يواجه الأشخاص الذين يعملون في المكاتب تحدياً حقيقياً لتجنب الإصابة بالزُكام، فحالما يبدأ شخص واحد بالسعال، يُمكن التأكد من أن ذلك سيحصل مع الجميع. كما أن للإجهاد المستمر، دور في إضعاف الجهاز المناعي.
وعلى الرغم من ذلك، فإن ما يواجهه موظفو المكاتب، لا يُقارن بما يواجهه الأطباء بشكل يومي،لذا قام الباحثون بسؤال المُمارسين في القطاع الصحي عن كيفية تجنب الإصابة بالمرض على الرغم من تعرضهم للجراثيم طوال اليوم!
تجنب الأخطاء التي يسهل ارتكابها
أ.د.مارك وولف طبيب أسنان في ستوني بورك – في نيويورك بروفسير في جامعة نيويورك بكلية طب الأسنان –
وكون الدكتور وولف طبيب أسنان فلابد له من أن يواجه بعض السلبيات لهذه المهنة التي يمارسها. د.وولف: “كطبيب أسنان لابُد لي أن أحافظ على ارتداء قناع الوجه، وغسلاليدين، واستخدام المعقمات بشكل كبير”، نقد تؤدي المبالغة باستخدام المطهرات إلى تجفيف اليدين، لذا يظل غسل اليدين من أكثر الأمور الفعالة التي يمكن القيام بها لخفض خطر الإصابة بجراثيم أشخاص آخرين.
وبطبيعة الحال، وكما قال د.وولف، فإن الحفاظ على مستوى المناعة مرتفعاً لديك،يُعد أحد الأمور التي يجب عليك فعلها، بنفس قدر التزامك بالأمور التي يجب عليك عدم فعلها. كما أردف قائلاً: “إن من أكثر الأمور التي أقوم بتجنبها هي: التبغ، والسجائر، والسيجار، والمضغ؛ لأنها تقوم بتدمير الجهاز المناعي، وكذلك الكحول التي ترهق الكبد”.
الانتباه لقناتك الهضمية
د.ترافيس ستورك – حاصل على درجة الدكتوراه في طب الطوارئ – مؤلف لكتاب: الحمية الغذائية لخسارة البطن، يُعد النظام الغذائي أمراً أساسياً لدى الدكتور ستورك للحفاظ على أداء الجهاز المناعي، وقد أوصى بتناول الغذاء المفيد للإنسان وللميكروبات النافعة التي تستوطن القناة الهضمية بنفس الوقت، حيث تلعب هذه الميكروبات دوراً هاماً في دعم وتحسين وظائف الجهاز المناعي.
وقال د.ستورك: “أحافظ على تناول الأغذية التي تحفز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء بشكل يومي (أطعمة البروبيوتك) مثل الزبادي والكافيار ومخلل الملفوف، كما أحاول التركيز على الأغذية التي تحتوي على كمية كبيرة من الألياف والعناصر الغذائية كالفواكه والخضروات وذلك لأن بكتيريا القناة الهضمية تحب هذا النوع من الطعام”. ويستمتع الدكتور ستورك بتناول الحبوب الكاملة كما يتجنب الحبوب المطحونة كالخبز الأبيض، والمعكرونة وعلّق على ذلك قائلاً: “إن تناول الكثير من الكربوهيدرات البسيطة سيؤدي إلى إضعاف جهازي المناعي”.
لا تحمل نفسك فوق طاقتها
أ.د.عدنان ناصر – دكتور جلدية في رالي شمال كارولاينا – لا يدرك الكثير من الناس أن للتوتر تأثيراً كبيراً على قدرة الجسم الدفاعية. ولكن الدكتور ناصر من الأشخاص المدركين لذلك، فهو يعتمد على هذا المجال للحفاظ على قوة جهازه المناعي. وقد نصح الدكتور ناصر بمشاركة التوتر مع الأصدقاء حيث قال: “أؤمن بأن مشاركة التوتر تعمل على التخلص من نصف هذا العبء”.
وأردف الدكتور قائلاً: “وجود الزملاء الداعمين لي في حياتي، ساعدني على الاستغناء عن الأدوية يوماً بعد يوم”.
لا تخسر نفسك
الدكتور بريديمان كريشان شاه – مدير مركز أبحاث أو بنهايمر لتصل بالشرايين في مركز سيدرزسيناي الطبي – وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن الجهاز المناعي لدى الأشخاص الذين لا يرتبط شعور السعادة لديهم بالأمور المادية (أي أن سعادتهم تكون نابعة من أعماقهم) يكون أقوى من الأشخاص الذين يعتمدون على الأمور المادية لإسعادهم.
وقد قال الدكتور شاه مشيراً لحبه للعمل الذي يقوم به: “هذا ما يساعدني على الحفاظ على جهازي المناعي، حيث أن أكبر مصدر للدعم الإيجابي هو نجاحي في جعل المرضى يشعرون بالتحسن ومساعدتهم في التغلب على مرضهم”.
أعطي جسمك كل ما يحتاجه
الدكتور تيدإبيرلي – الرئيس والمدير التنفيذي للمقيمين لطب الأسرة في ولاية ايداهو – تعد المحافظة على التمارين الرياضية إحدى الاستراتيجيات التي يعتمد عليها د.تيد لتجنب المرض حيث قال: “تتمحور أهمية التمارين الرياضية حول محافظتها على صحة الجهاز المناعي والصحة الذهنية”.
ولكن الإفراط في ممارسة التمارين وعدم الحصول على قسط كافي من الراحة له تأثير عكسي على الجسم وخاصة على الجهاز المناعي، ولذلك يحرص الدكتور إيبرلي على إراحة جسمه بالقدر الذي يحرص فيه على المحافظة على تمارينه الرياضية ، وذكر أيضًا: “من الأمور المهمة التي أحاول المحافظة عليها هو النوم يومياً لمدة لا تقل عن 7 ساعات”،
كما يؤمن الدكتور إيبيرلي أن من الممكن للحس الفكاهي أن يقطع شوطاً طويلاً فيما يتعلق بمناعة الجسم وقد علق على ذلك قائلاً: “يساعدني هذا الأمر على رؤية الأمور من منظورها الصحيح”.
ترجمة: مدائن صالح
مراجعة: جهاد أبو الرب
Twitter: @jabulrob
المصدر:
اترك تعليقاً