crossorigin="anonymous">
11 ديسمبر , 2022
مشاهدة برامج التلفاز العنيفة خلال مرحلة الروضة يمكن أن تؤدي إلى مخاطر نفسية ودراسية تظهر بعد ذلك خلال صيف ما قبل بدء المدرسة المتوسطة، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها ليندا باجاني الأستاذة بالمدرسة النفسية التربوية بجامعة مونتريال.
نُشرت الدراسة في دورية طب الأطفال التطوري والسلوكي (Developmental and Behavioral Pediatrics)
قالت باجاني: في السابق “كان غير واضحًا مدى التأثر بمحتوى الشاشة من العنف النمطي في مرحلة الروضة وهي فترة حرجة جدًا لنمو المخ يمكنها التنبؤ بالمشاكل النفسية والمخاطر الدراسية المستقبلية”،
وأضافت: “يعد تحديد العوامل المبكرة القابلة للتعديل التي تؤثر على صحة الطفل فيما بعد هدفًا هامًا لمبادرات الصحة الفردية والمجتمعية، كما يعد تحسين الصحة النفسية والتشجيع الدراسي عاملين أساسين في الانتقال الناجح لمرحلة المراهقة، لذلك أردنا رؤية التأثير طويل المدى للتعرض لعنف الشاشة النمطي على النمو الطبيعي لأطفال الروضة بناءً على عدة مؤشرات أساسية لإصلاح حالة الشباب عند عمر12 عامًا”.
لمعرفة هذا فحصت باجاني وفريقها محتوى الشاشة العنيف الذي أبلغ الآباء أن أطفالهم الذين تلبغ أعمارهم 3 سنوات ونصف إلى 4 سنوات ونصف يشاهدونه، ثم تتبعوا الطفل عند بلوغه 12 عامًا.
أُخذ تقريران عند المتابعة: الأول لملاحظات الأساتذة، والثاني للأطفال أنفسهم يصفون تقدمهم الدراسي والنفسي الآن عند نهاية صفهم السادس.
قالت باجاني: “مقارنةً بأقرانهم من نفس الجنس الذين لم يتعرضوا لمحتوى شاشة عنيف، كان الفتيان والفتيات الذين تعرضوا لمحتوى شاشة عنيف أكثر عرضةً للإصابة باضطرابات عاطفية متزايدة، ويعانون بحلول نهاية صفهم السادس أيضًا من قصور في اختلاطهم داخل الفصل وفي إنجازتهم وحوافزهم الدراسية”.
وأضافت: “تعد مرحلة الانتقال إلى المدرسة المتوسطة عند الشباب مرحلة حرجة في تطورهم لمراهقين، فيمكن أن يعقد شعورهم بالحزن والقلق وخطورة موقفهم الدراسي من حالتهم”.
توصلت باجاني ومشاركوها في البحث جيسيكا برنارد وكارولين فيتزباتريك إلى استنتاجات بعد فحص بيانات مجموعة من الأطفال ولدوا عام 1997 أو 1998 وكانوا جزءًا من دراسة كيبك الطولية لنمو الطفل التي نسقها معهد الإحصاء في كيبك.
شارك إجمالاً والدا 978 فتاةً و998 صبيًا في دراسة مشاهدة العنف على التلفاز في مرحلة الروضة، وقيم الأطفال وأساتذتهم عند عمر 12 سنة تقدمهم النفسي والدراسي ودوافعهم ومشاركتهم في أنشطة الفصل.
حلل فريق باجاني بعد ذلك البيانات لتحديد أي رابط مميز بين المشكلات في هذه الجوانب والمحتوى العنيف الذي تعرضوا له في مرحلة الروضة وحاولوا وضع ما يمكن من العديد من العوامل الأساسية والمؤثرات غير المنتظمة بالاعتبار.
قالت باجاني: “كان هدفنا استبعاد أي حالة مسبقة يعاني منها الأطفال أو عائلاتهم يمكن أن تعطينا تفسيرًا مغايرًا أو تضفي ضوءًا مختلفًا على نتائجنا”.
تعد مشاهدة التلفاز وسيلة تسلية شائعة في مرحلة الروضة وقد تَعرض بعض الأطفال في الدراسة للعنف وبعضهم لا.
إن الخلل النفسي والدراسي عند الأطفال موضع اهتمام متزايد للعاملين بقطاع التعليم والصحة العامة، ووفقًا لباجاني فإن المشكلات التي تبدأ في المدرسة المتوسطة تمتد جذورها لمرحلة الروضة.
قالت باجاني: “يميل الأطفال في مرحلة الروضة إلى التشبه بشخصيات من التلفاز ومعاملة كل شيء يرونه كما لو كان حقيقيًا، إنهم أكثر تأثرًا بالمشاهد الفكاهية للأبطال العظماء والأشرار الذين يَعدُّون العنف وسيلة مبررة لحل المشاكل”.
وأضافت: “التعرض المتكرر لتسلسل الأفعال سريعة الوتيرة والمحَفَزَة بالأدرينالين وانجذابهم للمؤثرات الخاصة يمكن أن يعزز معتقداتهم وسلوكياتهم وانطباعتهم بأن العنف في المعاملات الاجتماعية شيء مألوف وطبيعي، والتعلم الخاطيء للمهارات الاجتماعية الأساسية يمكن أن يجعل التأقلم في المدرسة صعبًا”.
وأردفت: “تمامًا مثل مشاهدة العنف في الحياة الواقعية، فإن التعرض المتكرر لعالم عنيف وعدائي تسكنه أحيانًا مخلوقات بشعة المنظر يمكنها أن تسبب الخوف والقلق وتجعل هؤلاء الأطفال يتصورون أن المجتمع خطير ومخيف، ويؤدي هذا لاعتياد المبالغة في رد الفعل تجاه المواقف الاجتماعية غير الواضحة، وفي سنوات الروضة يكون عدد الساعات في اليوم محدودًا وكلما تعرض الطفل لتفاعلات عدوانية (على الشاشات) زاد يقينه أنها تصرفات طبيعية”.
وأضافت باجاني: “التعرض للكثير من المواقف الاجتماعية اللائقة يمكن أن يساعدهم في تنمية مهاراتهم الاجتماعية الأساسية التي ستكون مفيدة فيما بعد وسيكون لها دورًا هامًا في نجاحهم الشخصي والدراسي”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: رانيا محمود يوسف
لينكد إن: rania-mahmoud
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً