هل من شيء يُدعى بـ “السَكَر العاطفي”؟    

هل من شيء يُدعى بـ “السَكَر العاطفي”؟   

12 أبريل , 2017

الخبرات العاطفية بإمكانها التأثير على الحالة الوظيفية والداخلية للدماغ تأثيرًا يمتد لفترة طويلة من الزمن الذي يعقب الحدث العاطفي، هذا ما وجده فريق العلماء في جامعة نيويورك، هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة طبيعة علم الأعصاب “Nature Neuroscience” أيضًا أظهرت أن هذا “السَكَر العاطفي” يؤثر على كيفية حضورنا و تذكرنا للخبرات المستقبلية.

كيف نتذكر الأحداث ليس فقط نتيجة لما نختبره في العالم الخارجي لكنه يتأثر أيضًا بشدة بحالتنا الداخلية وهذه الحالة الداخلية من الممكن أن تبقى وتأثر على خبراتنا المستقبلية “هذا ما شرحته ليلى دافاتشي – أستاذة مشاركة بجامعة نيويورك بقسم علم النفس و مركز العلوم العصبية وهي باحثة كبيرة في هذه الدراسة -.

 

“المشاعر هي حالة دماغية” و تضيف دافاتشي “هذه النتائج تجعل أمر تأثر وظائفنا المعرفية العليا بما يسبقها من تجارب واضحًا، خصوصًا حالات الدماغ العاطفية التي قد تستمر طويلًا”، منذ فترة قصيرة قد عرفنا أن التجارب العاطفية أفضل في التذكر من التجارب الغير عاطفية لكن الجديد في هذه الدراسة ما أوضحه العلماء من أنه حتى التجارب الغير عاطفية التي تتبع تجارب عاطفية هي أيضًا أفضل في تذكرها.

 

و قد عُرف ذلك بعد عمل هذه التجربة حيث تم عرض سلسلة من الصور ذات المحتوى العاطفي و التي تجعل الجسم في حالة إثارة على الأشخاص في احدى المجموعات المشاركة في الدراسة، بعد ذلك بحوالي ١٠- ٣٠ دقيقة تم عرض سلسلة صور اعتيادية غير عاطفية على نفس الأشخاص. و لمجموعة أخرى من الأشخاص تم عرض الصور الاعتيادية غير العاطفية أولا ثم عرض الصور ذات المحتوى العاطفي، و في كلا المجموعتين تم قياس مدى الإثارة الفسيولوجية عن طريق ملاحظة تصرف الجلد و نشاط الدماغ عن طرق استعمال التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي و بعد ٦ ساعات تم اخضاع المشاركين على اختبار ذاكرة للصور التي شاهدوها سابقاً.

 

و النتائج أظهرت أن الأشخاص الذين تعرضوا لمحفزات تثير العاطفة أولاً كانوا أفضل في التذكر طويل الأمد للصور الاعتيادية التي شاهدوها بعد ذلك و ذلك بالمقارنة مع مجموعة الأشخاص الذين شاهدوا نفس الصور الاعتيادية و لكن قبل أن يتعرضوا إلى الصور العاطفية في هذه التجربة.

 

تشير نتائج التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي للدماغ إلى تفسيرات لهذه النتيجة و بالتحديد تلك البيانات التي تظهر أن حالة الدماغ المرتبطة مع خبرات عاطفية تستمر من ٢٠ إلى ٣٠ دقيقة و تؤثر على طريقة تعامل الأشخاص وتذكرهم لما سيختبرونه في المستقبل من تجارب غير عاطفية.

“لقد رأينا أن الذكريات للتجارب غير العاطفية يتم تذكرها بشكل أفضل إذا صادف أن جاءت بعد أخرى عاطفية” هذا ما لاحظته دافاتشي.

 

ملخص الدراسة:

حالة الدماغ العاطفية تعزز و تأثر بتكوين الذاكرة المستقبلية. التحفيز العاطفي بإمكانه تكوين ذكريات حية و باقية للتجارب العاطفية لكن ما نعرفه قليل عما إذا كان باستطاعة المشاعر أيضاً أن تعزز من التذكر للتجارب اللاحقة البعيدة نسبياً. هناك آلية من الممكن أن تدعم تحفيز الذاكرة المستقبلية و هي الاعتماد على حالات الدماغ العاطفية التي تؤثر على تجارب الأحداث العادية التي تليها. و قد وجدنا هنا أن التعرض لحوافز عصبية عادية بعد حوافز عاطفية بـ ٩ – ٣٣ دقيقة كان له مستويات أعلى في إعادة التذكر خلال اختبار الذاكرة المتأخر و ذلك بالمقارنة مع الاختبارات التي تقيس التذكر قبل التعرض لمحفز عاطفي و بعد التعرض لمحفز اعتيادي.

هذه النتائج تشير أن الاستعدادات العصبية في حالة الخبرات العاطفية قد تستمر لفترة وتأثر بطريقة ترميز و استعادة المعلومات الأخرى الغير عاطفية في هذه الفترة.

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة: أسماء محمد  القحطاني

Tweeter: @01sma01

مراجعة : د. إيمان الشيخ

Tweeter: @eas_e

 

 

المصدر:

Neuroscience News


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!