سبب مرض الزهايمر قد يكون داخل فمك!

سبب مرض الزهايمر قد يكون داخل فمك!

12 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

شيماء عادل

دقق بواسطة:

زينب محمد

في السنوات الأخيرة، دعم عدد كبير من الدراسات العلمية فرضية مقلقة وهي أن مرض الزهايمر ليس مجرد مرض، إنه عدوى.

في حين مازال الباحثون يحاولون عزل الآليات الدقيقة لهذه العدوى، فإن العديد من الدراسات تشير إلى أن الانتشار المميت لمرض الزهايمر يتخطى ما كنا نعتقده.

أشارت إحدى الدراسات المنشورة عام 2019 إلى أنه يمكن أن يكون أحد أكثر الأسباب المؤكدة لمرض الزهايمر حتى الآن هو مسبب بكتيري يأتي من خلفية غير متوقعة إلى حدٍ ما وهي أمراض اللثة.

وقد أبلغ الباحثون في ورقة بحثية بقيادة المؤلف جان بوتيمبا، عالم الأحياء الدقيقة بجامعة لويفيل عن اكتشاف بروفيروموناس جينجيفالس – العامل الممرض وراء التهاب دواعم السن المزمن (المعروف أيضًا بمرض اللثة) – في أدمغة مرضى الزهايمر المتوفين.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي رُبط فيها العاملان، لكن الباحثين ذهبوا إلى أبعد من ذلك.

في تجارب منفصلة على الفئران، أدت العدوى عن طريق الفم بالعامل الممرض إلى استعمار الدماغ من قبل البكتيريا، جنبًا إلى جنب مع زيادة إنتاج بيتا أميلويد (Aβ)، البروتينات اللزجة المرتبطة عادةً بمرض الزهايمر.

لم يكن فريق البحث الذي نسقته شركة الأدوية الناشئة (Cortexyme) التي شارك في تأسيسها المؤلف الأول ستيفن دوميني، يدعي أنه اكتشف دليلًا قاطعا عن سببية مرض الزهايمر.

ولكنه كان من الواضح أنهم اعتقدوا أن لدينا خط تحقيق قوي هنا.

قال دوميني في ذلك الوقت: “لقد تورطت العوامل المعدية في تطور مرض الزهايمر وتقدمه من قبل، لكن الدليل على السببية لم يكن مقنعًا”.

وأضاف قائلًا: “الآن، ولأول مرة لدينا دليل قوي يربط بين العوامل الممرضة سالبة الغرام داخل الخلايا، ب. جينجيفالس، ومرض الزهايمر”.

بالإضافة إلى ذلك، حدد الفريق إنزيمات سامة تسمى (gingipains) تُفرزها بكتيريا في أدمغة مرضى الزهايمر، التي ارتبطت بعلامتين منفصلتين للمرض هما بروتين تاو وعلامة بروتينية تسمى يوبيكويتين.

ولكن الأمر الأكثر إقناعًا هو أن حدد الفريق هذه الإنزيمات السامة (gingipains) في أدمغة أشخاص متوفين لم يصابوا بمرض الزهايمر مطلقًا.

هذا أمر هام لأنه على الرغم من الربط بين ب. جينجيفالس والمرض من قبل، لم يعرف مطلقًا – بكل بساطة – ما إذا كانت أمراض اللثة تسبب مرض الزهايمر، أو ما إذا كان الخرف يؤدي إلى سوء العناية بالفم.

الحقيقة أن المستويات المنخفضة من الإنزيمات السامة (gingipains) التي كانت واضحة حتى في الأشخاص الذين لم يصابوا مطلقًا بمرض الزهايمر، يمكن أن تكون بمثابة دليل قاطع على أنهم ربما يصابون بالمرض لو عاشوا لفترة أطول.

كما قال الباحثون في ورقتهم البحثية: “إن تحديدنا لمستضدات (gingipains) في أدمغة المصابين بمرض الزهايمر وأيضًا في مرضى الزهايمر الذين لم يصابوا بالخرف يفيد بأن إصابة الدماغ ببروفيروموناس جينجيفالس ليست نتيجة سوء العناية بالأسنان الذي يتبع الإصابة بالخرف أو نتيجة للمرحلة المتأخرة من المرض، ولكنه حَدث مبكر يمكن أن يفسر إصابة الأفراد بالمرض في منتصف العمر قبل التدهور المعرفي”.

علاوةً على ذلك، أظهر مركب صاغته الشركة يدعى (COR388) في تجارب أُجريت على الفئران قدرته على تقليل الحمل البكتيري لعدوى الدماغ ب. جينجيفالس ويقلل أيضًا من إنتاج بيتا أميلويد والتهاب الأعصاب.

سيتعين علينا الانتظار ورؤية ما سيكشفه البحث المستقبلي عن هذا الرابط، ولكن مجتمع البحث متفائل بحذر.

وعلق كبير المسؤولين العلميين في بيان قائلًا: “أظهرت الأدوية التي تستهدف البروتينات السامة للبكتيريا حتى الآن فعاليتها فقط على الفئران، ولكن مع عدم وجود علاجات جديدة للخرف منذ أكثر من 15 عامًا، فمن الهام أن نختبر أكبر عدد ممكن لعلاج أمراض مثل الزهايمر”.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: شيماء عادل

لينكد إن: shaimaaadelmostafa

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!