تحذير بشأن احتمالية تسبب عدوى مرض فيروس كورونا المُستجد في نزيف بدماغ الجنين

تحذير بشأن احتمالية تسبب عدوى مرض فيروس كورونا المُستجد في نزيف بدماغ الجنين

14 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

زينب يسري

دقق بواسطة:

زينب محمد

يوجد بالفعل العديد من دواعي القلق بشأن مرض فيروس كورونا المُستجد، ولكن هناك سبب آخر يُمكن إضافته للقائمة. حيث ظهر دليل مؤخرًا على وجود الفيروس في أنسجة مخ الجنين في حالات الحوامل اللاتي ينقلن العدوى إلى أطفالهن.

لذلك ليس فقط تأثير المرض على أجسامنا هو الذي يُثير القلق، ولكن أيضًا التأثيرات على أجسام الأطفال داخل الرحم، وهذا الشئ الذي يبحث فيه العلماء بشكل عاجل.

درس الفريق 661 عينة من أنسجة الأجنة البشرية، والتي جُمِعت بين شهر يوليو عام 2020 وشهر أبريل عام 2022، ولاحظوا نزيفًا في 26 حالة منهم. كان يوجد مرض فيروس كورونا المُستجد في جميع عينات الأنسجة مع احتمالية وجود نزيف.

جُمِعت العينات من حالات الحمل المنتهية اختياريًا.

أوضح كاتي لونج، أخصائي علم الأعصاب في كلية كينجز بلندن في المملكة المُتحدة أنه رُغم أن النزيف يحدث أحيانًا في الأدمغة النامية، إلا أن ظهور حالات عديدة خلال 21 شهرًا أمرٌ غير طبيعي تمامًا.

وأضاف: “متابعة الأطفال الذين تعرضوا قبل الولادة لمرض فيروس كورونا المُستجد الآن أمرٌ بالغ الأهمية، حتى يُمكننا تحديد إذا كان هناك أي تأثيرات نمائية عصبية طويلة المدى”.

أبرز الباحثون علامات انخفاض سلامة الأوعية الدموية وزيادة الخلايا المناعية المُتسللة للدماغ باعتبارها مُرتبطة بتلف الانسجة. قد يكون هذا نتيجة مُباشرة لعدوى مرض فيروس كورونا المُستجد أو نتيجة غير مُباشرة للاستجابة المناعية للأم.

رُغم التأكد من وجود فيروس كورونا فقط في أنسجة الأجنة، إلى أنه يُمكن الجزم بأن العدوى انتقلت من أمهاتهم. بالرغم من عدم وضوح ما إذا كان النزيف نتيجة مُباشرة لمرض فيروس كورونا في الأم أو عدوى الجنين أو إذا كانت العلاقة تتضمن عاملاً مجهولاً، لكن العلاقة قوية بما يكفي لتكون مصدر للقلق.

 علاوةً على ذلك، كانت معظم العينات التي ظهرت عليها علامات النزيف في أواخر الثُلث الأول وبدايات الثُلث الثانى من الحمل تُشير إلى أن دماغ الجنين يُمكن أن تُصاب في المراحل المُبكرة من نموه. نحن نعلم بالفعل أنه وقتٍ حيوي لنمو الدماغ، إذ أنه يخلق حواجز للدفاع عن نفسه.

“إن العدوى الفيروسية الحادة يُمكنها أن تؤثر على دماغ الجنين، ولكن هذه الدراسة المُهمة هي الأولى التي تُشير إلى أن هذا يُمكن حدوثه في حالات الحمل المُصابة بعدوى مرض فيروس كورونا”، كما تقول عالمة وظائف الأعضاء لوسيلا بوستون من كلية كينجز في لندن، لم تُشارك بوستون في الدراسة.

وأضافت: “مهما كان السبب، فالتأثير المُباشر للفيروس أو غير المُباشر من عدوى الأم،  يؤكد على حاجة المرأة الحامل إلى التطعيم ضد مرض فيروس كورونا المُستجد، لتجنُب المُضاعفات في كلٍ من الأم والجنين”.

اكتُشف أيضًا آثار لفيروس كورونا 2 المُسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة في عينات الأنسجة المأخوذة من المشيمة، والسلي، والحبل السُري، مما يُشير إلى احتمالية حدوث المزيد من المضاعفات بسبب وجود فيروس كورونا المُستجد.

ترتبط العدوى الفيروسية في الأمهات عادةً بتلف الأعصاب في الأطفال؛ يُعد فيروس زيكا أحد أشهر الحالات في السنوات الأخيرة والذي يُظهر مدى أهمية هذه الآثار.

لدينا دراسات سابقة تربُط مُشكلات الصحة في الأجنة بحالات مرض فيروس كورونا المُستجد في الحوامل، ولكن حتى الآن مجموعة البيانات حول هذا الموضوع قليلة نسبيًا_ وهو أمر يتطلع العلماء لتغييره في المُستقبل.

يقول أخصائي علم الأعصاب ماكرو ماسيمو من كلية كينجزفي لندن: “تُشير النتائج التي توصلنا إليها إلى وجود ارتباط بين التطور المُبكر لأنسجة دماغ الجنين البشري وقابلية التعرُض للعدوى من مرض فيروس كورونا المُستجد”.

نُشِر البحث في دورية Brain.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: زينب يسري

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية