كم مدة استمرار حالة التسمم الغذائي وكيف تتصرف؟

كم مدة استمرار حالة التسمم الغذائي وكيف تتصرف؟

16 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

ريوف الجبير

دقق بواسطة:

زينب محمد

يستمر التسمم الغذائي عمومًا بضعة أيام وعادةً ما يمكن علاجه في المنزل

أمامك محارٌ فاسد ودجاجٌ لم يُطبخ جيدًا ثم اتجهت إلى طاولة تقديم السلطة لتناول الغداء مع أنها بدت مريبة لك، ولكنك كنت تعرف بأنك تحتاج إلى قضمة تساعدك على المتابعة حتى وقت اجتماعاتك المسائية هذا في حال إن أردت الذهاب.

وها أنت الآن على أرضية الحمام تشعر بندم شديد على كل قرار اتخذته وتشتم الطعام الذي تناولته ثم تتساءل كيف يمكن أن تتحمل معدتك كل هذا.

تعد حالة التسمم الغذائي إحدى أكثر التجارب البشرية المريرة، ولكنها ليست حالة نادرة. فمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها قدّرت أن الأمراض التي تنتقل بسبب الطعام يصاب فيها ٤٨ شخص في أمريكا كل عام. كذلك تحدثنا مع أخصائية الأمراض الباطنية كريستين لي، والحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب، عن مصدر التسمم الغذائي ومدة استمراره وكيف تتصرف لتتحسن حالتك بسرعة.

ما هو التسلسل الزمني عند حدوث التسمم؟

تقول الطبيبة لي: “يحدث التسمم الغذائي غالبًا خلال ساعات قليلة من تناول الطعام الملوث. وتحدد نوع الجراثيم شدة الأعراض ومدة استمرارها ومدى تعرضك لهذا الطعام الملوث ومدى قوة جهازك المناعي لمكافحتها”.

ما المدة التي تستغرقها أعراض التسمم الغذائي حتى تبدأ؟

تستغرق أكثر أنواع التسمم الغذائي شيوعًا في بداية ظهورها من أربع ساعات إلى ٢٤ ساعة بعد تناول الطعام، ولكن قد لا تظهر هذه الأعراض بسرعة. كما أن بعض الأمراض التي تتنقل من الطعام خفيّة، أي أنها تتكاثر في جهازك الهضمي قبل أن تشعر بأي أعراض. فمثلًا، قد يستغرق فيروس التهاب الكبد (أ) من ١٥ يومًا إلى ٥٠ يوم قبل ظهوره.

كم مدة استمرار حالة التسمم الغذائي؟

يختلف تفاعل كل شخص مع الفيروسات والبكتيريا والطفيليات التي تؤدي إلى التسمم الغذائي. لذا، قد تختلف نتائجك حتى وإن تناولت أنت وعائلتك من نفس الوجبة الملوثة. وتؤكد الطبيبة: “ستؤدي عدة عوامل دورًا في كيفية إصابتك بالمرض ومدة استمراريته وسيعتمد مرضك على السبب وراء هذا التسمم وكذلك على كمية الطعام التي تناولتها وكيفية تفاعل جهازك المناعي مع هذا المرض”.

قد تتعافى من التسمم خلال أيام قليلة…وقد لا تتعافى  

غالبًا ما يستمر التسمم الغذائي للأشخاص الأصحاء من ١٢ ساعة إلى ٤٨ ساعة. وهذا هو الوقت الذي يستغرقه الجسم السليم للتخلص من معظم أنواع العدوى المنقولة من الغذاء، ولكن قد تختلف الفترة المرضية بناءً على عدة عوامل.

كما أشارت الطبيبة لي: “قد يصاب الأشخاص بالتسمم الغذائي لمدة ١٠ أيام أو أكثر اعتمادًا على مسبب المرض ورد فعل جسمك، فمثلًا، تستمر أعراض البكتيريا العطيفة لأسابيع”.

وتتطلب بعض الأمراض التي تنتقل من الغذاء مضادات حيوية، وإن استمرت الأعراض لأكثر من يومين تواصل مع طبيبك.

علامات التسمم الغذائي وأعراضها

تظهر آثار التسمم الغذائي عادةً فجأة، حيث تسيطر على جسمك بالكامل ليقوم جسمك بطرد هذه الجراثيم الضارة. وقد تكون أعراضك حادة، بل خطيرة فتقديرات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها تشير إلى أن في كل عام يُدخل ١٢٨٠٠ شخص إلى المستشفى ويموت ٣٠٠٠ شخص من الأمراض التي تنتقل من الطعام.

