خمسة طرق لتنمية التعاطف مع الذات عند طفلك

5 يوليو , 2016

ترجم بواسطة:

مها العقيل

دقق بواسطة:

بلقيس الشريف

خمسة-طرق-لتنمية-التعاطف-مع-الذات-عند-طفلك

يزعم البعض أن أفضل ما يتعلمه الطفل هو احترام وتقدير الذات والتي قد يؤول بعضها للغطرسة و الاحترام المصطنع للذات؛ مما يؤدي إلى مشاكل أخرى. ذكرت أيضا الكاتبة إيمي الشو أننا نمدح بشكل مبالغ فيه جداً.
أشارت أبحاث حديثة إلى أن التركيز في تربية الطفل على الزهو بالذات سيشتت الوالدين عن تعليمه مهارات أكثر أهمية, مثل التعاطف مع الذات التي غالباً ما يُساء فهمها على أنها تدليل للنفس والسماح بالانغماس في الملذات، و لكن التعريف الرائد لدى أبحاث الدكتورة كريستن نيف من جامعة تكساس في أوستن أن معنى التعاطف مع الذات يحتمل ثلاثة جوانب :
أولاً : أن تكون مدرك ومتنبه لجميع أفكارك و مشاعرك ، ثانياً : فهم الإنسانية المشتركة بكون كل البشر غير كاملين ويرتكبون الأخطاء وثالثاً : عامل نفسك بلطف .
وحيث أن الزهو بالذات في الآونة الأخيرة أصبح مرتبط بالعديد من مشاكل الصحة العقلية التي يكون سببها اضطرابات عاطفية، تتضمن النرجسية والهشاشة العاطفية ، أما التعاطف مع الذات فهو مرتبط بالمرونة و التعزيز من مستوى الطاقة للشخص و الإبداع و النجاح في الحياة بشكل عام .
و هذه خمسة طرق من الممكن أن تساعد في تطوير مهارات هامة في حياة طفلك وتأسيس قيمه بشكل صحيح :

أولاً: كن قدوة جيدة

كن مثال يحتذى به للشخصية المتعاطفة مع الذات و لا تكن مثال للشخصية الناقدة التي تقسو على ذاتها، وهذا يعتبر من أكثر الأمور أهمية؛ حيث أن الدكتورة نيف تحدثت عن مراقبة الأطفال لسلوك الوالدين وكيفية تعاملهم مع الحياة فإذا رأوا أن آبائهم يقسون على أنفسهم بجلد الذات؛ أي بتضخيم الأخطاء والتعامل مع الحياة بشكل سلبي فهذه ستكون رسالة يقتدي بها الأطفال بصورة أقوى من النصائح والمواعظ التي يخبرهم بها آباؤهم بالقول دون الفعل .

لا داع للقلق، كونك لطيف مع ذاتك لا يعني ذلك – مثل ما يعتقد الكثير – أنك تعطي لنفسك مجال بأن تكون متراخي وكسول وساذج ولا قيمة لك، بعكس ذلك تماماً حيث أن الأشخاص الذين يتعاملون بلطف مع ذاتهم في الغالب يكونوا ذو رباطة جأش ومن أفضل الأشخاص فهم يعملون و ينجزون بشكل أكبر وبمعايير عالية جداً أكثر من الأشخاص الذي ينتقدون ذواتهم .

فعندما يتعلم الأطفال بأن يكونوا لطفاء مع ذاتهم وذلك بأن يتقبلوا عيوبهم وأن يقدموا الاهتمام لأنفسهم فهذا يجعل منهم أفضل من عدة نواحي في شخصياتهم .
فقد قال الطبيب ليري عن التعاطف مع الذات ( أنه يجعل الأشخاص متحفزين ويدفع عقولهم للتفكير الإيجابي في التفاعل الاجتماعي ) أي أنه السبب الذي يدفعهم لأن يكونوا سعداء وأكثر صحة ونجاح في حياتهم الاجتماعية .

