كيف تصبح أقل انتقادًا للآخرين؟

كيف تصبح أقل انتقادًا للآخرين؟

15 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

إيمان أحمد صادق

دقق بواسطة:

زينب محمد

4 خطوات لتصبح أقل انتقادًا

النقاط الأساسية

  • قد يمنحنا انتقاد الآخرين شعورًا جيدًا، لكنه مؤذِ لنا وللآخرين.
  • توجد طرق للتقليل من انتقاد الآخرين وتكوين ثقافة أكثر تحضرًا وصحة.
  • يمكن أن يساعد هدفًا مشتركًا لأن نكون أقل انتقادًا في خلق مجتمع أكثر حكمة ورحمة.

وسط كل الأفكار والقرارات التي قد تكون لدينا لعام 2023، إليك قرارًا أعتقد أنه يستحق أن يوضع في جميع قوائمنا وهو أن تصبح أقل انتقادًا.

يعد انتقاد الآخرين بمثابة عادة للكثير منا. ويبدو أنه كلما زاد الانتقاد هذه الأيام، زادت المكافأة الخارجية ما يجعل مقاومة هذه الرغبة أكثر صعوبة. فيبدو أنه كلما احتوت التغريدة على انتقادًا أكثر ازداد الإعجاب بها وإعادة تغريدها. وكلما ازداد الناقد انتقادًا ارتفعت تقييماته وزادت نسبة مشاهداته.

لكني أعتقد أن صفة انتقاد الآخرين تقودنا إلى بالوعة من الفظاظة والتنمر والاستقطاب والألم. نحن في حاجة إلى التوقف. كشخص  شارك في حركات حماية الحيوان والعدالة البيئية والاجتماعية وحقوق المرأة لمدة أربعة عقود، فلدي الكثير من الخبرات الشخصية عن انتقاد الآخرين. 

لقد مارست انتقاد الآخرين مع أفضلهم، حتى وإن كنت قد حاولت الحفاظ على التعبير عن انتقاداتي داخل نطاق ضيق من الأصدقاء المقربين وأفراد العائلة. ومع ذلك فقد ظهرت انتقاداتي على وجهي رغم حسن نواياي. في العشرينات من عمري، تعاملت كثيرًا مع أشخاص ممن يرتدون الفراء، وبابتسامة على وجهي وإدانة في قلبي كنت أعطيهم بطاقة تبين لهم القسوة التي تنطوي عليها تلك المعاطف.

لم أعِد التفكير في الأمر إلا بعد أن جاءت إلى امرأة  مرتدية معطف طويل من فراء المنك واستدعتني بعد قراءتها للبطاقة  بسبب نظرتي الجارحة لها. لقد أخبرتني أنها ورثت ذلك المعطف وشرحت لي قيمته المعنوية لها. لم يغير هذا رأيي في أن ارتداء الفراء يروج للوحشية ضد الحيوانات ويؤيدها، لكنه خفف من حكمي عليها شخصيًا.

فهل تعلمت أن أُفرق بين انتقادي لأفعال الناس وحكمي عليهم كأشخاص؟ نعم، لكن ليس بسهولة. ومازلت أصارع هذا التحدي بعد 35 عامًا من تلك الحادثة.

وهذه بعض الطرق التي اكتشفتها لإحراز تقدم في هذا الصدد:

1. التمييز بين انتقاد الأفعال وانتقاد الناس

ليس هناك خطأ في انتقاد الأفعال. إذ أن واحدة من أكثر المهن احترامًا في الولايات المتحدة هي أن تكون قاضيًا. فيتطلب كونك قاضيًا جيدًا الاستماع بعناية والتفكير العميق والاتزان والحكمة من أجل تحديد العقوبات التي ينبغي فرضها على أفعال معينة.

فالمفترض أن القضاة  يفكرون بموضوعية ووضوح وليس بحس انتقاد ذلك أنهم يدرسون قراراتهم بتمعن. لذا امضِ قدمًا وانتقد الأفعال ولكن ابذل قصارى جهدك لفصل الأفعال عن الأشخاص الذين يرتكبونها.


  وستسهل الخطوة التالية من الخطوة الأولى.

