عندما تضل الطيور المهاجرة طريقها، فقد تكون اضطرابات المجال المغناطيسي السبب جزئيًا

عندما تضل الطيور المهاجرة طريقها، فقد تكون اضطرابات المجال المغناطيسي السبب جزئيًا

11 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

وفاء عادل

دقق بواسطة:

زينب محمد

دراسة يمكن أن تساعد العلماء على معرفة التهديدات التي تواجه الطيور، وقدرتها على التكيف أكثر.

من المنطقي أنه قد يتسبب الطقس السيئ في بعض الأحيان في تشتت الطيور أثناء هجراتهم السنوية في فصل الخريف، مما يؤدي إلى انتهاء الأمر بهم في أرض لم يعتادوا عليها، ولكن حتى إذا لم يكن الطقس عاملاً رئيسيًا، فلماذا تسافر الطيور بعيدًا عن طرقها المعتادة؟

تستعرض ورقة بحثية جديدة أعدها علماء البيئة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس سببًا واحدًا لذلك: وهو أن الاضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض يمكن أن تؤدي إلى ضلال الطيور طريقها – وهي ظاهرة يسميها العلماء “التشرد” – حتى في الطقس المثالي، وخاصةً أثناء هجرة الخريف. ونُشر ذلك البحث في دورية Scientific Reports.

ومع انخفاض أعداد الطيور في أمريكا الشمالية بشكل مطرد، فإن تقييم أسباب التشرد يمكن أن يساعد العلماء على تحسين فهم التهديدات التي تواجه الطيور والطرق التي تتكيف بها مع تلك التهديدات. على سبيل المثال، فإن الطيور التي ينتهي بها المطاف في أرض غير مألوفة لها، تواجه على الأغلب تحديات العثور على الطعام والمساكن التي تناسبها، وقد تموت نتيجة ذلك، ولكن الأمر قد يكون مفيدًا أيضًا للطيور التي أصبحت منازلها التقليدية غير صالحة للسكن بسبب تغيير المناخ، من ناحية إدخال الحيوانات “بطريق الخطأ” إلى مناطق جغرافية أصبحت الآن أكثر ملاءمة لها.

يتولد المجال المغناطيسي للأرض، الذي يمتد بين قطبي الشمال والجنوب، عن طريق عدة عوامل فوق وتحت سطح الكوكب. وتشير الأبحاث المعملية التي استغرقت عقودًا من الزمان إلى أن الطيور يمكنها استشعار المجالات المغناطيسية باستخدام المستقبلات المغناطيسية بعيونها. وتقدم الدراسة الجديدة لعلماء البيئة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس دعمًا لتلك الأبحاث من منظور بيئي.

قال مرجان تينجلي، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية والأستاذ المساعد في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعة كاليفورنيا: “هناك أدلة متزايدة على أن الطيور يمكنها بالفعل رؤية المجالات المغناطيسية الأرضية”. وأضاف قائلاً: “في المناطق المألوفة، ربما تتنقل الطيور اعتمادًا على الجغرافيا، ولكن في بعض الحالات يكون من الأسهل استخدام المغناطيسية الأرضية”.

ولكن قدرة الطيور على التنقل باستخدام المجالات المغناطيسية الأرضية يمكن أن تضعف عندما تضطرب تلك المجالات. وقد تأتي مثل هذه الاضطرابات من المجال المغناطيسي للشمس مثلاً، خاصةً خلال فترات النشاط الشمسي المتزايد، مثل البقع الشمسية والتوهجات الشمسية، ولكن قد تأتي هذه الاضطرابات أيضًا من مصادر أخرى.

وأضاف تينجلي قائلاً: “إذا تعرض المجال المغناطيسي الأرضي للاضطراب، فإن الأمر يشبه استخدام خريطة مشوهة تُبعد الطيور عن مسارها”.

وعمل كبير الباحثين بنيامين تونيلي، طالب الدكتوراه بجامعة كاليفورنيا، مع تينجلي وباحث ما بعد الدكتوراه كيسي يونغفليش لمقارنة بيانات ٢,٢ مليون طائر، يمثلون ١٥٢ فصيلة، تم التقاطهم وإطلاق سراحهم بين عامي ١٩٦٠ و٢٠١٩ – كجزء من برنامج تتبع المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة – في مقابل السجلات التاريخية للاضطرابات المغناطيسية الأرضية والنشاط الشمسي.

وبينما يحتمل أن تلعب عوامل أخرى مثل الطقس دورًا أكبر في إحداث التشرد، فإن الباحثين وجدوا علاقة قوية بين الطيور الملتقطة بعيدًا عن نطاقها المتوقع وبين الاضطرابات المغناطيسية الأرضية التي حدثت أثناء هجرات فصلي الخريف والربيع، ولكن المؤلفون أوضحوا أن العلاقة كانت بارزة بشكل خاص أثناء هجرة الخريف.

أثرت الاضطرابات المغناطيسية الأرضية على تنقل كلٍ من الطيور الصغيرة والكبيرة، مما يوضح أن الطيور جميعها تعتمد بالمثل على المغناطيسية الأرضية بغض النظر عن مستوى خبرتها في الهجرة.

وتوقع الباحثون أن الاضطرابات المغناطيسية الأرضية المرتبطة بالنشاط الشمسي المتزايد سينتج عنها حالات تشرد أكثر. لكن مما أثار دهشتهم أن النشاط الشمسي قلل بالفعل من حدوث التشرد. وكان من أحد الأسباب المحتملة هو أن نشاط الترددات الراديوية الناتج عن الاضطرابات الشمسية يمكن أن يجعل المستقبلات المغناطيسية للطيور غير صالحة للاستعمال، تاركًا الطيور تتنقل بواسطة إشارات أخرى بدلاً من تلك المستقبلات.

وقال تونيلي: “نعتقد أن الجمع بين النشاط الشمسي العالي والاضطراب المغناطيسي الأرضي يؤدي إما إلى توقف مؤقت في الهجرة أو التحول إلى إشارات أخرى أثناء هجرة الخريف”. وأضاف: “من المثير للاهتمام أن الطيور التي تهاجر خلال النهار كانت بشكل عام استثناءات لهذه القاعدة – فقد تأثروا أكثر بالنشاط الشمسي”.

ورغم أن الباحثين درسوا الطيور فقط، إلا أن أساليبهم ونتائجهم قد تساعد العلماء على فهم سبب تشتت الفصائل المهاجرة الأخرى، بما في ذلك الحيتان، أو سبب انقطاع السبل بهم بعيدًا عن أراضيهم المعتادة.

وقال تينجلي: “هذا البحث مستوحى بالفعل من حيتان جانحة، ونأمل أن يساعد عملنا العلماء الآخرين الذين يدرسون حركة الحيوانات”.

ولجعل البحث أكثر سهولة لجمهور مراقبة الطيور، طور تونيلي أداة إلكترونية تتعقب الظروف المغناطيسية الأرضية وتتنبأ بالتشرد في الوقت الفعلي. ويكون جهاز التعقب معطلاً خلال فصل الشتاء، ولكنه سيعود للعمل في فصل الربيع، عندما تبدأ الهجرة مرة أخرى.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: وفاء عادل مصطفى

لينكد إن: wafaa-adel

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!