عالم صيدلي يشرح كيف تعرف الأدوية إلى أين تذهب في الجسم

عالم صيدلي يشرح كيف تعرف الأدوية إلى أين تذهب في الجسم

29 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

زهور نبيه

دقق بواسطة:

زينب محمد

صمم بواسطة:

هاجر النظاري

النسخة الصوتية للمقال

عندما تأخذ أسبيرين للصداع، كيف يعرف الأسبيرين أنه يجب عليه التوجه إلى رأسك لتسكين الألم؟

الإجابة المختصرة هي أن الجزيئات لا تستطيع نقل نفسها عبر الجسم، ولا يمكنها التحكم في وجهتها المقصودة.

لكن يمكن للباحثين تعديل جزيئات الأدوية كيميائيًا، لتعزيز مفعولها بالمناطق المستهدفة وإيقافها بالمناطق الأخرى.

 المنتجات الصيدلانية ليست مجرد مكون نشط ذو تأثير مباشر على الجسم، وإنما تحتوي أيضًا على “مكونات أو جزيئات غير نشطة” مسؤولة عن التوازن، والامتصاص، والطعم والصفات الأخرى الحيوية المسؤولة عن إحداث الدواء لتأثيره.

على سبيل المثال، يحتوي الأسبيرين الذي تبتلعه على مكونات تمنع القرص من التكسر أثناء الشحن ومساعدته على التفكك في جسمك.

بصفتي عالم أدوية، كنت أدرس كيفية توصيل الأدوية عبر الجسم على مدار 30 عامًا، مما أدى إلى تطوير طرق وتصميم مكونات غير مخدرة تساعد في الحصول على الدواء المناسب لك.

لفهم كيفية تصميم الأدوية المختلفة بشكل أفضل، دعونا نتتبع دواء من وقت دخوله الجسم لأول مرة إلى حيث ينتهي به الأمر في النهاية.

كيف تُمتص الأدوية في الجسم؟

عندما تبتلع قرصًا، سوف يذوب في البداية في معدتك وأمعائك قبل امتصاص جزيئات الدواء في مجرى الدم.

بمجرد دخوله الدم، يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم للوصول إلى الأعضاء والأنسجة المختلفة.

تؤثر جزيئات الدواء على الجسم عن طريق الارتباط بمستقبلات مختلفة على الخلايا التي يمكن أن تؤدي إلى استجابة معينة.

ولكن هذه الأدوية مُصممة لاستهداف مستقبلات معينة لإحداث التأثير المطلوب بالمناطق المستهدفة فقط، وإيقاف دورانها في الدم لمنع وصولها إلى المواقع غير المستهدفة التي من المحتمل أن تسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها.

تتحلل جزيئات الدواء المنتشرة في الدم أيضًا بمرور الوقت وتترك الجسم في النهاية وتخرج عن طريق البول. ولنضرب مثالاً تقليديًا لتوضيح هذا الأمر، وهو الرائحة القوية الي قد يُحدثها بولك بعد تناول الهليون بسبب السرعة التي تزيل بها كليتك حمض الهليون. وبالمثل، عادةً تحتوي الفيتامينات المتعددة على الريبوفلافين أو فيتامين ب2 مما يتسبب في تحول لون البول إلى الأصفر الفاتح عند تصفيته.

ولأن مدى كفاءة جزيئات الأدوية في عبور بطانة الأمعاء يمكن أن تختلف اعتمادًا على الخصائص الكيميائية للدواء، فإن بعض الأدوية التي تبتلعها لا يتم امتصاصها ويتخلص جسمك منها عن طريق الفضلات.

لا يُمتص الدواء بالكامل، ولهذا السبب بعض الأدوية مثل تلك المستخدمة في علاج ضغط الدم والحساسية تؤخذ باستمرار لتحل محل الجزيئات التي قُضيَ عليها، والحفاظ على مستوى عالِ بما فيه الكفاية من الدواء في الدم للحفاظ على آثاره في الجسم.

وصول الدواء إلى المكان الصحيح

بالمقارنة مع الكبسولات والأقراص، فإن الطريقة الأكثر فاعلية لدخول الدواء إلى الدم هي حقنه مباشرةً في الوريد. بهذه الطريقة، ينتشر مفعول الدواء بالكامل في جميع أنحاء الجسم، لتجنب تعب المعدة.

العديد من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الوريد هي “عقاقير بيولوجية” أو “عقاقير التكنولوجيا الحيوية”، التي تشمل المواد المستمدة من الكائنات الحية الأخرى.

تعتبر الأجسام المضادة أحادية النسيلة، وهي أحد أنواع أدوية السرطان الأكثر شيوعًا للتعبير عن هذا الأمر، حيث ترتبط البروتينات بالخلايا السرطانية وتقتلها. تُحقن هذه الأدوية مباشرةً في الوريد لأن معدتك لا تستطيع التمييز بين هضم البروتين العلاجي وهضم البروتينات الموجودة في برجر الجبن.

في حالات أخرى، الأدوية التي تحتاج إلى تركيزات عالية جدًا لتكون فعالة، مثل المضادات الحيوية للعدوى الشديدة، لا يمكن دخولها إلا عن طريق الحقن.

في حين أن زيادة تركيز الأدوية يمكن أن تساعد في التأكد من ارتباط ما يكفي من الجزيئات بالمواقع الصحيحة ليكون لها تأثيرًا علاجيًا فعالاً، كما أنه يزيد ارتباط المواقع غير المستهدفة وخطر الآثار الجانبية. تتمثل إحدى طرق الحصول على تركيز مرتفع للأدوية في الموقع الصحيح في تطبيق الدواء عند الحاجة إليه، مثل وضع مرهم على طفح جلدي أو استخدام قطرات العين للحساسية. في حين أن بعض جزيئات الأدوية تُمتص في نهاية المطاف في مجرى الدم، إلا أنه سيتم تخفيفها بما يكفي لتجنب آثارها الجانبية بالمناطق الأخرى بالجسم.

وبالمثل، يقوم جهاز الاستنشاق بتوصيل الدواء مباشرةً إلى الرئتين ويتجنب التأثير على باقي الجسم.

التزام المريض

وأخيرًا، يعتبر أحد الجوانب الرئيسية في جميع تصميمات الأدوية هو جعل المرضى يتناولون الأدوية بكميات مناسبة في الوقت المناسب.

ولأن تذكر تناول الدواء عدة مرات في اليوم أمر صعب لكثير من الناس، يحاول الباحثون تصميم تركيبات الأدوية بحيث يجب تناولها مرة واحدة في اليوم أو أقل.

وبالمثل، فإن الحبوب أو أجهزة الاستنشاق أو بخاخات الأنف أكثر سهولة من ذهابك إلى عيادة طبيب لحقنه في ذراعك.

كلما كان الحصول على الدواء أقل إزعاجًا وتكلفة، زاد احتمال أن يأخذ المرضى أدويتهم عندما يحتاجون إليها.

ولكن في بعض الأحيان يكون الحقن هو الطريقة الفعالة الوحيدة لبعض الأدوية.

وعلى الرغم من كل جهود العلماء المبذولة لفهم طبيعة المرض لتطوير دواء مناسب أكثر فعالية، إلا أن الأمر يعتمد على المريض بشكل كبير لتسير الأمور كما هو مخطط لها.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: زهور نبيه قزامل

لينكد إن: zohour-kazamel

تويتر: Drzozo4

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

تعليق صوتي: هاجر النظاري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!