الأشخاص الذين ثبت أنهم يدخنون السجائر العادية أو السجائر الإلكترونية قبيل فترة العلاج من كورونا، أكثر عرضة من غيرهم للمضاعفات الحادة، وقد يؤدي ذلك لوفاتهم، بسبب عدوى فيروس كورونا -سارس-2. وقد ظهرت هذه النتائج من دراسة جديدة مستندة على بيانات من سّجل كورونا لجمعية القلب الامريكية، والمنشورة في PLOS ONE

جمع الباحثون بيانات من مرضى كورونا في 107 مستشفى في جميع أنحاء البلاد وكانت أعمارهم لا تقل عن الثامنة عشر. وكان ذلك ما بين شهر يناير عام 2020 حتى شهر مارس عام 2021. وأبلغ المرضى عن ما إذا كانوا مدخنين أم غير مدخنين. صُنف المدخنين إلى مدخنين سجائر إلكترونية ومدخنين سجائر عادية قابلة للاحتراق، بلا أي تمييز بينهم وبلا أي معلومات عن مدة التدخين أو عدد مرات التدخين السابقة.

 اختيرت سجلات 4086 شخص، وكانت نسبة المدخنين البالغ عددهم (1362)  بالنسبة لغير المدخنين (2724) هي 1:2. ولا وجود لأي تفاوتات إحصائية عالية ما بين المجموعتين بالنسبة للعمر، أو الجنس، أو العرق، أو السجل الطبي، أو العلاج.

تشير نتائج الدراسة إلى ارتباط تدخين السجائر العادية أو السجائر الإلكترونية بأعراض كورونا الشديدة بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق أو حتى السجل الطبي:

– الأشخاص الذين يدخنون كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 45% ونسبة حاجتهم لجهاز التنفس الصناعي (جهاز يساعد المريض على التنفس) 35%، مقارنةً بغير المدخنين.

– على الرغم من كون الخطورة العالية للتدخين مستقلة عن السجل الطبي واستخدام الأدوية، إلا أن المدخنين ما بين عمر 18 و59 سنة نسبة وفاتهم تكون عالية، كذلك البيض أو الذين يعانون من السمنة المفرطة.

“بشكل عام، يتسبب التدخين بجميع أنواعه في غالبية المشاكل الأخرى بالصحة والعوامل الخطرة التي قد تؤدي دورًا في كيفية تأثرهم بكورونا. وقد شوهدت الزيادة العالية في خطورة الإصابة بكورونا في دراستنا، وذلك بشكل مستقل عن السجل الطبي وفترة العلاج خصوصًا عند صغار السن، وتؤكد الحاجة الضرورية للتدخلات الشاملة للصحة العامة. مثل: الحملات ضد التدخين وتسهيل الوصول إلى العلاج حتى مرحلة الإقلاع، ولاسيما في فترة كورونا” كما قال مؤلف الدراسة أروني باتناغار، عضو جمعية القلب الامريكية والحاصل على شهادة الدكتوراة، والأستاذ في جامعة لويفيل في ولاية كنتاكي لتخصص الطب والكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الجزيئي.

وأردف قائلاً: “أوضحت هذه النتائج أكثر دليل دقيق حتى وقتنا هذا، وهو أن الأشخاص الذين يدخنون بشتّى أنواع التدخين، يتعرضون لمخاطر أكثر عند الإصابة بمرض كورونا وقد يؤدي ذلك لوفاتهم عند انتقال العدوى لهم”.

قال الدكتور سانديب داس، الحاصل على درجة الماجستير في الصحة العمومية وإدارة الأعمال، ورئيس مشارك للجنة التوجيهية في جمعية القلب الامريكية في قسم سجلات كورونا وأمراض القلب والأوعية الدموية، وعضو مجلس إدارة الجودة والقيمة في قسم أمراض القلب في مركز جامعة تكساس ساوث وسترن الطبي في دالاس:

“في بداية الجائحة، أنشأنا سجل لكورونا وأمراض القلب والأوعية الدموية، لفهم علاقتهما ببعض بشكل أفضل، للتعرف على الخطورة المتزايدة للمساعدة في الإبلاغ عن التشخيص والعناية بالأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة لخطر مضاعفات كورونا. وتحقق نتائج هذه الدراسة الهدف، وتقدم معلومات لا مثيل لها للأفراد وفرق رعايتهم الصحية”.

أطلقت جمعية القلب الأمريكية السجل عام 2020، لجمع البيانات، تحديدًا من جميع مرضى كورونا النزلاء في المستشفيات كجزء من برنامج تحسين “Get With the Guideline”.

قُدم سجل المشاركة لجميع مستشفيات الولايات المتحدة التي تهتم بالبالغين المصابين بكورونا بلا مقابل، مع التجهيزات الأساسية لدعم تقديم بيانات دقيقة. أكثر من 160 مستشفى قدّمت بيانات عن سّجلات لأكثر من 76.000 مريض من عام 2020 حتى شهر يونيو عام 2022.

المصدر: medicalxpress.com

ترجمة: سارة يوسف

تويتر: @saratranslaator

مراجعة وتدقيق: زينب محمد