دراسة: ارتباط التوحد عند الأطفال بأمراض القلب والأوعية الدموية

دراسة: ارتباط التوحد عند الأطفال بأمراض القلب والأوعية الدموية

2 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

تغريد العوفي

دقق بواسطة:

زينب محمد

حددت دراسة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من 2009 وحتى 2017 أن ما يقرب من 1 من أصل 44 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عامًا يتم تشخيصهم بأحد أشكال اضطراب طيف التوحد.

أثبتت الأبحاث أيضًا أن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد معرضون بشكل كبير للإصابة بالسمنة، والتي تؤدي إلى زيادة أخطار الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية، مثل مرض السكري واضطراب شحميات الدم (وهو ارتفاع مستوى الكوليسترول أو الدهون في الدم). غير أن مسألة ما إذا كان هناك ارتباط أم لا بين التوحد وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة تظل إلى حدٍ كبير بلا إجابة.

وللحصول على نظرة ثاقبة حول الرابط المحتمل بين التوحد وأمراض القلب والأوعية الدموية، أجرى دكتور تشاناكا إن كاهودوا وفريق تعاوني من جامعة تكساس التقنية لمركز العلوم الصحية وجامعة تكساس التقنية مراجعة منهجية وتحليل تلوي باستخدام قواعد بيانات طبية مثل باب ميد (pubMed) وقاعدة بيانات سكوبس (scopus) وشبكة العلوم (web of science) وقاعدة بروكويست (proQuest) وأوفيد (Ovid) وإمبيس (embase).

إن دراستهم حول “العلاقة بين اضطرابات طيف التوحد وأمراض القلب والأوعية الدموية: تتضمن مراجعة منهجية وتحليل تلوي، ونُشرت في يناير في دورية جاما بيدياتريكس GAMA pediatrics.

يتذكر كاهودوا قائلاً عن ندوته التي تناقش علم السمنة العصبي والتوحد: “عندما بحثت في المطبوعات لتحضير عرضي التقديمي، أدركت أن الدليل على العلاقة بين السمنة والتوحد كان غامضًا إلى حد ما، وأن هناك حاجة إلى تحليل تلوي قوي لمعالجة هذه الفجوة”.

قاد هذا التحليل التلوي الأولي كاهودوا إلى مزيد من التحقيق، حيث استكشف كيف يمكن للتصوير العصبي أن يقدم نظرة ثاقبة للعلاقات بين التوحد والسمنة، والعلاقة بين التوحد والمرضى الذين يعانون من نقص الوزن، والدراسة المنشورة للتو حول التوحد ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. انضم للتعاون الدكتور دانيسيكارا الذي تسارعت الدراسات بعده، والذي ركز على السمنة وصحة التمثيل الغذائي للحصول على الدكتوراه في علوم التغذية.

وفي تحليلهم التلوي الأخير، قام كاهودوا وداناسيكارا ومعاونوهم بتقييم 34 دراسة شملت 276.173 مشاركًا تم تشخيصهم بالتوحد و 7.733.306 لم يكونوا كذلك. أشارت النتائج إلى أن التوحد كان مرتبطًا بمخاطر أكبر للإصابة بمرض السكري بشكل عام، بما في ذلك النوع الأول والنوع الثاني من مرض السكري.

أثبت التحليل التلوي أيضًا أن التوحد مرتبط بزيادة أخطار الإصابة بعسر شحميات الدم وأمراض القلب، برغم عدم وجود زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية المرتبطة بالتوحد. إلا أن تحليلات التراجع التلوي كشفت أن الأطفال المصابين بالتوحد كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم عند مقارنتهم بالبالغين.

وقال كاهودوا إن النتائج الإجمالية تظهر الخطر المتزايد المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى التوحد، مما يجب أن يستدعي الأطباء لمراقبة هؤلاء المرضى عن كثب بحثًا عن عوامل مساهمة، بما في ذلك علامات أمراض القلب والأوعية الدموية ومضاعفاتها.

وقال كاهودوا: “لقد أنشأنا الروابط بين التوحد والسمنة، وكذلك التوحد وأمراض القلب، بما في ذلك مرض السكري وخلل شحميات الدم. ليس لدينا بيانات لدعم استنتاج مفاده أن التوحد يسبب خللاً في التمثيل الغذائي، ولكن بما أننا نعلم أن الطفل المصاب بالتوحد أكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات واضطرابات التمثيل الغذائي في المستقبل، أعتقد أنه يجب على الأطباء تقييم الأطفال المصابين بالتوحد بدقة وربما البدء في فحصهم في وقت أبكر من المعتاد”.

يعتقد كاهودوا أيضًا أن الدراسة تظهر أن الأطباء يجب أن يفكروا ملياً قبل وصف الأدوية مثل أولانزابين (olanzapine) المعروف جيدًا بتأثيراته الأيضية الضارة على الأطفال المصابين بالتوحد.

وأضاف: “يجب أن تكون النتائج التي توصلنا إليها بمثابة تبصرة للمرضى الذين يعانون من التوحد وأولياء أمورهم، لمجرد الانتباه إلى الخطر الأكبر للإصابة بالسمنة ومضاعفات التمثيل الغذائي”. ثم يمكنهم التحدث مع أطبائهم حول استراتيجيات الوقاية من السمنة وأمراض التمثيل الغذائي.

أشار أيضًا أن الخطوة المنطقية التالية للفريق التعاوني ستكون إيجاد دليل يدعم أو يرفض السببية فيما يتعلق بالارتباطات المرصودة.

وأضاف كاهودوا: “قمنا ببعض العمل مع مجموعة لتبادل بيانات تصوير الدماغ للتوحد، فيما يتعلق بكيفية إظهار التصوير العصبي العلاقة بين التوحد والسمنة، ولكن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به”. ولم تكن أي من هذه الدراسات ممكنة بدون مساعدة الموجهين والمتعاونين والطلاب الرائعين في كل من جامعة تكساس التقنية لمركز العلوم الصحية وجامعة تكساس التقنية الذين ساهموا بطرق عديدة، والذين سيواصلون جهودهم المهمة للمضي قدمًا بهذه الدراسات”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: تغريد العوفي

تويتر: @TITI1146

لينكد إن: taghreed

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!