السر وراء وقوف البعوض على جسم الإنسان

السر وراء وقوف البعوض على جسم الإنسان

2 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

فاطمة يحيى

دقق بواسطة:

زينب محمد

يحاول البعوض دومًا الوقوف على جسم الإنسان من خلال حاسة الشم الدقيقة لديه، حيث يتمكن من خلال هذه الحاسة  شم رائحة أي إنسان حوله.

ويشم البعوض، من خلال استخدام مستقبلات كيميائية موجودة داخل القرون الاستشعارية والشفة الفكية، رائحة العرق أو غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من الإنسان.

وأكدت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة بوسطن وجامعة روكفلر على قدرة الناموس على شم رائحة الإنسان، حتى في حالة تعطل الدور الجيني للمستقبلات الكيميائية للإنسان.

ووفقًا لهذه الدراسة، فإن معظم سلالات الناموس، مثل سلالة Aedes aegypti  تمتلك حاسة شم لا تتمتع بها معظم الكائنات، تستطيع من خلالها شم روائح البشر الموجودين حولها.

باستخدام تقنية كريسبر لتعديل الجينات، اكتشف الباحثون نوع من الناموس يحتوي خلاياه العصبية الخاصة بحاسة الشم على بروتينات فلورية تنشط تحت المجهر عند إثارتها بروائح قريبة منه، مما مكن الباحثين من معرفة  كيف تثير الروائح المختلفة حاسة الشم للناموس.

وتوصل الباحثون إلى اكتشاف قدرة ناموس A.aegypti على ربط العديد من المستقبلات الحسية لحاسة الشم داخل الخلية العصبية الواحدة، وهي عملية تسمى التعبير الجيني المشترك “coexpression”.

ووفقًا لهذه النتيجة، تغيرت القاعدة الأساسية لعلم حاسة الشم، الذي ينص أن لكل خلية عصبية مستقبل كيميائي واحد فقط خاص بها.

وذكر عالم الأعصاب  بجامعة بوسطن وكبير مؤلفي الدراسة، ميج يونجر، أن هذا الاكتشاف لم يتوقعه العلماء أبدًا.

وأضاف أيضًا أن العنصر المركزي للخلية العصبية الحسية سواء للبعوض أو الإنسان ما هي إلا نوع واحد من المستقبلات الشمية.

وتنطبق هذه النتيجة على سلالة نحل العسل الأوروبي المعروفة باسم Apis mellifera ، ودودة التبغ ذات القرون والمعروفة باسم Manduca sexta، وذبابة الفاكهة Drosophila melanogaster حيث تحتوي كل هذه الكائنات على نفس عدد المستقبلات الكيميائية الحسية مثل الكبيبات الشمية. والكبيبات الشمية هي هياكل كروية موجودة في الدماغ وظيفتها استقبال الإشارات الشمية.

وذكر الباحثون أن بعوض A. aegypti يحتوي على  عدد ما لا يقل عن ضعف عدد المستقبلات الموجودة في الكبيبات الشمية (هياكل كروية في الدماغ تستقبل إشارات الشم).

وتشير النتائج إلى وجود نظام شمي غير تقليدي يشتمل على مستقبلات حسية متعددة داخل الخلية العصبية الواحدة.

وخلُص الباحثون إلى أن تكرار العمليات البيولوجية التي تحدث داخل النظام الشمي للبعوضة يزيد من قوتها ويوضح تأخر عدم قدرتنا على تفسير سبب مطاردة البعوض للبشر.

وذكروا أن لرائحة الدم تأثير قوي على إثارة حاسة الشم للبعوض، حيث تتغذى أنثى البعوضة على دم الإنسان أو الحيوان من أجل التكاثر.

وسيسعى الباحثون على المدى البعيد لإيجاد مادة طاردة قوية للبعوض من أجل إخفاء رائحة الإنسان عنه أو إيجاد مواد لها رائحة تجذب البعوض لها وإبعاده عن رائحة دم الإنسان.

إن تغذية البعوض على دم الإنسان سبب في انتشار بعض الفيروسات، مثل حمى الضنك وزيكا والحمى الصفراء والشيكونغونيا، وهي فيروسات تقتل ما يقرب من 700 ألف شخص سنويًا.

وذكر يونجر أنه يمكن إنتاج مركبات أكثر فاعلية لإبعاد البعوض عن رائحة دم الإنسان إذا توصلنا إلى معرفة الطريقة التي يتعرف من خلالها البعوض على شم دم الإنسان.

نشرت هذه المقالة في مجلة Cell.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: فاطمة يحيى رجب

لينكد إن: fatma-yehia

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!