لماذا نسمع صوت المحيط في الصدف؟

لماذا نسمع صوت المحيط في الصدف؟

24 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

رهام الجهني

دقق بواسطة:

زينب محمد

صمم بواسطة:

هاجر النظاري

النسخة الصوتية للمقال

إذا سبق أن ذهبت برحلة إلى الشاطئ عندما كنت طفلًا، فمن المحتمل أنك تشجعت على التقاط صدفة ووضعتها على أذنك حتى تتمكن من “سماع” المحيط. لكن لماذا يمكنك سماع صوت يشبه البحر داخل صدفة؟ هل نستمع بطريقةٍ ما إلى أصوات من ماضي الصدفة أم أنه شيء يسهل تفسيره؟

قال تريفور كوكس، أستاذ الهندسة الصوتية في جامعة سالفورد في المملكة المتحدة لصحيفة لايف ساينس عبر رسالة بريد إلكتروني: “إنه ليس صوت البحر، ولكن حين تضع صدفة على أذنك فمن المنطقي أن تعتقد ذلك”.

لذا إذا لم يكن صوت البحر الذي تسمعه، فما هو بالضبط؟

قال أندرو كينج، مدير مركز علم الأعصاب التكاملي بجامعة أكسفورد ورئيس مجموعة أكسفورد لعلوم الأعصاب السمعية: “أنت تسمع ضوضاء محيطة تزداد في السعة بسبب الخصائص الفيزيائية للصدف”.

وأوضح كينج أن “الأسطح الصلبة المنحنية” داخل الصدف تعكس موجات صوتية، مما يتسبب في “ارتداد” الأمواج داخل الصدفة. وبناءً عليه أخبر كينج موقع لايف ساينس في رسالة بريد إلكتروني: “الصدفة تعمل كصدى يعزز ترددات صوتية معينة بحيث تكون أعلى مما ستكون عليه دون وضعها على أذنك”.

تعتمد الترددات التي تسمعها على حجم وشكل الصدف. وقال كينج إنه إذا كان للصدفة شكل غير منتظم فمن المحتمل أن يتردد صداها على ترددات متعددة.

قال كوكس: “إن الصدفة مثل آلة النفخ تحتوي على مجموعة من الترددات الرنانة حيث يهتز الهواء داخلها بقوة أكبر، ضع الصدفة على أذنك فهذه الترددات التي تسمعها في الصوت المحيط هي التي تم تضخيمها. ولأن الصوت يتغير، فإن دماغك ينتبه إليه”.

وبحسب كلٍ من كوكس وكينج، فأنت لا تحتاج في الحقيقة إلى الصدف لسماع صوت يشبه صوت المحيط؛ بإمكانك ببساطة الحصول على تجربة مماثلة في المنزل عن طريق استخدام كوب أو وعاء.

قال كينج: “ينتج نفس هذا التأثير عن طريق وضع أشياء أخرى وأبسط مثال على ذلك يدك المضمومة على أذنك، ما ستسمعه يحدده حجم وشكل الجسم”.

ومع هذا، أشار كينج إلى أنه يجب أن تكون هناك ضوضاء في الخلفية حتى يُسمع أي شيء.  وأضاف: “لن تسمع شيئًا في غرفة عازلة للصوت تمامًا”.

ويؤكده كوكس: “إذا ذهبت إلى غرفة عديمة الصدى وصامتة كليًا بجامعة سالفورد، فلن أسمع شيئًا لأنه وببساطة لا يوجد صوتًا في المحيط”.

وفقًا لجامعة ساوثهامبتون، فإن الغرفة عديمة الصدى مصممة خصيصًا لتحقيق الصمت التام عن طريق منع “انعكاس الصوت من حدود الغرفة”. فهذه الغرف وفقًا لتقرير نشرته شبكة سي إن إن هادئة للغاية لدرجة أنه بعد فترة وجيزة من الزمن سيتمكن سكانها من سماع ضربات قلبهم وكذلك صوت صرير عظامهم وسيفقدون في نهاية المطاف توازنهم “لأن الانعدام التام للصدى يخرّب وعيك المكاني”.

وبالتالي، من الضروري أن تكون ضوضاء الخلفية حاضرة لسماع الأصوات داخل صدف البحر، لكن هذا يثير تساؤلًا: بالنظر إلى أن الصوت الذي تسمعه في الصدف هو ببساطة تضخيم لضوضاء الخلفية، عند الاستماع إلى صدفة أثناء تواجدك بجانب البحر فهل تسمع بالفعل صوت البحر؟

قال كوكس: “إذا كنت ممسكًا صدفة على الشاطئ فإن الصوت المحيط الذي تُغيره الصدفة هو صوت البحر، لذلك أعتقد أنك تستمع إلى البحر بشكل غير مباشر”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: رهام الجهني

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

تعليق صوتي: هاجر النظاري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!