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي ما يلي

– إسهال

– استفراغ وغثيان

– آلام في المعدة وتشنجات

– حُمى

– صداع في الرأس

– ضعف

وهذه الأعراض المزعجة للتسمم الغذائي هي الطريقة التي يعمل فيها جسمك ليُعيد صحتك وذلك بالتخلص من أي سموم ضارة. صحيح أن هذا الشعور ليس جميلًا، لكن جسمك يعتني بك ويؤدي ما عليه لاستعادة صحتك.

ما أسباب التسمم الغذائي؟

تذكر الطبيبة لي أن أكثر من ٢٥٠ نوع من الجراثيم المسببة للأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات، يمكن أن تنشأ في طعامك وتمرضك. كما تسبب السموم والمواد الكيميائية الضارة الأمراض التي تنتقل من الطعام.

وأضافت أيضًا أن التسمم الغذائي قد يحدث من أي طعام تتناوله، وليس فقط البائع المتجول المريب الذي بعد فوات الأوان يتضح لك أنه كان اختيارًا سيئًا. فالأطعمة التي لا تتضح فيها علامات الخطر قد تظل ملوثة. وتوضح الطبيبة أيضًا: ” أنه قد تصاب بالتسمم الغذائي من شرب أو تناول طعام ملوث بالفيروسات المسببة للأمراض أو البكتيريا أو السموم أو الطفيليات أو المواد الكيميائية السامة. ولا يحدث هذا دائمًا بسبب الطعام الفاسد أو العفن، فيمكن أن يحدث أيضًا من الطعام الجيد الذي اُستخدم بطريقة غير صحيحة أو طُهي بطريقة سيئة”.

ما الذي عليك فعله في حال حدوث التسمم الغذائي؟

على الرغم من أن حالة التسمم الغذائي قد تكون مزرية، إلا أنها لا تتطلب عادةً التدخل الطبي للأصحاء. وتذكر الطبيبة: “أن التسمم الغذائي عادةً يزول من تلقاء نفسه لدى معظم الأشخاص الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم، فما دامت لديك القدرة على الاحتفاظ بالطعام أو السوائل داخل جسمك، يمكنك محاولة تداركه في المنزل وتتركها تأخذ مجراها الطبيعي”.

الترطيب ثم الترطيب ثم الترطيب

في حالة إصابتك بالتسمم الغذائي، فإن تجنب الجفاف هو مهمتك الأولى فتحتاج إلى تعويض السوائل التي فقدتها من التقيؤ والإسهال.

وتقول الطبيبة بهذا الشأن: “عليك شرب الكثير من السوائل لا الماء فقط. فالماء متساوي التركيز، لذا إن كنت مريضًا وفقدت الكثير من السوائل بسبب الإسهال أو عانيت من الحمى والتعرق، فإنه لابد من أن يكون السائل غير متساوي التركيز لتغذية أفضل. وقد يكون شيئًا به ملح أو سكر أو الكهارل، وهي الأملاح والمعادن التي تحافظ على سلامة الجسم وتساعد على توازن السوائل في الجسم، وتقلل من الإصابة بالأمراض، مثل مشروب الطاقة أو المرق أو شراب الزنجبيل أو العصير. وعند شرب هذه المشروبات، فإن الجسم يود الاحتفاظ بها ونسبة تسرب هذه السوائل فقط من جسمك سواء بسبب التعرق تذهب مباشرةً إلى كليتك وتخرج مع البول بكمية قليلة”.

استشر طبيبك إن كنت تعاني من حالة مرضية تحد من استهلاكك للصوديوم، مثل أمراض القلب أو الكبد أو الكلى، فابدأ برشفات صغيرة للتأكد من بقائها في جسمك لأن شرب جرعات كبيرة قد يؤدي إلى انتفاخ بطنك وبالتالي تعود حالة التسمم مرة أخرى. كذلك احتفظ بمشروباتك في درجة حرارة الغرفة، فالمشروبات الباردة قد تكون صدمة ضارة لمعدة مُتعبة.

تناول الطعام عند استطاعتك

إن رغبت في تناول الطعام، فحاول أن تتناول قضمة صغيرة من الأطعمة اللطيفة على المعدة لتهدئتها. كما توصي الطبيبة باتباع نظام غذائي يُسمى بحمية برات أو الحمية المقاومة للإسهال وتركز هذه الحمية على:

  • الموز
  • الأرز
  • تفاح مهروس
  • شرائح الخبز

ومن المواد الغذائية الأخرى التي تكون لطيفة على المعدة المرق وشوربة معكرونة الدجاج وحلوى الأرز ودقيق الشوفان والبطاطا والمقرمشات، وعليك الابتعاد عن الأطعمة التي يصعب على الجهاز الهضمي هضمها مثل الأطعمة الدهنية أو المقلية أو الحارة. وإذا كان تناول الطعام لا يشعرك بتحسن لفترة، فلا بأس. تريث ولا تحاول أن تجبر نفسك على تناول الطعام إن لم يحن الوقت بعد.

