crossorigin="anonymous">
11 مارس , 2023
يواجه كل عام أكثر من مليوني شخص في المملكة المتحدة مشكلات مع شمع الأذن الزائد مما يتطلب إزالته، ولكن وجد العديد من الأشخاص أن هذه الخدمة لم تعد متاحة بعد الآن في عيادة الطبيب العام. لقد أُخبر 66% من الأشخاص الساعين للحصول على هذه الخدمة أنها لم تعد متاحة في خدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS).
أُثيرت العديد من التساؤلات في مجلس النواب حول سبب تحويل العديد من الأشخاص إلى عيادات شمع الأذن في المستشفيات، إذ يؤدي ذلك إلى الانتظار لفترات طويلة وعدم الاستفادة القصوى من الخدمات التي يقدمها الطبيب المختص.
يلجأ العديد من الأشخاص إلى العيادات الخاصة التي تكلّف قرابة 50 إلى 100 جنيهًا إسترلينيًا، ولكن كشفت الجمعية العامة الملكية للأشخاص الصُم (RNID) – وهي جمعية خيرية – أن أكثر من ربع الأشخاص الذين جُمعت منهم الاستبيانات لا يقدرون على تحمل تكلفة إزالة شمع الأذن بالعيادات الخاصة. ينطبق ذلك بالأخص على الأشخاص الذين يحتاجون لإزالة شمع الأذن دوريًا، مثل هؤلاء الذين يرتدون مساعدات للسمع أو سماعات الأذن، وهو ما يسبب تصلب شمع الأذن بصورة أكبر.
تفرز أجسادنا شمع الأذن لتنظيف الأذنين وحمايتهما، وتتسبب حركة الفك والجلد المبطن لقناة الأذن في تحرك الشمع إلى مدخل الأذن حيث يتقشر ويُزاح بعيدًا عند الاغتسال، ولكن قد لا يحدث ذلك في بعض الأحيان، مما يتسبب في تصلب الشمع الذي يسد قناة الأذن، ويُعد ذلك سببًا رئيسيًا في استشارة الطبيب العام.
أوضح المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE) أن خدمات إزالة شمع الأذن بخدمة الصحة الوطنية البريطانية NHS يجب توفيرها في المجتمع حيث يزداد الطلب عليها.
فلماذا لا تتم الاستجابة للمطالب المجتمعية بإزالة شمع الأذن بخدمة الصحة الوطنية؟
لا تُعد التوصية من المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE) تفويضًا رسميًا، ولا يُلزم الطبيب العام بتقديم خدمة إزالة شمع الأذن.
يوجد العديد من الأسباب حول عدم تقديم هذه الخدمة حاليًا في الرعاية الأولية، ويعتمد البعض منها على سوء فهم.
أولًا، قد توّلد المحاقن اليدوية المملوءة بالماء المستخدمة لطرد شمع الأذن ضغطًا عاليًا وقد تتلف أذني المريض، وهو شيء لا يود الطبيب العام أن يكون مسؤولًا عنه، ولكن يوجد الآن أجهزة ضخ بالماء بديلة بضغط منخفض وبسعر زهيد).
ثانيًا، ثمة اعتقاد خاطئ عند بعض الأطباء العامين أن شمع الأذن الزائد هو حالة تُحل ذاتيًا دون اللجوء إلى الطبيب باستخدام قطرات الأذن الملينة للشمع، ولكن لا يوجد دليل فعلي أن شمع الأذن اللين يذوب ويختفي في الأثير بشكل سحري.
تُعد صعوبة السمع هي العَرَض الأكثر شيوعًا المترتب على تصلب شمع الأذن، ويرافق ذلك على الأغلب الشعور بعدم الارتياح والضوضاء بالأذنين. كشفت أوكسفورد شاير هيلث واتش – وهي مؤسسة خيرية – عن زيارة الأشخاص البالغين الذين يحتاجون إلى إزالة شمع الأذن لخدمة الصحة الوطنية (NHS) بمعدل مرة إلى أربع مرات قبل إزالة شمع الأذن بالعيادة، وأن الوقت المستغرق بين الشعور بالأعراض الأولية حتى حل المشكلة نهائيًا يتراوح بين 3 إلى 30 أسبوع.
يمكنك محاولة محاكاة الشعور بتصلب شمع الأذن عن طريق السير وأصابعك تسد أذنيك بقوة لبضعة أيام، ستدرك سريعًا أن ما كنت تعتقد أنه أمرًا تافهًا لم يعد كذلك.
إذ تعني صعوبة السمع أنه لا يمكنك التواصل مع الآخرين بسهولة أو الاستماع إلى التلفاز، كما تقلل من قدرتك على تحديد الأصوات المحيطة ومراقبتها، مثل صوت سيارة تقترب منك.
قد تؤدي صعوبة السمع إلى الانعزال المجتمعي والاكتئاب، إذ أبلغ أكثر من تسعة من بين عشرة أشخاص أن تصلب شمع الأذن كان على الأقل مزعجًا إلى حدٍ ما بالنسبة لهم وأوضح 60% منهم أنه كان مزعجًا للغاية.
ينصح المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE) بإزالة شمع الأذن المتصلب باستخدام أجهزة الضخ بالماء الجديدة والأكثر أمانًا التي تتمتع بضغط منخفض أو باستخدام الشفط الدقيق لإزالته. لا يُفضل غالبية الأشخاص عند سؤالهم طريقة منهما بعينها إذ يقول البعض أن أجهزة الضخ بالماء فوضوية، بينما يقول البعض الآخر أن الشفط الدقيق مزعج وقد يسبب عدم الراحة.
تحظى خدمة إزالة شمع الأذن بالمراكز الصحية بحالة من الرضا لدى المرضى مكافئة للخدمة المقدمة بالمستشفيات.
تُستخدم بعض القطرات أو البخاخات لتليين شمع الأذن يوميًا لمدة خمسة أيام قبل هذا الإجراء، وتوجد مجموعة واسعة من المنتجات الملينة لشمع الأذن قبل إزالته، ولكن لا يوجد تفضيل لمنتج بعينه عن الآخر. ونتيجة لذلك، يستخدم غالبية الأشخاص زيت الزيتون في صورة قطرات أو بخاخ.
يوجد العديد من منتجات معالجة شمع الأذن في الأسواق التي يمكن للمريض تلقيها بمفرده، ولكن الأدلة عليها محدودة ولا ينصح المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE) بأي منها.
إذا كانت عيادات الطبيب العام الفردية تفتقر إلى الخبرة اللازمة لتقديم خدمات إزالة شمع الأذن أو إلى الموارد اللازمة كذلك، سيكون البديل هو مجموعة من الممارسات التي تتكاتف كالشبكة. وستكون المعدات العصرية سهلة الحمل لإزالة شمع الأذن مثالية في مثل تلك الحالات ويمكن استخدامها في الزيارات المنزلية. يُمكن لهذا النهج أن يكون مناسبًا وخاصةً للفئات الضعيفة، مثل هؤلاء المحتاجين للرعاية المنزلية إذ يُصاب 44% من الأشخاص المصابين بالخرف بتصلب شمع الأذن أيضًا.
وفي الوقت نفسه، يؤدي سحب خدمات إزالة شمع الأذن من خدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) إلى حدوث تأثيرات بعيدة المدى للمصابين بهذه الأعراض المزعجة والمؤرقة والتي تسبب في بعض الأحيان سوء الصحة العقلية والنفسية.
المصدر: medicalxpress.com
ترجمة: د. سمر عبد الرحمن
لينكد إن: samar-abdelrahman
فيسبوك: SamarAbdelrahman
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً