فطريات داخل الأورام السرطانية!

فطريات داخل الأورام السرطانية!

8 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

شيماء أبو كف

دقق بواسطة:

هبة الحسين

هل يمكن للفطريات الموجودة داخل الأورام أن تزيد من انتشار السرطان؟

اكتشف العلماء آثار فطريات كامنة في أورام الأشخاص المصابين بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، والقولون، والبنكرياس والرئة. على أي حال، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الفطريات تلعب أي دور في تقدم أو تطور السرطان.

كشفت دراستان حديثتان، نُشرتا في سبتمبر الماضي في دورية Cell، عن حمض نووي (DNA) لخلايا فطرية مختبئة في الأورام في جميع أنحاء الجسم. في إحدى الدراسات، رفع الباحثون بصمات جينية للفطريات من 35 نوعًا مختلفًا من السرطان وذلك بفحص أكثر من  17000 عينة من الأنسجة، والدم، والبلازما من مرضى السرطان. لم تعطِ كل عينة نسيجية للورم نتيجة إيجابية للفطريات لكن عمومًا، وجد الفريق فطريات في 35 نوعًا من السرطان التي قُيمت جميعها.

أخبر أحد الباحثين المشاركين بالدراسة: “بعض الأورام لم تحتوِ على فطريات على الإطلاق وبعضها احتوى على كمية هائلة من الفطريات”. كما أشار الفريق في تقريرهم أنه بالرغم من ذلك، كانت الفطريات الموجودة بالأورام “قليلة العدد” غالبًا.

بناءً على كمية (DNA) الفطري الذي اكتشفه فريقه، قدر  شتراوسمان أن بعض الأورام تحتوي على خلية واحدة فطرية لكل 1000 – 10000 خلية سرطانية. وأضاف: “إذا افترضتَ أن ورمًا صغيرًا يمكن أن يكون محملاً بمليارات أو نحو ذلك من الخلايا السرطانية، تستطيع أن تتخيل أن الفطريات يمكن أن يكون لديها تأثير كبير على بيولوجية السرطان”.

وجد شتراوسمان وفريقه أن كل نوع من أنواع السرطان يميل إلى الارتباط  بمجموعته الفريدة من الأنواع الفطرية. شملت هذه الأنواع؛ الفطريات غير المؤذية والتي وُجدت للعيش في البشر والبعض الآخر يمكن أن يتسبب بأمراض مثل عدوى الخميرة. بالمقابل هذه الأنواع الفطرية غالبًا ما تتعايش مع بكتيريا معينة داخل الورم. في الوقت الحالي، من غير المعروف أين أو كيف هذه الميكروبات تتفاعل داخل الورم وما إذا كانت هذه التفاعلات تساعد في زيادة انتشار السرطان.

كشفت الدراسة الثانية لدورية Cell نتائج مماثلة للدراسة الأولى لكنها ركزت تحديدًا على أورام الجهاز الهضمي، والرئة، والثدي حسبما ذكرت مجلة نيتشر. وجد الباحثون أن كل نوع من أنواع السرطان الثلاثة يميل إلى استضافة أجناس فطرية كالمبيضَّة (Candida)، والبرعمية (Blastomyces)، والملاسيزية (Malassezia) على التوالي.

لاحظت الفرق البحثية أن نمو بعض الفطريات يمكن أن يكون مرتبطًا بنتائج سرطان أسوأ. فعلى سبيل المثال، وجد فريق شتراوسمان أن مرضى سرطان الثدي التي تحتوي أورامهم على فطر الملاسيزية (Malassizia globose) أظهرت معدلات نجاة أسوأ من المرضى الذين تفتقر أورامهم إلى الفطريات.

وجد الفريق الثاني بقيادة أخصائي المناعة إليان إلييف في دورية وايل كورنيل للطب في مدينة نيويورك، أن المرضى الذين يعانون من وفرة عالية نسبيًا من المبيضات (Candida) في أورامهم الموجودة في الجهاز الهضمي أظهرت تزايدًا في نشاط الجين المرتبط بالالتهاب المتفشي، وانتشار السرطان، ومعدلات نجاة ضعيفة كما ذكرت مجلة نيتشر.

رغم من هذه الملاحظات، لا يمكن لأي دراسة أن تحدد قطعيًا إذا كانت الفطريات تؤدي فعلاً إلى هذه النتائج السيئة أو إذا كانت السرطانات العدوانية تخلق بيئة حيث تستطيع هذه الفطريات النمو بسهولة. لا تتناول هذه الدراسات أيضًا إذا كانت الفطريات يمكن أن تسهم في تطور السرطان، ودفع الخلايا السليمة إلى التحول إلى خلايا سرطانية.

جاءت كلتا الدراستين مع حدود مماثلة. على سبيل المثال، سُحبت عينات من الأنسجة والدم من قواعد البيانات الموجودة ومن المحتمل أن تكون بعض العينات تلوثت بالفطريات أثناء عملية الجمع، حسبما أخبر أمي بهات__متخصص في الميكروبيوم في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا لمجلة نيتشر.

حاول كلا الفريقين البحثيين التخلص من هذه الملوثات، ولكن حتى مع هذه الاحتياطات قال بهات أنه سيكون من الأفضل تكرار النتائج للعينات المأخوذة في بيئة معقمة.

أخبر شتراوسمان أن هذه الدراسات المبدئية بمثابة نقطة انطلاق للبحث المستقبلي للميكروبات بما معناه مجتمعات الميكروبات المرتبطة بالسرطان. وقال: “كمجال، نحتاج إلى تقييم كل ما نعرفه عن السرطان”، وأضاف: “انظر إلى أي شيء من خلال عدسة الميكروبيوم __ البكتيريا، والفطريات، والأورام وحتى الفيروسات. هنالك كل هذه المخلوقات في الورم ويجب أن يكون لها بعض التأثير”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: شيماء أبوكف

لينكد إن: shaymaaboukaf

مراجعة وتدقيق: د. هبة الحسين

لينكد إن: heba-alhussein


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!