الأدوية التي يجب الانتباه لها

يعد دواء ساليسيلات البزموث عمومًا (والمعروف أيضًا ببيبتو بيسمول) من الأدوية التي لا بأس في تناولها، له تأثيرات مهدئة ومضادة للالتهابات. وتنوه الطبيبة لي بأنه قد يتحول لون البراز إلى اللون الأسود وذلك بسبب احتواء هذا الدواء على بعض من المواد الكيميائية. (إن لم تتوقع هذا سيكون الأمر مزعجًا إلا أن حدوث هذا طبيعي).

وبالنسبة لأدوية الإسهال فتنصح الطبيبة بترك الأمر يمشي على طبيعته.

وأضافت قائلة: “لا أوصي بتناول دواء مثل لوبراميد (والذي يعرف أيضًا بإيموديوم) لإيقاف الإسهال. حتى وإن كان هذا مزعجًا فمن الأفضل طرد السم من جسمك بدلاً من اختزانه”.

متى يجب عليك التواصل مع الطبيب في حال حدوث التسمم الغذائي؟

تذكر أن الحفاظ على رطوبة الجسم عند تعاملك مع التسمم الغذائي هو من أهم أولوياتك.

وأكدت الطبيبة لي: “أنه في حال كان الغثيان شديدًا لدرجة عدم مقدرة جسدك بالاحتفاظ بأي سائل، فأنت تحتاج إلى تدخل طبي. فيمكن حقن السوائل بالوريد لترطيب الجسم وإمداده بالمعادن والأملاح المفقودة”. 

لابد من زيارة الطبيب إذا:

  • كنتِ حامل أو مرضعة
  • كنت تعاني من حالة مرضية تثبط جهازك المناعي
  • تتناول الأدوية المعدلة للمناعة أو الأدوية التي تثبط جهازك المناعي
  • كنت مصابًا بحمى شديدة ومستمرة (أكثر من ١٠٢ درجة فهرنهايت أو ٣٨،٣ درجة مئوية)
  • كنت تعاني من إسهال به دم أو القيء
  • كان لون بولك داكنًا أو إذا كنت لا تتبول
  • كنت لا ترى بوضوح
  • كنت تعاني من هذيان أو ارتباك
  • كنت تشعر بالدوار أو الدوخة

كيف تحمي نفسك من التسمم الغذائي؟

توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها باتباع أربع خطوات منهجية للحفاظ على نظافة طعامك من الثلوث.

١- نظف يديك والأسطح باستمرار

٢- افصل اللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية والبيض عن جميع الأطعمة الأخرى، يشمل ذلك سلة التسوق وثلاجتك.

٣- اطبخ على درجة حرارة مناسبة. أي أن تكون درجة الحرارة عند طبخ الأسماك ذات الزعانف ١٤٥ فهرنهايت (٦٢.٧٧ درجة مئوية) وعند طبخ اللحوم المفرومة، مثل لحم البقر، ١٦٠ فهرنهايت (٧١.١١ درجة مئوية) وعند طبخ الدواجن تكون درجة الحرارة ١٦٥ فهرنهايت (٧٣.٨٨ درجة مئوية) بما في ذلك الدجاج المفروم والديك الرومي وكذلك عند استخدام بقايا الطعام والأوعية المقاومة للحرارة.

٤- برّد طعامك مباشرةً، تحتاج أن تبرد الأطعمة القابلة للتعفن خلال ساعتين كحد أقصى وتُبرد الأطعمة الموجود في سيارة ساخنة أو بالخارج في يومٍ حار خلال ساعة.

سيخبرك أي شخص عانى من التسمم الغذائي بأن هذا ليس سهلًا، وستختلف الأعراض ومدتها اعتمادًا على نوع إصابتك ومدى استعداد جسمك لمكافحته. ستزول معظم الأمراض التي نُقلت من الطعام في يومين تقريبًا. جدد السوائل داخل جسمك وتناول الطعام إن استطعت وابتعد عن الدجاج نصف استواء.

المصدر: https://health.clevelandclinic.org

ترجمة: ريوف الجبير

تويتر: @TranslatorRHJ

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!