الخلايا النجمية: يمكن أن تعمل “النجوم” في الدماغ كمنظماتٍ للمعلومات

الخلايا النجمية: يمكن أن تعمل “النجوم” في الدماغ كمنظماتٍ للمعلومات

2 مايو , 2023

ترجم بواسطة:

إسراء عصام الدين

دقق بواسطة:

زينب محمد

لطالما اعتُبرت هذه الخلايا نجمية الشكل المسماه بالخلايا النجمية “كغراء للدماغ”­­­-وهي عضو من عائلة الخلايا الموجودة في الجهاز العصبي المركزي المدعوة بالدبقية، والتي تساعد في تنظيم تدفق الدم، والنشاط الشبكي، والحفاظ على صحة الخلايا العصبية، وتلعب دورًا مهمًا في التنفس أيضًا.

ورُغم هذا التقدير الكبير للخلايا النجمية، إلا أن دور هذه الخلايا في مساعدة الخلايا العصبية والدماغ على معالجة المعلومات لازال مجهولاً.

يقول ناثان سميث، الحاصل على درجة الدكتوراه، وأستاذ مساعد في علم الأعصاب في معهد ديل مونتي لعلم الأعصاب بجامعة روتشستر: “نعتقد أن بإمكان الخلايا النجمية إضافة أبعاد جديدة لمعرفتنا بخصوص كيفية حدوث الدمج بين المعلومات الداخلية والخارجية في الدماغ”.

أكد هو وزملاؤه المؤلفون من مركز طب الأعصاب الانتقالي بجامعة كوبنهاغن على هذا في مقال رأي نُشِر في دورية Trends in Neuroscience. يستعرض المقال إمكانية لعب الخلايا النجمية دورًا رئيسيًا في قدرة الدماغ على معالجة المعلومات الداخلية والخارجية بشكل متزامن. وأوضح ذلك بقوله: “هناك ضرورة للمزيد من الأبحاث بخصوص هذه الخلايا لفهم دورها في العملية التي تسمح للشخص بالحصول على استجابة سلوكية مناسبة إلى جانب القدرة على تكوين ذكريات ذات صلة لتوجيه السلوكيات المستقبلية”.

توجيه المعلومات في الدماغ

تعد طريقة دمج جسدنا للمعلومات الخارجية مع الداخلية أمر ضروري للبقاء على قيد الحياة. فعندما ينحرف شيء ما عن مساره بهذه العمليات، قد تنبثق عنه أعراض سلوكية أو نفسية. أشار سميث وزملائه المؤلفون إلى أدلة على لعب الخلايا النجمية دورًا رئيسيًا في هذه العملية؛ حيث أظهرت الدراسات السابقة أن الخلايا النجمية تستشعر لحظة إرسال الخلايا العصبية رسالة ما كما تستطيع في الوقت ذاته استشعار المدخلات الحسية.

يمكن أن تأتي هذه الإشارات الخارجية من حواس مختلفة، مثل حاسة البصر أو الشم؛ حيث تستجيب الخلايا النجمية لهذا التدفق من المعلومات عن طريق تعديل إشارات الكالسيوم الموجهة إلى الخلايا العصبية، مما يزودهم بالمعلومات المناسبة للاستجابة للمحفزات. يفترض المؤلفون أن إشارات الكالسيوم النجمية هذه قد تكون عاملاً أساسيًا في كيفية تواصل الخلايا العصبية وفيما يمكن أن يحدث في حالة تعطل إحدى هذه الإشارات.

ولكن تظل طريقة عمل كل من الخلايا النجمية والمعدلات العصبية مجهولة إلى حدٍ كبير، إلى جانب الإشارات المرسلة بين الخلايا العصبية مع بعضهم البعض.

قال سميث: “تعد الخلايا النجمية نوعًا من خلايا الدماغ المهملة أغلب الوقت في علم الأعصاب للأنظمة، حيث نعتقد أن إشارات الكالسيوم النجمية المختلة قد تكون عاملاً أساسيًا في الاضطرابات المتسمة بتعطل المعالجة الحسية، مثل مرض الزهايمر واضطرابات طيف التوحد”.

الماضي طريقٌ للوصول إلى المستقبل

قضى سميث حياته المهنية في دراسة الخلايا النجمية. فباعتباره طالب دراسات عليا بكلية الطب وطب الأسنان بجامعة روتشستر، كان عضوًا في الفريق الذي اكتشف الدور الكبير للخلايا النجمية. فبالإضافة إلى امتصاصها للبوتاسيوم الزائد، تستطيع كذلك أن تتسبب الخلايا النجمية نفسها في انخفاض مستويات البوتاسيوم حول الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى وقف إشارات الخلايا العصبية. وأظهرت هذه الدراسة للمرة الأولى أن دور الخلايا النجمية أكبر من مجرد العناية بالخلايا العصبية، ولكنها أيضُا تستطيع التأثير على عمل الخلايا العصبية.

أوضح سميث: “أعتقد أننا إذا فهمنا كيفية إدماج الخلايا النجمية للمعلومات الخارجية من هذه الحالات الداخلية المختلفة، سنتمكن من فهم أمراض عصبية معينة بشكل أفضل. وسيساعد فهمنا لدور الخلايا النجمية بشكل كامل على زيادة الإمكانيات المستقبلية لاستهداف الخلايا النجمية لعلاج الأمراض العصبية”.

يعد التواصل بين الخلايا النجمية والخلايا العصبية أكثر تعقيدًا بكثير مما ظننا مسبقًا. وتشير الأدلة أيضًا إلى قدرة الخلايا النجمية على الاستشعار والتفاعل للتغيير— والتي تعتبر عملية مهمة في التحولات السلوكية وتكوين الذاكرة. ولهذا يعتقد المؤلفون أن اكتشاف المزيد بخصوص الخلايا النجمية سيؤدي إلى فهم أفضل للوظائف الإدراكية وبالتالي إلى التقدم في العلاج والرعاية.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: إسراء عصام الدين محمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!