ثانياً : تنمية سلوك الطفل للمستقبل بدلاً من معاقبته على ما مضى

إن الطريقة التي يستجيب بها الوالدان لنجاح أو فشل الطفل تؤثر على التطوير من شخصية الطفل من الداخل .
فإن أقسى العقوبات مثل الضرب الخفيف، تأنيب الطفل بشكل مستمر لمدة ستة أشهر، تعليم الطفل أنه يجب أن يتعامل مع نفسه بصرامة عندما يقوم بفعل أمر خاطئ، و اقتراح بعض من التوجيهات التي يفعلونها عندما تنشأ صعوبات مماثلة أخرى، عندها سيصبح الأطفال صارمين مع أنفسهم بشكل قاسٍ مما قد يؤثر على شخصياتهم ويستنزف من طاقاتهم وحماسهم مما قد يضعف من إمكانياتهم في الحياة بشكل عام .
فبدلاً من كل ذلك، نقوم بتهذيب الطفل وذلك بتفهم رأيه و الاستماع له، ثم نقوم بمساعدته على تغيير سلوكه السيئ .
حيث أن الهدف هو تأسيس وبناء الطفل على عادات ومهارات اجتماعية تبقى معه على المدى البعيد، مثال على ذلك أن الطفل عندما يجرح مشاعر صديقه فإنه يجب أن يعلم ويشعر بالسوء تجاه هذا الخطأ الذي قام بفعله لأن التفكير والتأمل بالخطأ يجعل الطفل يفكر بطريقة تجعله يتجنب هذا التصرف في المستقبل وهكذا يكون الطفل قام بتهذيب نفسه بشكل ممتاز .
عندها سينتقل تركيزنا لأمور أكثر أهمية ونستمر بالتقدم للأمام، فقد قال ليري : ( ليس من الجيد أن تقوم بتأنيب ضميرك لمدة أسبوعين بل الأفضل أن تعتذر وتمضي إلى الأمام ) .

ثالثاً : إنتقد سلوك الطفل وليس الطفل نفسه

قالت الطبيبة نيف : إن من أهم الأشياء التي يجب على الوالدين تعليمها للطفل أن يجعلوه يشعر بأنه ذو قيمة جوهريه من الداخل بغض النظر عن إنجازاته أو إخفاقاته التي قام بفعلها .
فأنت كوالد يلزم عليك أن تتقبل طفلك كما هو في الواقع بدلأ مما تريده وتتمناه أنت أن يكون عليه ، وذلك لا يعني أن تبسط الأمر لهم بشكل مبالغ أو تهملهم بل يتطلب ذلك أن تساعدهم على رؤية ومعرفة أنفسهم بشكل جيد .
في النهاية نصحتنا الطبيبة نيف، أن نقوم بنقد سلوك الطفل الخاطئ وليس الطفل نفسه حيث أن هذا التمييز يقلل من احتمالية خلط الطفل بين تصرفه السيئ أو إنجازاته بثقته أو احترامه لذاته .

مثلا أن تقول للطفل : ( ما فعلته كان مؤذٍ) ثم دع الباب مفتوح وهذا من شأنه أن يعزز من الموقف و قلل من تحفزه للدفاع عن نفسه , أفضل من قول ( أنت كنت قليل الاحترام للأخرين ) وهذا قد يؤثر على الطفل لأنه نقد مباشر لشخصيته .
بالمثل أيضا عندما تقول ( هذه فكرة رائعة ) ربما تكون أفضل من قول ( أنت ذكي ورائع ) ، هذا ما اقترحه بعض الخبراء، وبهذه الطريقة عندما يفعل الطفل شيء مغفل لا يصاب بالإحباط أو يشعر بأنه فقدَ ثقة والديه ورأيهم به بل يصبح يعلم أن التصرف الذي فعله هو الخاطئ وبإمكانه تصحيح ذلك .

