بنسبة تصل إلى 9-12٪.

 

كيف ستوحد التقنيات القابلة للارتداء مواصفات المنزل الذكي

أدلى السيد فورمان بدلوه بلهجةٍ مرحة: “نشهد تصاعدًا في مواصفات المنازل الذكية من خلال دمج الأجهزة التي يمكن ارتداؤها مثل النظارات الذكية ونُظم الوسائط المتعددة التي لها القدرة على تكوين سلسلة متعددة من الأوامر اللفظية أوالتي تعمل باللمس، وتوصيل الأجهزة التي تعتمد على مرشد لاسلكي (بيكون) والتقنيات التي تستخدم من خلال اللمس أكثر من الحركة”، فإن الإضاءة التي تعمل بالطاقة الحركية في الحمام مثلاً تنطفئ قبل انتهائك، فلدينا تجربة في الجلوس وسط الظلام بالرغم من محاولات التحرك بنشاط لحث أجهزة الاستشعار للعمل من جديد، ولكن تشغيل مرشد لاسلكي دقيق لتحديد الموقع مع تقنية BLE (تقنية لاسلكية قليلة الطاقة) بحيث يكون اعتمادنا على الحساسية لا الحركة.

أما الآن ومع أجهزة الحساسية المناسبة يمكن تشغيل أي جهاز تلقائياً من خلال تقنيات يمكن ارتداؤها مثل السوار الذكي Nymi” نيمي”، وهو جهاز يُلبس على المعصم ليتعرّف على هوية الفرد بواسطة قراءة الذبذبات الكهربائية للقلب.

 

ساعد زميلُ فورمان السيد تايلور هانسون – مدير الحسابات في مكتب شركة فيكتورفورم في مدينة سياتل – على اكتشاف سوار نيمي، عندما شارك في مسابقة المطوّر التي هدفت للعثور على أفضل حالاتٍ لاستخدام المنتج من خلال اعتقاده بأن السوار الذكي هو القطعة المفقودة لربط هذا النوع من المنازل.

وقال فورمان: “لقد قدّمنا فكرتنا حول سوار نيمي كونها جزءًا لا يتجزأ من المنزل الذكي، مما أدى لرفع مستوى الأمن والتوثيق بسلاسة وتوفير معلومات عن مواقع الجميع في أرجاء المنزل.ولقد تم اختيارنا كفائزٍ في هذه المسابقة، وكنا نعمل مع الشركة القائمة على سوار نيمي لدمج هذه الأفكار”.

 

أضاف السيد هانسون: “تتمثل الخطوة التالية في السماح للأجهزة القابلة للارتداء بالاتصال بدرجة حرارة جسم الفرد، وبالتالي تضبط درجة حرارة الغرف تلقائياً لخلق جو مثالي للمستخدم، ونرى أن الأجهزة القابلة للارتداء تملك الإمكانيات اللازمة لتوفير سبل وصول مركزية إلى كل المحتوى الرقمي، فمثلاً سوار نيمي يعرِفُك، وبإمكانه إصدار الأوامر نيابة عنك”.

يعتقد كلا من – هانسون وفورمان – مستقبلاً أنه ستوضع معاييرٌ واضحة لتوحيد جميع تقنيات المنازل الذكية، وسيُعمل على تطوير الأساس ليُسمح للمنتجات المختلفة بالتواصل السلس مع بعضها البعض،ونلاحظ الشوط الكبير الذي قطعته العديد من الشركات مثل: قوقل وسامسونج ومايكروسوفت ومنظمات الصناعة مثل MoCA في هذا المجال، لذا إن التغلب على هذه العقبة يعتبر كالكرت الأخضر الذي سيخلق فرص كبيرة في صناعة المنازل الذكية.

 

 

 

 

 

ترجمة: سميه العنقري

__Twitter:  @so0oma

مراجعة: فيّ محمد

_Twitter: @faym

 

 

المصدر:

Wired

                                 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!