ضع أجهزتك جانبًا وأطلق العنان لعقلك

ضع أجهزتك جانبًا وأطلق العنان لعقلك

7 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

شهد شعوان

بدلاً من قضاء وقت فراغك في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو التحديق في هاتفك الخلوي، يقترح الباحثون قضاء بعض الوقت للجلوس والتفكير فقط. يمكن أن يساعد قضاء الوقت بمفردك مع أفكارك في حل المشكلات وتعزيز الإبداع وتحسين الرفاهية العامة.

دائمًا ما يستصغر الناس الاستمتاع بوقتهم الخاص مع أفكارهم بعيدًا عن المشتتات. وفقًا لبحث نشرته جمعية علم النفس الأمريكية، قالت فيه المؤلفة الرئيسية للدراسة آية هاتانو، الحاصلة على دكتوراه من جامعة كيوتو في اليابان: “يتمتع البشر بقدرة مذهلة على الانغماس في أفكارهم”.

“يشير بحثنا إلى أن الأفراد لديهم صعوبة في تقدير مدى متعة التفكير. قد يفسر ذلك سبب تفضيل الأشخاص للانشغال بالأجهزة والملهيات الأخرى، عوضًا عن الاستمتاع بلحظة تأمل في الحياة اليومية”.

في سلسلة من ستة اختبارات مع ٢٥٩ مشتركًا، قارن الباحثون توقعات الأشخاص حول مدى استمتاعهم بالجلوس والتفكير ببساطة من خلال التجربة الفعلية لذلك.   

في التجربة الأولى، طلبوا من الأشخاص التنبؤ بمدى استمتاعهم بالجلوس بمفردهم مع أفكارهم لمدة ٢٠ دقيقة، دون السماح لهم بفعل ما قد يشتتهم كالقراءة أو التجول أو النظر في هواتفهم، بعد ذلك، أُبلغ المشتركون عن مدى استمتاعهم بالتجربة.  

اكتشف الباحثون أن الأشخاص استمتعوا بقضاء الوقت مع أفكارهم أكثر مما توقعوا.  

وينطبق الأمر على مختلف التجارب التي جلس فيها المشتركون في غرفة مؤتمرات فارغة أو منطقة خيام صغيرة ومظلمة بدون محفزات بصرية، والتغيرات التي استمرت فيها فترة التفكير لمدة ثلاث دقائق أو عشرون دقيقة. أحد الاختلافات الأخرى كانت طلب الباحثون من الناس عن إبلاغهم في منتصف الاختبار عن مدى استمتاعهم بدلاً من إبلاغهم عند انتهائه. في جميع الحالات، استمتع المشتركين بالتفكير أكثر مما توقعوا.

في تجربة أخرى، قارن الباحثون توقعات مجموعة من المشتركين حول مدى استمتاعهم بالتفكير مع توقعات مجموعة أخرى حول مدى استمتاعهم بالتحقق من الأخبار على الانترنت.

مرة أخرى، وجد الباحثون أن الأشخاص يقللون من الاستمتاع بالتفكير. فمجموعة التفكير توقعت الاستمتاع بالمهمة بشكل أقل بكثير من مجموعة التحقق من الأخبار. لكن بعد ذلك، أبلغت المجموعتان عن مستويات متعة مماثلة.  

هذه النتائج مهمة بشكل خاص في عصرنا الحديث من زيادة المعلومات والوصول المستمر إلى عوامل التشتيت، على حد قول للمؤلف المشارك في الدراسة، كو موراياما، الحاصل على دكتوراه من جامعة توبنغن في ألمانيا.

 حيث أفاد قائلاً: ” أصبح من السهل جدًا الآن “قتل الوقت” في الحافلة أثناء طريقك للعمل، يمكنك التحقق من هاتفك بدلاً من الانغماس في تفكيرك الداخلي الحر، بسبب اعتقادك أن التفكير مملاً”.

“لكن، إذا كان هذا الاعتقاد غير صحيح، فأنت تفوت فرصة لاستعادة طاقتك دون محفز خارجي”.

هذه الفرصة الضائعة يتبعها تكلفة كبيرة، لأن الدراسات السابقة أظهرت أن قضاء الوقت من خلال إطلاق العنان لعقلك له بعض الفوائد، فوفقًا للباحثين، يمكن أن يساعد الناس في حل المشكلات وتعزيز إبداعاتهم وحتى مساعدتهم على إيجاد معنى في الحياة.

أوضح موراياما: “من خلال تجنب أنشطة التفكير بشكل مستمر، قد يفوت الناس هذه الفوائد المهمة”.

من المهم ملاحظة أن المشاركين لم يقيّموا التفكير على أنه مهمة ممتعة للغاية، لكن ببساطة أكثر متعة مما اعتقدوا. ووفقًا لموراياما، كان مستوى استمتاع المشاركين حوالي 3 إلى 4 في المتوسط على مقياس 7.

يجب أن تتعمق الأبحاث المستقبلية في أنواع التفكير الأكثر متعة وتحفيزًا. حيث أفاد موراياما: “ليست جميع الأفكار مجزية بطبيعتها، وفي الواقع فإن بعض الأشخاص معرضون إلى حلقات مفرغة من التفكير السلبي”.

يجب أن تستطلع الأبحاث المستقبلية أيضًا في الأسباب التي تجعل الأشخاص يقللون من شأن مدى استمتاعهم عند القيام بالتفكير، وفقًا للباحثين، تحتاج النتائج إلى التكرار في مجموعات سكانية أكثر تنوعًا من تلك المشاركة في الدراسات الحالية، حيث كان جميع المشاركين من طلاب الجامعات في اليابان أو المملكة المتحدة.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: شهد شعوان

تويتر: Shahadshibanii@

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!