crossorigin="anonymous">
2 مايو , 2023
نظريًا يمكن لجبل أن يكون أكثر ارتفاعًا من جبل إيفرست، ولكن قوى مثل قوة الجاذبية الأرضية وعوامل التعرية تمنع من تكوّنه.
قبل ٦٠ مليون سنة، ولَّد اصطدام الصفيحة الأوراسيوية (الأوربية الآسيوية) بالصفيحة الهندية سلسلة من جبال، ولأن هذه الصفائح كانت ذات كثافة متساوية فلا يمكن لأي منها أن تنزلق تحت الأخرى، ولذلك لم يكن هناك للصخور خيارًا سوى الاندفاع نحو الأعلى.
حاليًا، تحتضن سلسلة جبال الهيمالايا أعلى جبال الأرض ألا وهو جبل إيفرست ويعد الأطول، حيث يصل ارتفاعه إلى ٨.٨ كم فوق سطح البحر، وثاني أطول جبل بعد إيفرست هو جبل K2 الذي يصل ارتفاعه إلى ٨.٦ كم فوق سطح البحر.
ولهذا نسأل، إلى أي مدى يمكن أن يبلغ ارتفاع أي جبل على الأرض؟
من الناحية النظرية، تقول الجيوفيزيائية في جامعة أوريغون جين همفريز لـلايف ساينس بأنه يمكن أن يكون الجبل “أطول قليلاً من إيفرست”، ولكن يجب أولاً أن يتغلب على بعض التحديات التي تواجهها العديد من الجبال أثناء تكونها، فعلى سبيل المثال، ستبدأ أي كومة من الصخور في الجبل بالانهيار نتيجة لقوة الجاذبية الأرضية، فهي كما وصفتها همفريز “كعجينة الخبز التي تهبط ببطء عند وضعها على الطاولة”.
تساعد العوامل النشطة على منع تكون الجبال، ومنها عوامل التعرية والأنهار الجليدية، وهي كتل كبيرة من الجليد المتحرك. يشير الجيولوجيون ومنهم همفريز إلى التعرية الجليدية بأنها “المنشار الجليدي؛ لأنها فعالة في نحت أطراف الجبال”، وتُكوِّن جبالاً شديدة الانحدار ومعرضة للانهيار، وقالت همفريز بإن آثار عوامل التعرية والجاذبية تعني أنه “كلما كان الجبل أكبر حجمًا، زادت القوة الناتجة عن الجاذبية الأرضية وبالتالي زيادة احتمالية انهيار الجبل”.
أما بالنسبة لجبل إيفرست: “فبإمكانه أن يكون أكثر ارتفاعًا، إلا أن جانبه الجنوبي شديد الانحدار ويبدو غير مستقر”. وقد يكون معرضًا للانهيار. تكمل همفريز قائلة: “ومع ذلك، فإن هناك طرق يمكن أن تتكون بها الجبال وتكون أكثر ارتفاعًا من جبل إيفرست”، قد تكون أكثر ارتفاعًا بـمقدار ١.٦ كم، فقط في ظروف مثالية تمامًا.
أولاً، يجب أن تتكون الجبال نتيجة نشاط بركاني وليس بالاصطدام القاري. فالجبال البركانية، كجزر هاواي، تتكون أثناء ثورانها. حيث تبرد الحمم البركانية (اللافا) المتدفقة من البراكين على هيئة طبقات مكونة براكين أكثر ارتفاعًا، وأخيرًا لكي يستمر الجبل في التكون سيحتاج إلى مصدر دائم من الصهارة (ماغما) التي تفور إلى الأعلى مؤديةً إلى ثوران البركان وبالتالي تتدفق اللافا على جوانب الجبل وتبرد.
إن هذا النشاط البركاني هو طريقة تكوّن أعلى جبال المجموعة الشمسية بالضبط، وهو قمة أوليمبوس المريخية حيث قالت عالمة الفلك بجامعة بيردو في إنديانا بريوني هورغان، إنه يبلغ ارتفاع جبل أوليمبوس ٢٥ كم، وهو شديد الارتفاع لدرجة أنه يخترق الجزء العلوي من الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
بإمكان أن يصبح جبل أوليمبوس أكثر ارتفاعًا لعدم امتلاك كوكب المريخ للصفائح التكتونية والتي تهيمن على الأنشطة الجيولوجية للأرض. تَشَكّل جبل أوليمبوس فوق بؤرة ساخنة، وهي عبارة عن بئر عميق من الصهارة المتصاعدة التي اندلعت مرارًا وتكرارًا تمامًا مثل جزر هاواي حيث تتدفق الحمم البركانية التي اندلعت على جانبي الجبل وتبرد متحولةً إلى طبقة جديدة من الصخور، ولكن رُغم أن جزر هاواي تشكلت أيضًا فوق بؤرة ساخنة إلا أن صفيحة المحيط الهادئ تستمر في التحرك، لذلك لن تبقى الجزر فوق البؤرة لفترة كافية كي تصبح براكينها كبيرة مثل جبل بحجم أوليمبوس.
أوضحت هورغان: “يمكن على مدار مئات الملايين أو مليارات السنين من النشاط البركاني أن تتكون جبال شديدة الضخامة فقط إن كانت متكونة على بؤرة ساخنة وعلى صفائح غير متحركة”، ولكن حتى الجبال العملاقة مثل جبل أوليمبوس لها حد.
وفقًا لهورغان، إذا كان البركان لا يزال نشطًا (حتى الآن، لم يُلاحظ أي نشاط حالي) فمن المحتمل أنه بدأ توقف تكونه، ويعود السبب إلى احتمالية عدم قدرة الضغط اللازم لمواصلة ضخ الصهارة إلى قمة الجبل في التغلب على القوى المعاكسة له ومنها ارتفاع الجبل وقوة الجاذبية للمريخ.
قالت هورغان: “ببساطة، يمكنك التفكير في البركان على أنه أنبوب يحاول دفع الحمم خلاله، فإذا كان شديد الضخامة والارتفاع، فلن يكون لديك ما يكفي من القوة لتدفق الحمم البركانية”.
المصدر: https://www.livescience.com
ترجمة: رندا أسامة أبو عسكر
تويتر: RandaOAA
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً