حَقن الستيرويد يؤدي إلى تفاقم التهاب مفاصل الركبة

حَقن الستيرويد يؤدي إلى تفاقم التهاب مفاصل الركبة

24 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

مروة حسين

دقق بواسطة:

ميار محمد عرفان

أوضحت دراستان قارنتا الحقن المستخدم بشكل شائع لتخفيف آلام التهاب مفاصل الركبة أن حقن الكورتيكوستيرويد ارتبط بتقدم المرض وعُرضت نتائج كلتا الدراستين اليوم في الاجتماع السنوي لجمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية. 

يعد الفُصال العظمي هو أكثر الأنواع شيوعًا لالتهاب المفاصل؛ حيث يؤثر على 32.5 مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة. الفُصال العظمي هو حالة مزمنة وتنكُّسيّة ومتصاعدة تُصيب ما يقدر بنحو 800.000 مريض كل عام. يبحث أكثر من 10% من مرضى الفُصال العظمي في الركبة عن علاج غير جراحي لتخفيف الألم باستخدام حقن كورتيكوستيرويد أو حمض الهيالورونيك.

اختار الباحثون في كلٍ الدراستين مجموعات من مبادرة الفُصال العظمي، وهي دراسة رصدية متعددة المراكز وطولية لما يقرب من 5000 مشارك يعانون من الفُصال العظمي في الركبة حاليًا هذه الدراسة في عامها الرابع عشر من المتابعة.

في الدراسة الأولى، التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو؛ شارك 210 شخصًا في مبادرة الفُصال العظمي حيث تلقى 70 منهم حقنًا داخل المفصل، ومجموعة مرجعية مكونة من 140 شخصًا لم يتلقوا الحقن خلال فترة عامين. من بين 70 مريضًا تلقوا الحقن، حُقن 44 بالكورتيكوستيرويدات، و26 حُقنوا بحمض الهيالورونيك. وتطابقت مجموعات العلاج والمراقبة حسب العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم ودرجات الألم والنشاط البدني وشدة المرض.

أُجري التصوير بالرنين المغناطيسي على جميع المرضى في وقت الحقن وقبله وبعده بعامين. قُيمت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي باستخدام مقياس التصوير بالرنين المغناطيسي للعضو بالكامل (WORM)، وهو نظام تصنيف الفُصال العظمي في الركبة الذي يركز على الغضروف المفصلي وآفات نخاع العظام والغضاريف وارتشاح المفاصل والأربطة. وحدد الباحثون تقدم الفُصال العظمي من خلال مقارنة نتائج التصوير من عمليات المسح الأولية وفحوصات المتابعة لمدة عامين.

قالت د. أوباسانا أوبدهياي بهارادواج، زميل باحث في قسم الأشعة في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو: “هذه هي المقارنة الأولى المباشرة لحقن الكورتيكوستيرويد وحمض الهيالورونيك باستخدام تقييم شبه كمي للعضو كاملاً مع التصوير بالرنين المغناطيسي للركبة”.

أظهر التحليل الإحصائي أن حقن الركبة بالكورتيكوستيرويد ارتبط ارتباطًا كبيرًا بتقدم عام في الفُصال العظمي في الركبة وخاصةً في الهلالة الوحشية والغُضروف الجانبي والغُضروف الأنسي.

لم يرتبط حقن الركبة بحمض الهيالورونيك بشكل كبير بتقدم الفُصال العظمي في الركبة. ومقارنةً بالمجموعة المرجعية، تبين أن المجموعة التي تلقت حقن الهيالورونيك أظهرت انخفاضًا في تقدم الفُصال العظمي وتحديدًا في آفات نخاع العظم.

قالت د. أوبدهياي بهاردواج: “في حين أُبلغ عن أن كلاً من حقن الكورتيكوستيرويد وحمض الهيالورونيك يساعدان في تخفيف الآلام العرضية لفُصال العظمي في الركبة؛ تظهر نتائجنا بشكل قاطع أن الكورتيكوستيرويدات مرتبطة بتقدم كبير في الفُصال العظمي في الركبة لمدة تصل إلى عامين بعد الحقن ويجب إعطاؤها بحذر. ومن ناحية أخرى، قد يبطئ حمض الهيالورونيك تقدم الفُصال العظمي في الركبة ويخفف الآثار طويلة المدى مع تخفيف الأعراض”.

في الدراسة الثانية، أجرى باحثون في كلية طب شيكاغو بجامعة روزاليند فرانكلين للطب والعلوم دراسة الحالات والشواهد لمقارنة التقدم الإشعاعي لمرضى الفُصال العظمي الذين تلقوا حقن الكورتيكوستيرويدات وحمض الهيالورونيك.

قال الباحث وطالب الطب آزاد دربندي: “بينما يكون هذا الحقن لبعض المرضى مسكن للألم على المدى القصير إلا أن تأثيره على تقدم المرض غير معروف”.

اختار فريق دربندي مجموعة من 150 مريضًا لديهم خصائص أساسية مماثلة من قاعدة بيانات مبادرة الفُصال العظمي، بما في ذلك 50 مريضًا تلقوا حقن كورتيكوستيرويد و50 ممن تلقوا حقن حمض الهيالورونيك، و50 لم يتم حقنهم خلال فترة 36 ​​شهرًا وتطابقت المجموعات حسب الجنس ومؤشر كتلة الجسم ونتائج الأشعة السينية.

خضع المرضى للتصوير بالأشعة السينية للركبة عند خط الأساس وبعد ذلك بعامين. وحلل الباحثون التصوير بالأشعة السينية، بما في ذلك تضييق مساحة المفصل وتشكيل النتوءات العظمية وسماكة العظام حول غضروف الركبة.

مقارنةً بالمرضى الذين تلقوا الحقن بحمض الهاليرونيك أو لم يتلقوا أي علاج على الإطلاق؛ كان المرضى الذين تم حقنهم بالكورتيكوستيرويدات يعانون من تفاقم الفُصال العظمي بشكل ملحوظ، بما في ذلك تضيق مساحة المفصل الإنسي، وهي السمة المميزة للمرض.

قال دراباندي: “على الرغم من أن نتائج التصوير لجميع المرضى كانت متشابهة في الأساس، إلا أن السمات المميزة للفُصال العظمي أصبحت أسوأ بعد عامين في المرضى الذين تلقوا حقن كورتيكوستيرويدات مقارنةً بالمرضى الذين تلقوا حقن حمض هيالورونيك أو لم يتلقوا علاجًا على الإطلاق”.

وأضافت د. أوبدهياي بهاردواج: “تشير النتائج إلى أن حقن حمض الهيالورونيك يجب أن يتم استكشافه بشكل أكبر للتحكم بأعراض الفصال العظمي في الركبة ويجب توخي الحذر عند استخدام حقن الستيرويد، وستساعد معرفة آثار الحقن على المدى البعيد مرضي الفُصال العظمي والأطباء على اتخاذ قرارات أكثر دقة للتحكم في المرض والألم الذي يسببه”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: مروة حسين

مراجعة وتدقيق: د. ميار عرفان


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!