crossorigin="anonymous">
13 أغسطس , 2022
لا يملك المُصابون بمرض السكر خيارًا آخرًا، لتعويض نقص إنتاج الأنسولين من خلايا بيتا سوى حقن الأنسولين المُصنّع، وهو علاج معروف بمشاكله، بدايةً من صعوبة حقنه، وانتهاءً بالتسبب بمشاكل خطيرة في التمثيل الغذائي والقلب والأوعية الدموية على المدى الطويل. يعمل العلماء في جامعة جينيف منذ عدة سنوات على علاج بديل يعتمد على البروتين S100A9 (البروتين المرتبط بالكالسيوم). لقد قدموا الآن دليلًا على مبدأ أن هذا البروتين يمكن أن يُحسن بشكل كبير التمثيل الغذائي في نقص الأنسولين. بالإضافة إلى ذلك، من خلال فك رموز الآليات البيولوجية العاملة، اكتشفوا تأثيرًا مضادًا للالتهابات غير معروف سابقًا يمكن أن يكون مفتاحًا جيدًا لتجاوز مرض السكري.
نُشرت تلك النتائج في مجلة Nature Communications.
العلاج بالأنسولين، الذي اُحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه في عام 2021، ربما
أنقذ حياة مئات الملايين من الأشخاص الّذين يُعانون من مرض السكري من النوع الأول أو صور حادة من سكري النوع الثاني. ومع ذلك، فإنه ينطوي عليه بعض المخاطر، إذا كانت الجرعات عالية جدًا أو منخفضة جدًا، بل إنه مسؤول بشكل مباشر عن حدوث وفيات. وبالتالي، ينخفض متوسط العمر المتوقع لمرضى السكر المعتمدين على الأنسولين بمقدار 10 إلى 15 عام بالمقارنة بالأشخاص الطبيعين. وأفاد روبيرتو كوباري، الأستاذ في قسم فسيولوجيا الخلايا والتمثيل الغذائي ومنسق مركز السكري التابع لكلية الطب التابعة للمعهد، الذي أدار هذا العمل: “نقص السكر في الدم الذي يُهدد الحياة، والتأثير السلبي على التمثيل الغذائي للدهون وزيادة الكوليسترول في الدم، تُمثل بعض الآثار الجانبية للأنسولين. ولهذا السبب فإننا نتطلع إلى تطوير علاجات تكميلية أو بديلة تكون أكثر فاعلية وأقل خطورة”.
في عام 2019، حدد فريق البروفيسور كوباري بروتينًا يسمى S100A9 ينظم الجلوكوز في الدم والدهون والكيتونات (نتاج أكسدة حمضية دهنية في الكبد عندما لا يكون لدى الجسم ما يكفي من الجلوكوز للعمل) بدون الآثار الجانبية للأنسولين. صرّح جورجيو رامادوري، باحث مشارك في مختبر البروفيسور كوباري والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة: ” كان علينا أن نفهم كيف يعمل هذا البروتين بدقة، وإثبات فعاليته في النماذج الحيوانية لتطوير الدواء”.
شرع الفريق أولًا في فك رموز طريقة عمل S100A9 في الفئران المصابة بالسكري، حيث أوضحت جلوريا أورسينو، مؤلف أول للدراسة وزميل ما بعد الدكتوراه في فريق البحث: “اتضح أن هذا البروتين يعمل في الكبد، كما ينشّط مستقبل TLR4، الموجود على غشاء خلايا معينة، ولكن ليس على الخلايا الكبدية، التي هي الخلايا الوظيفية الرئيسية للكبد”. وهذه أخبار ممتازة من وجهة نظر دوائية، مما يعني أن S100A9 لا يحتاج إلى دخول خلايا الكبد للعمل ويسمح بطريقة حقن بسيطة.
في مرضى السكري، يمكن أن يتسبب نقص الأنسولين في زيادة مفاجئة في الكيتونات وتحمض الدم، وهي آلية تسمى الحماض الكيتوني السكري. هذه حالة طوارئ تهدد الحياة وتؤثر على 2-4% من الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول.
توضح جلوريا أورسينو أن تنشيط مستقبل (TLR4) في الكبد يتحكم في إنتاج الكيتونات، ولكن عملية التنشيط هذه لا تؤدي إلى الالتهاب، على الرغم أن TLR4 عادةً ما يكون سببًا للالتهابات”.
أنهى العلماء النتائج بفحص دم المرضى عند حضورهم لغرفة الإسعاف بنقص حاد في الأنسولين، حيث أوضح جورجيو رامادوري: “اُكتشفت زيادة طبيعية طفيفة ولكن غير كافية في S100A9، لذلك من المتوقع أن تؤدى كميات إضافية من S100A9 إلى تعزيز هذه الآلية التعويضية”.
عندما اُكتشِفت فكرة مزج الأدوية، ركزت الأبحاث السابقة على الأدوية التي تزيد من حساسية الأنسولين. وفي هذا الصدد، أشار روبيرتو كوباري: “هذا يؤدي إلى نفس النتائج بجرعات أقل، بينما تظل الآثار الجانبية للعلاج بالأنسولين كما هي. وهنا، نقترح استراتيجية مختلفة جذريًّا مع دواء يعمل بشكل مستقل عن الأنسولين وهذا لا يمكن أن يؤدي إلى نقص السكر في الدم ولا يعطل عملية التمثيل الغذائي للدهون”.
سيختبر العلماء أولًا عقارهم مع جرعات منخفضة من الأنسولين، ولكن لا تُستبعد إمكانية إعطاء البروتين S100A9 وحده في المستقبل، في حالات مُعينة. ولزيادة تطوير هذا العلاج، أنشأ روبيرتو كوباري وجورجيو رامادوري شركة ناشئة، دُعمت من مكتب نقل التكنولوجيا بجينيف، وفونجت، الأساس الرئيسي الداعم لتنظيم المشارييع التكنولوجية في كانتون جينيف.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: زهور نبيه
لينكد إن: zohour-kazamel
تويتر: Drzozo4
فيسبوك: 100005468641403
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً