ما وراء الدماغ: العلاقة ما بين فقدان السمع واضطراب طيف التوحد

ما وراء الدماغ: العلاقة ما بين فقدان السمع واضطراب طيف التوحد

15 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

مروة حسين

دقق بواسطة:

زينب محمد

اكتشف فريق من الباحثين متعدد التخصصات في كلية الطب بجامعة ساوث كارولينا الطبية (MUSC) ضعف السمع لدى نموذج ما قبل السريري لاضطراب طيف التوحد (ASD).

وبشكل أكثر تحديدًا، أفاد تقرير الباحثين في مجلة علم الأعصاب أنهم لاحظوا حدوث ضعفٍ خفيفٍ في السمع وعيوبٍ في وظيفة العصب السمعي.

كشف الفحص الدقيق للأنسجة العصبية عن وجود خلايا داعمة غير طبيعية تسمى الخلايا الدبقية، وتنكس يشبه الشيخوخة والتهاب. تُسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على أهمية النظر في الأعضاء الحسية وتفاعلها مع الدماغ في فهم اضطراب طيف التوحد.

يتسم العديد من مرضى اضطراب طيف التوحد بحساسية زائدة للصوت، حيث أشار العديد من العلماء في الماضي إلى الدماغ كسبب أساسي في هذا الأمر ولكن لدى فريق جامعة ساوث كارولينا الطبية (MUSC) رؤية مختلفة وفقًا لدراسة نظام السمع المحيطي التي أجروها.

وقالت هاينان لانج، حاصلة على الدكتوراه وأستاذ في قسم علم الأمراض والطب المخبري في جامعة ساوث كارولينا الطبية وأحد اثنين من كبار مؤلفي الدراسة، وجيفري رومشلاغ حاصل على الدكتوراه وباحث ما بعد الدكتوراه في برنامج جامعة ساوث كارولينا الطبية (MUSC) لأبحاث السمع ومؤلف مشارك في المخطوطة: “قد يؤثر ضعف السمع بشكل كبير على الجهازالسمعي والإدراك بالتبعية”.


أظهرت الدراسات السابقة لفقدان السمع المرتبط بالشيخوخة أن الدماغ يستطيع زيادة استجابته لتعويض انخفاض الإشارات السمعية من الأذن الداخلية وأرادت لانغ معرفة ما إذا كانت هذه الزيادة التي تسمى الكسب المركزي يمكن أن تسهم في استجابة الدماغ غيرالطبيعية للصوت في حالات اضطراب طيف التوحد (ASD) ومع ذلك كانت هناك عقبة كبيرة في طريقها.

حيث أوضحت: “لم يكن لدينا نموذج سريري ملائم لاختبارهذا السؤال الأساسي المهم بشكل مباشر”. وكان النموذج قبل السريري الذي من شأنه أن يسمح لانج باختبار فرضيتها

طُور في مختبر كريستوفر كوان حاصل على الدكتوراه ورئيس قسم علم الأعصاب في جامعة ساوث كارولينا الطبية ( MUSC). وكانت الفئران في هذا النموذج لديها نسخة عمل واحدة فقط من جين عامل تحسين الخلية العضلية يسمى ( MEF2C).

درس فريق كوان هذا الجين (MEF2C) في الماضي لدوره في نمو الدماغ ووجدوا أنه مهم لتنظيم تكوين الدوائر في الدماغ وأصبحوا مهتمين بشكل خاص بإنشاء نموذج قبل السريري عندما تعرفوا على مجموعة من المرضى يعانون من أعراض شبيهة باضطراب طيف التوحد مع طفرات  (MEF2C). تُظهر نماذج كوان أيضًا سلوكيات شبيهة بالتوحد بما في ذلك زيادة النشاط والسلوك المتكرر وفقدان القدرة على التواصل.

بدأ تعاون لانج وكوان حيث قاموا بتقديم الملصقات جنبًا إلى جنب لتوجيه كلية الدراسات العليا في جامعة ساوث كارولينا الطبية (MUSC).


 حدد مختبر لانج منظمات جزيئية تشمل جين (MEF2C) حيث إنه ضروري لنمو الأذن الداخلية، ورأت أن نموذج كوان شيء يمكنها استخدامه لاختبار فرضيتها حول فقدان السمع في حالات أمراض النمو العصبي. وافق كوان بحماس وبدأ فريق البحث في تقييم قدرة الفئران التي تعاني من نقص (MEF2C) على السمع.

