أفضل طريقة للحد من سوء معاملة الأطفال

أفضل طريقة للحد من سوء معاملة الأطفال

12 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

رهف الشهراني

دقق بواسطة:

سارة محمد

خلصت الدراسة إلى أن البرنامج أدى إلى انخفاض بنسبة 17٪ من استخدام دور الرعاية البديلة

لقد توصلت دراسة وطنية، تعتبر الأولى من نوعها، إلى أن برنامجًا خاصًا تم اعتماده في العديد من الولايات لمساعدة بعض العائلات المعرضة لخطر إساءة معاملة الأطفال قد أثبت نجاحه بشكل مدهش. فقد قارنت الدراسة بين الولايات التي لديها برامج استجابة تفاضلية والولايات الأخرى التي ليس لديها برامج استجابة تفاضلية، والنتيجة كانت أن الولايات ذات الاستجابة التفاضلية حققت نسبة أقل بمعدل 19% من التقارير المؤكدة عن تعنيف الأطفال، ونسبة أقل بمعدل 25% من تقارير الإهمال، بالإضافة إلى انها أدت إلى انخفاض في استخدام دور التبني ورعاية الأطفال بنسبة 17%.

كما قالت ميشيل جونسون موتوياما، المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المشاركة في العمل الاجتماعي في جامعة ولاية أوهايو إن نجاح برامج الاستجابة التفاضلية في تقليل عدد الأطفال الذين يتم إرسالهم لدور الرعاية أمرٌ في غاية الأهمية. وأضافت قائلةً: “في بعض الحالات الخاصة يتوجب علينا وضع الطفل في دار الرعاية لحمايته من الأذى، لكن لهذا ردود فعل سلبية على الطفل نفسه من ناحية المجتمع ومن الناحية النفسية، وقد وجدنا أن بعض الولايات أبدعت في إيجاد طرق للحفاظ على تماسك العائلات، كما أن برامج الاستجابة التفاضلية وفرت للعوائل الموارد اللازمة لمنع تدّخل دور الرعاية”.

وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة إساءة معاملة الطفل ( Child Maltreatment).

وقالت جونسن: “إذا علمت وكالة خدمات حماية الطفل التابعة للولاية بوجود طفل معنف، فإنها تبدأ بعمل التحقيقات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحمايته”. لقد تم تطوير برنامج الاستجابة التفاضلية ليكون مسار بديل للعاملين في خدمات حماية الطفل من أجل مساعدتهم في حالة وجود عائلة مشتبه بها في تعنيف الأطفال. وقالت جونسن: “هذه العائلات لديها فرصة لتلقي الخدمات التطوعية وتلقي المساعدة من خلال إحالتهم إلى وكالات المجتمع التي قد تكون قادرة على تقديم المساعدة وقد تكون هذه المساعدة في شكل روابط للمنظمات التي تساعد في توفير السكن، والطعام، وتعليم مهارات الأبوة والأمومة، وما إلى ذلك”.

عندما بدأ الباحثون في هذا العمل لم يكن هدفهم الرئيسي هو برامج الاستجابة التفاضلية، بل كان تركيزهم على تحليل تأثير سياسات شبكة الأمان الاجتماعي في الولايات المتحدة على منع إساءة معاملة الأطفال، وعندما أخذوا برامج الاستجابة التفاضلية في الحسبان أثناء تحليلهم لبياناتهم ظهر تأثير البرامج وقالت جونسون: “ما أثار دهشتنا هو أن هذه البرامج ظهرت كعوامل حماية مهمة للأطفال في جميع تحليلاتنا، لذلك قررنا أنه يجب علينا إلقاء نظرة فاحصة”.

قام الباحثون بتحليل البيانات من النظام الوطني لبيانات إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم من عام 2004 إلى عام 2017. وقد استخدموا الاختلافات في الوقت الذي طبقت فيه الولايات برامج الاستجابة التفاضلية لمقارنة التقارير الموثقة عن سوء المعاملة والإهمال وأماكن الرعاية بالتبني في الولايات في حالة تطبيق برامج الاستجابة التفاضلية وعدم تطبيقها. خلال فترة الدراسة قامت 24 ولاية ومقاطعة كولومبيا باستخدام برامج الاستجابة التفاضلية، وأظهرت النتائج الإيجابية المتعلقة بنجاح برامج الاستجابة التفاضلية حتى بعد أن أخذ الباحثون في الحسبان مجموعة واسعة من العوامل الأخرى التي يمكن أن تكون ذات صلة، بما في ذلك الدول التي تستخدم برامج الاستجابة لديها أيضًا برامج شبكات الأمان الاجتماعي الأكثر وفرة.

قالت جونسون: “إن البيانات لم تسمح للباحثين بتحديد سبب نجاح برامج الاستجابة التفاضلية بالضبط. لكن لديهم بعض الأفكار حول ما يمكن أن يحدث مستقبلاً، وأن معظم الأطفال التى تتعامل معهم وكالة خدمات حماية الطفل فقراء وقد يواجهون مشاكل في السكن والغذاء ورعاية الأطفال والصحة العقلية، من بين أمور أخرى”.

 نرى في المسار التقليدي أن العائلات قد تتلقى أوامر من المحكمة للمشاركة في خدمات اجتماعية مختلفة، إذا كانوا يريدون إبقاء أطفالهم خارج دور الرعاية. النية في أوامر المحكمة سليمة، لكن قد تؤدي هذه الأوامر في بعض الأحيان إلى فشل العائلات، لأنه قد لا يكون من الممكن استكمالها في الجداول الزمنية لنظام رعاية الطفل نظرًا لمحدودية موارد الأسرة. وهذا سوف يتسبب بخسارة الأهل لطفلهم، لعدم تمكنهم من الالتزام بأوامر المحكمة.

وذكرت جونسون موتوياما: “عادةً يتم إعداد هذه الخدمات لتناسب احتياجات الأسرة. وهذا يتناقض مع الخدمات التي تأمر بها المحكمة، والتي قد تتلاءم مع الجميع حسب قانون الولاية”.

في المقابل، نرى في المسار البديل مع برامج الاستجابة التفاضلية أن موظفي خدمة حماية الطفل يعملون يدًا بيد مع العائلات لتطوير خطط تساعدهم على تلبية احتياجاتهم والحفاظ على أطفالهم. وقالت جونسن: “إن النتائج تظهر أن الاستجابة التفاضلية تستحق المزيد من التحقيق، حيث تفكر الدول في طرقٍ للحد من تدخل دور الرعاية بالتبني”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: رهف ظافر الشهراني

مراجعة وتدقيق: سارة محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!