سوء استخدام المضادات الحيوية

سوء استخدام المضادات الحيوية

8 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

نور هشام

دقق بواسطة:

زينب محمد

تعد المضادات الحيوية من أهم الاكتشافات التي عرفها الإنسان في المجال الطبي والعلاجي، والتي أنقذت حياة ملايين من الناس من الوفاة بسبب العدوى التي لم يكن لها علاج في مرحلة ما قبل المضادات الحيوية.

وبالرغم من فاعليتها في علاج الالتهابات البكتيرية، إلا أنَّ الاستخدام العشوائي أو المفرط لها قد يُسبب مقاومة البكتيريا، وبالتالي ضعف فعالية المضادات الحيوية، وهذه الظاهرة تمثل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة؛ لأن استمرار وتفاقم هذه المشكلة يعني الرجوع إلى مرحلة ما قبل اكتشاف وتصنيع المضادات الحيوية.

سنتحدث في هذا المقال عن مخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية وكيفية تجنبها والطريقة الصحيحة لاستخدام المضادات الحيوية.

ما هي المضادات الحيوية؟

المضادات الحيوية هي الأدوية التي تعالج العدوى البكتيرية، من خلال القضاء على البكتيريا الموجودة في الجسم، أو منعها من التكاثُر، ممَّا يُساعد الجهاز المناعي على القضاء عليها، وتتوفر هذه الأدوية بأشكال دوائية متنوعة، مثل: الأقراص والشراب والمراهم والسوائل التي تُعطى عن طريق الحقن.

فوائد المضادات الحيوية

يمكن للمضادات الحيوية مساعدة الأشخاص على مكافحة العدوى التي تسببها البكتيريا فقط، ولا تعمل على العدوى التي تسببها الفيروسات، ومن أمثلة الإصابات البكتيرية الشائعة التي تُعالج بالمضادات الحيوية ما يلي:

● التهاب الحلق العقدي.

● الالتهاب الرئوي الجرثومي.

● عدوى المثانة.

● التهاب الأسنان.

● التهابات الجلد.

● السعال الديكي.

● التهاب السحايا.

الاستخدام السيء للمضادات الحيوية

يعد سوء استخدام المضادات الحيوية مشكلة تعاني منها جميع دول العالم، وقد تسببت في وفاة ما يقارب عشرة ملايين شخص في الفترة التي تلت عام 2010، يتمثل الاستخدام السيء للمضادات الحيوية في ما يلي:

  • الإفراط في استخدام المضادات الحيوية وخاصةً عندما لا تكون المضادات الحيوية هي العلاج الصحيح، مثل: العلاج بالمضادات الحيوية عند حدوث الالتهابات الفيروسية أو الفطرية.

 وتجدر الإشارة إلى أن المضاد الحيوي هو العلاج الصحيح لالتهاب الحلق العقدي الذي تسببه البكتيريا، ولكنه ليس العلاج الصحيح لمعظم التهابات الحلق، والتي تسببها الفيروسات، ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقارب ثلث استخدامات المضادات الحيوية يعد غير ضروري وغير صحيح.

  • الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، هناك أمثلة عديدة لا تستخدم فيها المضادات الحيوية بالكيفية الصحيحة، وتشمل: التوقف عن العلاج مبكرًا عند الشعور بالتحسن، أو تغيير جرعات الدواء، أو عدم الالتزام بالوصفات الطبية ومواعيد تناول الدواء (تناول الدواء مرة واحدة في اليوم عوض مرتين أو ثلاث).

 في هذه الحالات يصبح المضاد الحيوي غير متوفر بالكمية الكافية من أجل القضاء على البكتيريا، مما يسمح لها بالحياة والتكاثر وأن تصبح أكثر مقاومة للمضادات الحيوية.

  • وصف الطبيب لمضاد حيوي غير مناسب لعلاج البكتيريا المسببة للالتهاب.
  • الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية من قِبل المزارعين وإضافتها إلى الأعلاف لأغراض تعزيز نمو الحيوانات أو الوقاية من الأمراض.

ما هي مخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية؟

تعد ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية، وتؤثر طريقة استخدام المضادات الحيوية على مدى سرعة حدوث المقاومة ودرجتها.

إن البكتيريا كغيرها من الميكروبات الدقيقة تنمو وتتطوّر مع مرور الزمن، كما أنها تتكيف وتُغير من شكلها؛ للحماية من الموت، وعند تعرض البكتيريا للمضادات الحيوية قد تغيّر جيناتها لحماية نفسها من تأثير المضاد الحيوي، أو تحد من إمكانية وصول الدواء إليها، أو قد يتسبب التغيير في البكتيريا في تغيير الدواء نفسه أو تدميره.