قاموا أولاً بقياس استجابة الدماغ للإشارات السمعية باستخدام نسخة معدلة من اختبار يُستخدم عادةً لفحص الأطفال حديثي الولادة للكشف عن فقدان السمع. لُوحظ ضعف سمع خفيف لدى الفئران من يحملون نسخة صالحة واحدة فقط من (MEF2C) بينما ظل السمع طبيعيًا في أولئك الذين لديهم نسختين سليمتين. ولمزيد من البحوث، قام الباحثون بقياس نشاط العصب السمعي الذي ينقل الإشارات من الأذن الداخلية إلى الدماغ فوجدوا انخفاض نشاط هذا العصب لدى الفئران من لديهم نسخة واحدة فقط من (MEF2C).

مع تركيزهم على العصب السمعي، استخدم الباحثون مجاهر متقدمة وتقنيات الصبغ لتحديد الخطأ الذي يحدث وعلى الرغم من أن فقدان حساسية السمع بشكل عام كان خفيفًا، كان الباحثون متحمسين لرؤية اختلاف كبير في استجابة العصب السمعي حيث أظهرت أعصاب الفئران من لديهم نسخة واحدة من (MEF2C).

التنكس الخلوي يشبه إلى حدٍ كبير ما يحدث في فقدان السمع المرتبط بالعمر كما لاحظ الباحثون علامات زيادة الالتهاب مع تمزق الأوعية الدموية وتنشيط الخلايا المناعية التي تُسمى الخلايا الدبقية والضامة. وكان هذا الاكتشاف مفاجئًا للغاية للباحثين.

قالت لانج: “لم تكن الخلايا الدبقية تفكيري الأول، بل اعتقدت أنه تغير في الخلايا العصبية، ولكننا الآن نفهم أن نشاط العصب السمعي يمكن أن يشمل أيضًا جهاز المناعة، وهذا هو الاتجاه الجديد الذي نريد مواصلة دراسته”.

يعتقد كوان أيضًا أن هذا الاكتشاف يفتح الطريق لمجال جديد من أبحاث علم الأعصاب.

وأضاف: “لدينا المزيد من التقدير الآن لوجود تفاعل مهم بين جهاز المناعة في جسمك والجهاز المناعي في دماغك ويلعب النظامان أدوارًا مهمة في تشكيل كيفية تواصل خلايا الجهاز العصبي مع بعضها البعض جزئيًا عن طريق استبعاد الروابط الزائدة أو غير المناسبة التي تكونت وهذا جانب أساسي من جوانب النمو السليم للدماغ ووظيفته”.

يمكن أن تكون نتائج هذه الدراسة مهمة ليس فقط للمرضى الذين يعانون من نقص (MEF2C)، ولكن أيضًا للأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، أو فقدان السمع التام.

 وقال كوان: “إن فهم كيفية مشاركة هذا الجين في نمو الأذن وكيفية تأثير نمو الأذن الداخلية على نمو المخ له فوائد هائلة”.

في الدراسات المستقبلية، يهدف الباحثون إلى اكتشاف كيف يتسبب (MEF2C) بالضبط في التغييرات المحددة في هذه الدراسة ويأمل أيضًا فريق البحث في استكشاف هذه النتائج مع المرضى الذين يعانون من نقص (MEF2C) باستخدام اختبارات السمع غير الجراحية.

يؤكد كلٌ من لانج وكوان على أهمية تعاون التخصصات المختلفة في مثل هذه الدراسات.

أوضح كوان: “إن قوة التعاون هائلة في مكان مثل جامعة ساوث كارولينا الطبية، وكان هذا التعاون مثاليًا، لأن الدكتورة لانج خبيرة في وظيفة السمع ونموه، بينما أنا متخصص في علم الوراثة والتطور الجزيئي.

قالت لانج: “هذه الأنواع من التعاون مثالية وهذا بالضبط ما تشجع جامعة ساوث كارولينا الطبية الكثير منا على التفكير في القيام بالمزيد والمزيد. وبعبارة أخرى، يعزف كل منا على الآت مختلفة لذا يمكننا معًا تحقيق انسجام أفضل”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: مروة حسين أحمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!