ثلاث طرق لاقتناص الصدفة التي تمر أمامنا

ثلاث طرق لاقتناص الصدفة التي تمر أمامنا

8 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

فجر غانم

دقق بواسطة:

زينب محمد

استعد لما هو غير متوقع وحدد العقبات التي منعتك من المضي قدمًا.

النقاط الأساسية

  • لقد طوّر العديد من القادة الدوليين قدرة غالبًا ما تشكلت دون وعي لتحويل الأحداث غير المتوقعة إلى عواقب إيجابية.
  • الفرصة أو الحظ الجيد تتعلق برؤية العقبات كجسور تساعدهم للوصول إلى وجهتهم وتجعلهم أقوى وأكثر حكمة، بينما يرى الآخرون العقبات كالشتائم أو العبء الذي يجعلهم ضعفاء وعاجزين.
  • هناك ثلاث قيود ذاتية تحد من جلب الحظ السعيد لحياتك.
  • عندما نكون قادرين على التغلب على هذه القيود يمكن أن تتحول الأحداث غير المتوقعة من تهديد إلى حليف، لتصبح مصدرًا للفرص.

“رد فعلك على ما هو غير متوقع يحدد من أنت”.

هوبرت جولي (Hubert July)، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Best Buy

اليقين راحة. في بيئة سريعة التغير، إن معرفة مكان وجهتك ووجود استراتيجية يمنحك راحة البال. ومع ذلك، هناك عامل آخر يصنع تغيير كبير بشكل مستمر في حياتنا ويحدد مصائرنا في كثير من الأحيان، الأحداث غير المتوقعة وكيفية استجابتنا لما هو غير متوقع هو انعكاس حقيقي لمن نحن.

إحدى النتائج المتكررة في بحثي حول ما يجعل الناس والمنظمات مستعدين للمستقبل هي: لقد طور العديد من قادة العالم قدرة لاواعية لتحويل الظروف غير المتوقعة إلى نتائج إيجابية. هذه “عقلية الصدفة” هي مهارة يمكنك تطويرها وتعزيزها بنفسك.

كل يوم أنت بلا شك تولي اهتمامًا لما هو غير متوقع، غير أنه غالبًا فقط آلية دفاع. فمثلًا، إذا كنت تعبر شارعًا مزدحمًا، فأنك تشاهد سيارة قد تتجاوز الإشارة الحمراء. هذه “اليقظة” لما هو غير متوقع يكمن في صميم فهم علم “الحظ السعيد” والصدفة.

هل تتردد بانتهاز الصدف السارة في حياتك؟

الصدفة هي عامل دافع في الاكتشافات العلمية الهامة، ولكنها موجودة أيضًا في حياتنا اليومية. من الشائع لدينا إيجاد حبنا الحقيقي، أو إيجاد شريك مؤسس، أو وظيفة نحلم بها، أو الحصول على فكرة مشروع ناجح أو شركاء أعمال بمحض الصدفة.

يساء فهم الصدفة في بعض الأحيان على أنها ضربة حظ عشوائية تحدث لك (أو لغيرك)، ولكنها في الواقع هي أحداث مترابطة ببعضها البعض. ينطوي الحظ السعيد على رؤية الفرص كجسور للعبور للنجاح فيتصرفون بناءً عليها، بينما يراها الآخرون كثغرات وعوائق.

لقد ناقشت العديد من التكتيكات اليومية لانتهاز الصدف في حياتنا. ومع ذلك، هناك قيود مفروضة ذاتيًا تمنعنا من الحصول على المزيد من “الحظ السعيد”.  يتعلق هذا بتقليل الحواجز المادية أو الاجتماعية مثل الجداول الزمنية المزدحمة والاجتماعات التي لا طائل منها والروتين اليومي غير الفعال الذي يسلبنا الوقت والفضول والبهجة. والأهم من كل ذلك، كسر الحواجز العقلية. إذ غالبًا ما تتجاهل العقول غير المستعدة اللقاءات الغريبة فتفوت إمكانية الصدفة السارة.

ثلاثة قيود رئيسية ذاتية يمكن أن تمنعنا من جذب “الحظ السعيد” لحياتنا.

1. هل تقلل من احتمالية النتيجة الايجابية غير المتوقعة؟

من الطبيعي التقليل من شأن ما هو غير متوقع، لكن القيام بذلك يقضي على احتمالية الصدفة. في يوم عرضك التقديمي المهم، من غير المحتمل أن يتعطل تطبيق Zoom، ومن غير المحتمل أن يصاب الشخص المكلف بمراجعة عرضك التقديمي بالمرض، ومن المرجح ألا تسكب القهوة على اللابتوب الخاص بك قبل العرض. ومع ذلك، عندما تُضاف كل هذه الأحداث النادرة معًا، يصبح من المحتمل نسبيًا أن يحدث شيء غير متوقع. لذا عادةً ما يكون لدى مقدمي العروض ذوي الخبرة نكتة جاهزة عندما يحدث خطأ ما، لأنهم يدركون أنه يحدث ذلك بشكل شائع. من خلال القيام بذلك، يمكنهم كسب الجمهور.

