الهلوسة الشائعة.. ما أعراضها؟ وكيف تبدو؟

الهلوسة الشائعة.. ما أعراضها؟ وكيف تبدو؟

12 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

هناء أحمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

دراسة جديدة تكشف عن طبيعة الهلوسة البصرية الشائعة لدى الأصحّاء.

هل سبق لك أن سمعت أصواتًا داخل رأسك في حين لم يكن هناك أحد يتحدث إليك؟ أو رأيتَ أشياءً ليست موجودة بحقّ؟

 عادةً ما يطلق علماء النفس على هذا النوع من التجارب التي تحدث بدون سببٍ خارجيّ اسم “الهلوسة”، لذا فإن الأشخاص الذين يمرون بتلك التجربة يشعرون بالأسى، لاسيّما أن الهلوسة مرتبطة على نحوٍ كبير ارتباطًا فعليًا ببعض الاضطرابات النفسية مثل فصام الشخصية (Schizophrenia) إذا ما كانت بالفعل شائعة في بعض انواع الفصام. لذا فإن بعض من يمرّون بتلك الأعراض قد يتسائلون..” هل سأفقد عقلي؟”، “هل أنا على وشك الجنون؟”.

من المؤسف هو الجهل بانتشار الهلوسة الشائعة على نطاق واسع ضمن المجموعات غير السريرية دون تشخيصها كالاضطراب الذهني، فالمعرفة بذلك ستكون هامّة  في تكوين نظرة واقعية حول الأمر، ومعرفة إذا ما كانت الهلاوس تستحق القلق بشأنها أم أنها مجرد أعراض غير ضارّة.

وقد نشرت دورية “علم النفس والطب النفسي” العلمية دراسة جديدة هدفها سد الفجوة الموجودة في الأدبيات المتعلقة بطبيعة الهلوسة الشائعة  في المجموعات غير السريرية، وسنلقي نظرة حول الاكتشافات التي أطلقتها هذه الدراسة.

الخطوات التي اتّبعها الباحثون

جمع الباحثون أثناء إجراء الدراسة مجموعة مكونة من 466 متطوع يبلغ متوسط أعمارهم حوالي 21 عامًا، وقام كل متطوع بإكمال استمارة استبيان أطلق عليها (MUSEQ) اختصارا لاستبيان “التجارب الحسية غير الاعتيادية متعددة الوسائط”، واحتوت الاستمارة على أسئلة مثل “أرى بعض الأضواء أو الومضات أو غيرها من الأطياف التي لا يراها الآخرون”.

أجاب المتطوعون على كل سؤال بناءً على ما واجهوه بكلمات مثل: “أبدًا، نادرًا، قلّما، أحيانًا، أو بشكل مستمر”، ثم قدم الباحثون بعض الأسئلة الإضافية للمتطوعين؛ لكي يحددوا إذا ما كان سيتم ضم التجربة إلى التعريف الطبي الخاص بالهلوسة البصرية، على سبيل المثال هل عانوا منها وهم في كامل وعيهم أم لا.

النتائج التي توصّل إليها الباحثون

إن النتائج التي توصّلت إليها الدراسة ترجّح بقوة انتشار الهلوسة البصرية بين الأصحّاء بشكل مثير للدهشة، كما أقرّ 84.8% من المتطوّعين بمعاناتهم من بعض حالات الهلوسة البصريّة غير المألوفة في حياتهم، على الجانب الآخر فقد أقرّ ثلث المتطوعين 37.8% بأنهم قد عانوا من إحدى أشكال الهلوسة البصريّة التي تطابق بالفعل ما قد يعاني منه المريض النفسي. وعندما قام الباحثون بالنظر في الأسئلة الإضافية لرؤية إذا ما تطابقت التجارب مع التعريف الطبي للهلوسة البصرية، اكتشفوا معاناة 17.4% من المتطوعين من الهلوسة المطابقة لتلك المقاييس.

على الجانب الآخر، عندما تطرّق الباحثون إلى الحديث عن التجارب التي شهدها المساهمين، لاحظوا أن أغلبهم قد شهد حدوث تلك الهلاوس بصفةٍ أساسية في الليل أو عندما يكونون بمفردهم، وعندما طالبنا بالتكهّن حول الأسباب المتوقعة لحدوث تلك الهلاوس، توقّع أغلب المتطوعين أن السبب يكمن وراء حالات الإرهاق التي تنتابهم، أو أن عقولهم تتلاعب بهم. رغم ذلك، فقد اعتقد بعض المتطوعين أن تلك الهلاوس قد تكون تهديدًا لصحتهم العقلية، الأمر الذي أثار قلقهم إلى حدٍّ ما.

 الهلوسة حالة نفسية شائعة

بجمع تلك النتائج معًا، نستنتج أن حوالي 17-38% من الأشخاص الأصحّاء قد يمرّون بحالات كالهلوسة البصريّة، الأمر الذي يوضّح لنا أن المرور بحالة واحدة منها هو أمرٌ شائع لا يعني بالضرورة القلق حيال المعاناة من اضطراب ذهني أو نفسي، وفي الواقع يرى القائمون على تلك الدراسة ضرورة إظهار طبيعة المرور بحالات الهلوسة البصريّة، كي لا يتّخذ الأشخاص رد فعل سلبي تمامًا عند مرورهم بإحدى تلك الحالات.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: هناء أحمد علي

لينكد إن: hanaa-ahmed

فيسبوك: hanaa Ahmed

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!