رابعاً : التعاطف مع الذات

وضحت بعض الأبحاث أن المرونة أحد مفاتيح السعادة والنجاح في الحياة، فلكي يكون لديك القدرة على النهوض ومواجهة الصعوبات يجب أن تكون مرناً ومفتاح المرونة هو التعاطف مع الذات .
يمكن للوالدين السير مع أطفالهم الصغار والمراهقين عبر خطوات علاج التعاطف مع الذات، وذلك يكون أولاً بمساعدتهم ليصبحوا متنبهين لعواطفهم وأفعالهم, وهذا يتضمن الاستماع لهم بحنان ومساعدتهم لإدراك مايشعرون به، وذلك يكون بتعابير موجزة تساعدهم على وصف و إدراك مشاعرهم مثل قول ( يبدو وكأنك تشعر بالغضب ) أو ( هل هذا مايجعلك غاضب ؟ ) ، والتعبير لهم عن مشاعر التعاطف أيضا مفيد ، مثل ( هذا يبدو صعب جداً ) أو ( كم هذا شنيع ) .

وتوجد تجارب أثبتت فعاليتها وباستطاعة الوالدين استخدامها وقولها لأطفالهم للتخفيف عنهم، مثلاً قول ( إنه شيء طبيعي بأن تشعر بالإحباط واليأس عندما لا تستطيع الوصول إلى ماتريده ) أو ( إن هذا من طبيعة البشر الشعور بالغيرة من شيء بعض الأحيان ) مما يجعلهم يشعرون بتحسن.
وأخيراً يمكن للوالدين البحث عن أفعال يمكن استخدامها مع الطفل لتساعده على الشعور بتحسن والتقليل من إحباطه مثل أن يقوموا بعناق الطفل بشكل مستمر أو أن تقوم الأسرة بالخروج في نزهة أو لعب الأبوين مع الطفل في المنزل.

خامساً : تعليم الأطفال الحقيقة حول الحياة الجيدة

” لقد نشأت و أنا أفكر أن الحياة الجيدة أكثر مثالية مما هي عليه بالواقع ” هذا ما قاله الطبيب النفسي مارك ليري من جامعة دوك ، ويقصد بذلك أنه لا يوجد حياة كاملة ومثالية وعندما نحاول تحقيقها فهذا سيتطلب الكثير من المشقة والعناء والفشل للوصول إلى تلك الحياة المثالية .

نحن في الغالب نفسر المعاناة ونربطها بالعمر أو البلاء كأنها من أنواع الفشل ، لكن فسرت د.نيف أن جعل المعاناة وكأنها فشل بالأمر غير العقلاني فهذا يوهمنا بأنه يمكن تجنبها تماماً، ولكن لا يمكن حيث من المزعج تقبل حقيقة أننا لا نستطيع التحكم بكل شيء ولكن حقاً نحن لانقدر على فعل كل شيء ولن نصل لدرجة الكمال .

يحتاج الأطفال لفهم دقيق لماهية الحياة ودمومية حالها، فهي عبارة عن صعود و هبوط، و بقدر ما تحتفل بالأحداث الجيدة فإن جزء من استمراريتك هو تعلم كيفية تقبل الأمور السيئة التي تحدث .

“ولتكون والداً جيداً يجب أن تعطي طفلك الفرصة لتعلم كيفية التعامل مع مشاعره والتحكم بها، و أيضا مساعدة الطفل لفهم نفسه ككائن اجتماعي”، هذا ما قاله بول جيلبرت الطبيب والباحث في جامعة ديربي في الأمم المتحدة .
ختاما، لتكون والدًا ناجحًا يجب أن لا تعلم الطفل فقط الاهتمام بنفسه بمفرده أو بغيره بل عليه تعلم كيف يطلب المساعدة من الآخرين عندما يحتاجها .

المقال الذي تم ترجمته :
http://www.livescience.com/14144-parenting-tips-compassion-esteem.html

المترجمة : مها العقيل
Twitter : maha6860
المراجعة:بلقيس سليمان الشريف

@bellasoulash

تدقيق: احمد الطلحي

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!