2. اطرح على نفسك سؤالاً وهو ما تعرفه حقًا عن الشخص الذي تنتقده

لكلٍ منا تاريخه وتراكماته العاطفية. نعيش جميعًا بمستويات مختلفة من التفاعلية كعدم الاكتراث والأذى والإنكار والغضب والنفاق. فلسنا مثاليين. ويمكنك أن تختار عن قصد أن تتساهل مع الشخص الذي تنتقده حتى في الوقت الذي تكافح فيه لأن تؤثر عليه من أجل تغيير السلوكيات التي تعتقد أنها تستحق الانتقاد.

3. فكر في شعورك عندما ينتقدك الآخرين

 بالتأكيد شعرت بألم أحكام الآخرين عليك فكيف كان شعورك؟ اسأل نفسك هل ترغب حقًا  في التسبب بزيادة معاناة وألم شخص آخر مالم يكن هذا الشخص قد أخطأ فيك شخصيًا، فالاحتمال الأكبر أنك لا تريد ذلك. فلتدع هذه الخاطرة تخفف من انتقادك.

4. انتبه للآثار السلبية للانتقاد عليك وعلى علاقاتك

لا شك أنه يمكن للانتقاد أن يكون ممتعًا ولو بطريقة غير صحية. فيمكن للانتقاد أن يخلق لنا  روابط مع من يتشاركون معنا في أحكامنا وانتقادتنا. وكما ذكرت سابقًا يمكنه جذب الانتباه وحتى المتابعة؟ مع هذا اسأل نفسك هل يجعلك أسعد أو أكثر صحة؟ هل يمنحك انتقاد الآخرين شعورًا جيدًا؟ وأن تتحدث بسوء عن شخصٍ ما إلى صديق ثم تدرك أن صديقك قد يلاحظ أنه أيضًا يمكن أن يكون عرضةً لانتقاداتك إذا ما فعل شيئًا تعتقد أنه خطأ؟ والآن تخيل العكس: ماذا سيكون شعورك عندما تتخلى عن انتقاداتك وتتقبل الآخرين بكل عيوبهم حتى وأنت تسعى جاهدًا للتأثير عليهم ليتصرفوا بطريقة مختلفة؟ هل سيحررك هذا؟

ولكي تنجح الاقتراحات السابقة، عليك أن تسأل نفسك هل ترغب حقًا أن تصبح أقل انتقادًا. إذا كان الجواب نعم، فانتبه حين ترغب  في الانتقاد. وكي يكون هذا قرارًأ صادقًا، عليك أن تدرك وجود  صفة انتقاد الآخرين التي تبدو أبدية في نفسك. فكر في هذا القرار باعتباره نوعًا من التمارين على  الحضور الذهني وكما تباغتنا الأفكار حين نمارس التأمل وعندما نلاحظها نعود للانتباه لأنفاسنا، فإن الانتقاد سيعود للظهور مرة بعد الأخرى ويمكننا أن نعود للانتباه للأربعة خطوات السابقة.

أعترف أن القول بأن نصبح أقل انتقادًا هو أفضل قرار بالعام الجديد  لهو قولٌ مبالغ فيه، لاسيما بالنظر إلى أنه كان بإمكاني اقتراح أن نقوم باختيارات على جميع الأصعدة تؤدي إلى المزيد من الخير وتقلل أذى الآخرين. لكن تخيلوا فحسب لو كونا ثقافة يتضاءل فيها انتقاد الآخرين وينمو فيها العطف وتناول وجهات النظر من منظور الآخرين والتفاهم. حينها هل سيمكننا العمل معًا بفاعلية أكبر لمواجهة تحدياتنا الفعلية،  كمبتكري حلول بدلًا من كوننا نقادًا ومناظرين وأقل اندفاعًا بسبب الغضب وأكثر حماسة لبناء عالم أكثر عدلاً وصحة وسلامًا؟ إذا كان من الممكن أن يؤدي القرار الجماعي إلى تقليل النقد اللامتناهي وزيادة  التعاطف والحكمة، فإن الأمر يستحق المحاولة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: إيمان الصادق

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!