 كذلك تستطيع البكتيريا المقاومة أن تتكاثر وتنتقل خصائص مقاومة المضاد الحيوي إلى بكتيريا أخرى للمساعدة على النجاة من الدواء.

تؤدي الإصابة بالبكتيريا المقاومة المضادات الحيوية إلى تمديد فترة إقامة المريض في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات، وذلك بسبب عدم وجود مضاد حيوي قادر على علاج المرضى.

كذلك تسببت مقاومة المضادات الحيوية في تعرض إنجازات الطب الحديث للخطر، فقد أصبحت عمليات زرع الأعضاء وعلاج السرطان الكيميائي والعمليات الجراحية، مثل: الولادة القيصرية، أكثر خطرًا لعدم توفر مضادات حيوية فعالة للوقاية ومعالجة الالتهابات الناجمة عنها.

توجد مخاطر أخرى للإفراط في استخدام المضادات الحيوية، نذكر منها الآتي:

  • تؤثر المضادات الحيوية على الجهاز المناعي وتقضي على كثير من البكتيريا النافعة الموجودة في الجسم؛ لأنها تهاجم البكتيريا النافعة والضارة في الجسم على حدٍ سواء، مما يزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل: التهاب القولون التقرحي وداء كرون.
  • زيادة بعض الحالات المرضية المقاومة للعلاج، مثل: مرض السل والسيلان.
  • زيادة فرصة الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
  • أثبتت الدراسات أيضًا أن استخدام المضادات الحيوية يمكن أن يؤثر على الدماغ وقد يسبب القلق والاكتئاب.

التعامل السليم مع المضادات الحيوية

توجد بعض الإجراءات البسيطة والتدابير الوقائية التي يمكن اتباعها للحد من سوء استخدام المضادات الحيوية، وبالتالي منع انتشار الأوبئة المقاومة للمضادات الحيوية، وهي كالتالي:

  • الوقاية خير من العلاج: من الممكن الوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية بالحرص على غسل اليدين، وإعداد الطعام الصحي والحفاظ على نظافة الطعام، وتجنب مخالطة المرضى المصابين بأمراض معدية، والمواظبة على أخذ الأمصال واللقاحات للأمراض المعدية.
  • كما ذكرنا سابقًا إن المضاد الحيوي يعالج الالتهاب الذي تسببه البكتيريا فقط، ولا يمتلك أي تأثير علاجي على الالتهاب الذي تسببه الفيروسات، وهذا يعنى أن استخدام المضادات الحيوية غير فعال في علاج الأنواع الشائعة من الأمراض الفيروسية، مثل: الانفلونزا والبرد ومعظم حالات السعال وبعض التهابات الجيوب الأنفية وبعض التهابات الأذن.
  • تجنب استعمال المضادات الحيوية إلا بعد وصفها من قبل الطبيب المختص، وعدم الإلحاح على الطبيب لوصفها إن لم تكن ضرورية.
  • ضرورة الالتزام بالجرعة المناسبة وإكمال مدة العلاج المحددة في الوصفة الطبية، وعدم إيقاف العلاج حتى في حالة الشعور بتحسن الحالة الصحية، لأنه من المهم أخذ المضاد الحيوي المناسب بالجرعة الصحيحة والمدة المناسبة.
  • تجنب استعمال المضادات الحيوية المتبقية من وصفة طبية سابقة.
  • تجنب مشاركة المضاد الحيوي مع الآخرين، لأن لكل مضاد حيوي آلية عمل تختلف عن الآخر وتختلف نوعية البكتيريا التي يحاربها.
  • الامتناع عن تناول أي مضاد حيوي لمجرد أنه كان مفيدًا في وقت سابق.
  • يجب على مقدّمي الرعاية الصحية الحرص على وصف المضادّات الحيويّة بصورة صحيحة والتأكد من وصف الدواء الصّحيح بالجرعة والمدة المناسبتين وعمل زراعة للبكتيريا لتحديد المضاد الحيوي المناسب.
  • تجنب استخدام المضادات الحيوية لغرض تعزيز نمو الحيوانات أو الوقاية من الأمراض، وعدم إعطاء المضادات الحيوية إلا بإشراف الطبيب البيطري.

ختامًا؛ نذكر بأهمية الالتزام بجميع النصائح الطبية والإرشادات الخاصة باستخدام المضادات الحيوية، وذلك لمنع تفاقم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية، فعلى الرغم من محاولات العلماء والباحثين استحداث بعض الأدوية الجديدة، إلا أن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديدًا خطيرًا ما لم تتغير سلوكيات استخدام تلك الأدوية.

المصادر:

بقلم: نور هشام الأطرقجي

لينكد إن: noor-hisham

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!