الأدوية التي تُعدل الساعة البيولوجية تساعد في التئام الندوب دون أثر

الأدوية التي تُعدل الساعة البيولوجية تساعد في التئام الندوب دون أثر

28 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

رفيدة عبد المالك

دقق بواسطة:

زينب محمد

غالبًا ما يترك الجرح بعد التئامه ندبة قد لا تختفي، وخاصةً تلك التي لم تلتئم بشكل صحيح ، مما يسبب الألم والإنزعاج ويؤثر على حركة الجزء المصاب. وقد يتطلب الأمر مزيدًا من العلاج الجراحي. لكن  وجد علماء من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس مؤخرًا أن المركبات التي تستهدف الساعة البيولوجية وتؤثر على تكوين الكولاجين- وهو بروتين مهم لإصلاح الجلد- يمكن أن يساعد في التئام الندبات.

أوضح الدكتور أكيشيجي هوكوجو، وهو مؤلف لدراسة نشرت بدورية Frontiers in Medicine: “كان هدفنا هو اكتشاف مركبات قادرة على المساعدة في التئام الجروح الجلدية وتقليل تكون ندبات كبيرة. يمكن أن تسبب الندوب الضيق النفسي بعد التئام الجرح بشكل طبيعي لأنها تذكر دائمًا بالحادثة. ونظرًا لإجراءات التقييم الكثيرة والإقامات الطويلة في المستشفى وزيادة حالات العدوى بعد العمليات الجراحية، فإن الندوب الكبيرة تسبب عبئًا على مؤسسات الرعاية الصحية”.                                                                  

ساعة مؤقتة لشفاء الجرح

يحدث التئام الجروح على ثلاث مراحل: المرحلة الالتهابية، والمرحلة التكاثرية، ومرحلة النضج خلال النوعين الأولين، تنتقل أنواع مختلفة من الخلايا نحو الجرح. أولها، الخلايا التي تحمي من العدوى، ثم الخلايا التي تقلل الالتهاب وتساعد الجلد على إعادة بناء نفسه. وخلال الثانية، تنتقل الخلايا لالتئام الجرح وتكوين الكولاجين لتوفير البنية. لكن ترسب الكولاجين الزائد يؤدي إلى ندبات تكون أكثر سمكًا وبروزًا وأقل مرونة من الجلد المحيط.

يهدف العلماء إلى تغيير التعبير عن جين معين،  بروتين المجال العصبي (Npas2)، وهو جين أساسي في الساعة البيولوجية، مما يعني أنه يساعد في تنظيم الإيقاعات الطبيعية للجسم. تلتئم الجروح التي تحدث في نقاط مختلفة من دورة الساعة البيولوجية بمعدلات مختلفة. والذي يُعتقد أنه يرجع إلى الروابط بين جينات الساعة البيولوجية وسلوك الخلايا المتورطة في الشفاء.

إذا لم تصل الخلايا الصحيحة إلى الجرح في الوقت المناسب، فإن نسبة الشفاء تقل، مثل الفئران المعدلة وراثيًا فإن الجين (Npas2) لا يؤدي دوره سريعًا مع زيادة تنقل الخلايا وترسب الكولاجين المفرط.

قال كوهوجو: “النتائج السابقة التي أجريت على الفئران في هذا المجال أوضحت أن ضربة قاضية من (Npas2) قادرة على إحداث انخفاض كبير في وقت التئام الجرح الكلي، ومع ذلك فإن الإفتقار إلى التحكم في الساعة البيولوجية لجميع أنظمة الجسم بالموضوعات لا يمكن نقله إلى الاختبار السريري”.

اختبار العلاجات المحتملة

اختار العلماء خمس مركبات وافقت عليهم بالفعل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ويعتقد أنها تؤثر على (Npas2) لاختبار ما إذا كان بإمكانهم تعديله لمنع ترسب الكولاجين وتسريع التئام الجروح. وقد سُميت هذه المركبات باسم (Dwn1، وDwn2، وDwn3، وDwn4، وDwn5). وفُحص كل مركب باستخدام الخلايا الليفية للفأر لإثبات أنها قمعت دور (Npas2) قبل تطبيقها على عينات من الخلايا الليفية الجلدية البشرية المخدوشة، وكُررت التجربة على مدار 14 يومًا بطرقٍ مختلفة، لمراقبة تطور الكولاجين كما يحدث بالجرح الحقيقي.

على الرغم من أن المركبات الثلاثة الأخيرة لم يكن لها تأثير واضح عل تخليق الكولاجين، لكن نجح كل من (Dwn1) و(Dwn2) في تعديل كل من انتقال الخلايا وتكوين الكولاجين دون إتلاف الخلايا الليفية، وتحسين سرعة انتقال الخلايا والحد من إنتاج الكولاجين الزائد.

أشار مؤلفو الدراسة أن هناك حاجة لدراسات إضافية لمعرفة كيفية عمل المركبات لتسريع الشفاء، واختبار  فعاليتها مع المرضى، وتحديد الجرعات المناسبة. لكن إذا كان من الممكن ترجمة النتائج إلى أدوية فإنها تقدم وعدًا بنسب شفاء فعالة وتندب أقل.

وقال كوهوجو: “نأمل أن يكون هذا العمل بمثابة أساس للتحقيقات المستقبلية حول كيفية تأثير تكون الكولاجين على الجروح الجلدية وعلى كفاءة عمليات التئام الجروح في مرضى ما بعد الجراحة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: رفيدة عبد المالك

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!