ينطبق نفس المنطق على كل الأشياء الجميلة التي يمكن أن تحدث خلال النهار. لا نستطيع تقبل الأحداث غير المتوقعة ما لم نعترف بأنها تحدث بشكل متكرر. فعلى سبيل المثال، تجربة بريطانية شارك فيها شخصان: أحدهما اعتبر نفسه «محظوظًا» والآخر «سيء الحظ». أصدر الباحثون تعليمات لكلا الموضوعين بالذهاب بشكل مستقل إلى مقهى قاموا بإعداد أموال أمامه، وكان رجل أعمال بارع بالداخل جالسًا على طاولة قريبة من المنضدة. رأى الشخص «المحظوظ» المال وسرقه عندما اقترب منه. ذهب إلى الداخل، واشترى قهوة وجلس بجانب الرجل وبدأ بالدردشة معه.

بدلًا من رؤية المال أو إشراك رجل الأعمال في المناقشة، اختار «الشخص غير المحظوظ» التزام الصمت. ناقش الباحثون أيام كلا الشخصين في وقت لاحق. ادّعى «الشخص المحظوظ» أنه قضى يومًا رائعًا لأنه وجد المال في الشارع وكسب صديقًا جديدًا يمكنه توفير المزيد من الفرص له. من ناحية أخرى، كان اليوم غير ملحوظ في نظر «الشخص سيء الحظ ». نتيجة لذلك، على الرغم من أن كلا المشاركين تلقيا الإمكانيات المتطابقة (غير المتوقعة)، إلا أن واحدًا منهما فقط تمكن من استخدامها.

2. هل تمحو الأحداث المصادفة من حياتك؟

كثيرا ما نتصرف كما لو أن الأحداث الماضية حدثت بطريقة خطية في حين أن الواقع على الأرجح اتبع مسارًا متعرجًا عندما نختلق قصصًا عنها. قد يجعل هذا الأحداث تبدو أكثر قابلية للتنبؤ مما كانت عليه في الواقع، مما يشوه الواقع ( تحيز الإدراك المتأخر). نحن نختلق حكايات تشرح بدقة كل شيء مع استبعاد الصدفة. هذا ما يسمى “ما بعد الترشيد”، وهو ميل بشري طبيعي يتماشى مع حاجتنا كبشر للسيطرة على الانحرافات والسعي للحصول على الألفة في غير المألوف. مع ذلك، من خلال حذف العديد من الأحداث غير المتوقعة من قصصك، فأنك تفشل في تقدير أهمية ما لا يمكن التنبؤ به، وبالتالي تخسر الدور المهم الذي قد تلعبه الفرصة في مستقبلك. حاول طرح سؤال، «ما الذي صدمك هذا الأسبوع؟» على نفسك والآخرين. أنت لا تعرف أبدًا ما قد ينتج عن تلك التجارب أو كيف يمكن أن تغير الطريقة التي ترى بها نفسك في المستقبل.

3. هل أنت مستقر وظيفيًا؟

عندما نستخدم أداة في حياتنا اليومية، غالبًا ما نكون معتادين على دورها المتخصص لدرجة أننا غير قادرين على تقدير فائدتها في إعدادات أخرى، أو أن ندرك أنه من الممكن أن تكون الأدوات الأخرى أكثر فعالية (الثبات الوظيفي). عندما نحتاج إلى مسمار في الحائط، يمكنك البحث عن مطرقة بدلًا من البحث عن أي جسم ثقيل قد يساعدك في ذلك.

على سبيل المقارنة، أظهرت الدراسات أن الأشخاص ذوي الخبرة في تقنيات معينة لحل المشكلات نادرًا ما يكتسبون تقنيات أبسط، حتى عندما يكون القيام بذلك مفيدًا. بعبارة أخرى، نختار في كثير من الأحيان “الطريق الصعب” لمجرد أننا على دراية به. لكن القدرة على التفكير بسرعة وإبداع والتعرف على التطبيقات الجديدة للأداة هي شروط مسبقة ضرورية ليحالفكم الحظ السعيد.

فكر في شخصيات مثل لارا كروفت Lara Croft  أو جيمس بوند James Bond، الذين لديهم القدرة على تحويل الأشياء الشائعة إلى أسلحة فتاكة. بسبب إبداعهم وتفردهم، فضلًا عن حقيقة أنه من غير المحتمل إلى حد كبير أن نتوصل إلى نفس الإجابة في ظروفهم، يواصل هؤلاء الأشخاص لفت انتباهنا. عندما تدفع حدود الآليات الجسدية والعقلية التي اعتدت على استخدامها وتمنح نفسك الإذن بالتفكير والعمل بطرق جديدة، فإن إبداعك الخاص سوف يزدهر.

عندما نتغلب على هذه القيود الذاتية الثلاثة يمكن أن يتحول ما هو غير متوقع من تهديد إلى مصدر للفرص والبهجة، كما نبدأ بتصميم الصدف.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: فجر غانم

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!