crossorigin="anonymous">
26 أكتوبر , 2022
توصلت آخر الدراسات إلى أن الذئاب قادرة على الارتباط والتعلق بالبشر كالكلاب تمامًا، فقلة من الحيوانات تظهر ذات القدر من المودة والوفاء مثل الكلاب، لكن دراسة جديدة تقدم دليلاً على إمكانية تطور سلوك المودة والارتباط عند الذئاب كالذي يحصل بين الإنسان والحيوان الأليف تمامًا.
ومن هذا المنطلق اتبع فريق متخصص ذلك النهج لدراسة هذا السلوك عن طريق اختبار مجموعة من الذئاب والكلاب في ظروف مماثلة تمامًا منذ الولادة، وذلك بسبب وجود تباين واضح في نتائج حصول ارتباط بين الإنسان والذئاب، لأن دراسات سابقة طرحت شيئًا مشابهًا لهذه الدراسة، وبالمقابل لا يوجد الكثير من الأبحاث حول سلوك الارتباط بين الذئاب والبشر.
ويعتقد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها عند تدجين العديد من الكلاب وذلك منذ قرابة (خمسة عشر إلى أربعين) ألف عام مضى من أنواع معينة من الذئاب المنقرضة في الوقت الحالي بإمكانها أن تسلط الضوء على الصفات التي تطورت بسبب التدجين (أي تربية الحيوانات البرية)، والتي كانت بالفعل موجودة مسبقًا أي أنها ليست صفات مكتسبة بل موجودة بالفطرة.
وتوضح كريستينا هانسن ويت، أخصائية علم الأخلاق والمؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة من جامعة ستوكهولم في السويد: “كان من الممكن أن تتمتع الذئاب التي تُظهر ارتباطًا بشريًا بميزة انتقائية في المراحل المبكرة من تدجين الكلاب”.
واكتُشفت هذه النتائج عندما اختبر الباحثون في جامعة ستوكهولم، عشر ذئاب من نوع الذئب الرمادي ( الذئب الرمادي أو الاشهب وهو أكبر الحيوانات البرية من فصيلة الكلبيات)، واثنا عشر كلب هاسكي في اختبار سلوكي بإسم “اختبار الموقف الغريب”، وهو اختبار علمي قياسي مصمم خصيصًا لقياس سلوكيات التعلق بمقدم الرعاية.
استُخدم هذا الاختبار في الأصل مع الأطفال للحكم على تعلقهم بالمربية بعد ذلك تم تكييفه مع الكلاب قبل عشرين عامًا، وفي هذه الحالة تم استخدامه لدراسة سلوك الذئاب. ولتطبيق هذا الاختبار، وُضعت الكلاب والذئاب في تجربة مدتها خمسة عشر دقيقة بعد أن تمت تنشئة الجراء من سن عشر أيام حتى ثلاث وعشرين أسبوعًا على يد مقدمات الرعاية.
وخلال الاختبار كانت مقدمة الرعاية للذئاب والكلاب تتناوب مع فتاة أخرى غير مألوفة بالدخول والخروج من غرفة الاختبار لإصطناع موقف غريب ومجهد نوعًا ما للحيوان، عن طريق التفاعل مع الحيوانات سواء من خلال اللعب أو من خلال مداعبة الحيوان إذا ألفها.
وتقول الدكتورة هانسن ويت: “لاحظنا أن الذئاب مثل الكلاب تمامًا، حيث فضلّت الشخص المألوف على الشخص الغريب. لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام أنه في الوقت الذي لم تتأثر به الكلاب في الاختبار بشكل خاص، فإن الذئاب كانت تستجيب بسرعة أكبر للموقف. والنظرية الكامنة وراء هذا الاختبار، هو إنشاء بيئة غير مستقرة لتحفيز سلوك التعلق بالأشخاص وفي جوهرها اختبار الذئاب والكلاب من حيث إمكانية تمييز الشخص المألوف.
وبالمقارنة مع الكلاب، أظهرت الذئاب المزيد من السلوكيات المرتبطة بالتوتر والخوف عند التعامل مع الغرباء، بما في ذلك السرعة في الهرب والجلوس، ودس الذيل كنوع من الاختباء وعدم الرغبة في الاقتراب. وتزامنت هذه السلوكيات مع دخول الشخص الغريب للغرفة وعدم تواجد الشخص المألوف، وعندما يعود الشخص المألوف إلى الغرفة، كان وجوده بمثابة استراحة من موقف مجهد اجتماعيًا، فتكون أكثر هدوءً وسكونًا.
وما زالت جهود العلماء متواصلة في وضع اختبارات لإيجاد أوجة التشابه والاختلاف بين الكلاب والذئاب، بالإضافة إلى محاولات عديدة لفهم تاريخها التطوري. وبعد التجارب العديدة يبدو أن هناك اوجة تشابه رئيسية بينهما من حيث سلوك التقرب والترابط مع البشر، ولكن توجد هناك اختلافات كثيرة وتشير هذه الاختلافات إلى مجالات كثيرة للدراسة سوف تتضح أكثر في الأبحاث المستقبلية .
ويقول هانسن ويت: “إلى جانب الدراسات السابقة التي تساهم في البحث عن أوجه الاختلاف، أعتقد أنه قد حان وقت البحث في فكرة اختلاف سلوك التعلق الموجه من الإنسان نحو الذئاب، فقد يكون هذا السلوك هدفًا محتملاً للضغوط الانتقائية المبكرة في مرحلة تدجين الكلاب”.
المصدر: ScienceAlert
ترجمة: تقى خريسات
مراجعة وتدقيق: رحاب الدوسري
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً