تظهر الجسيمات النانوية المطورة حديثًا إمكانية تحديد موقع آفات بطانة الرحم وإزالتها

تظهر الجسيمات النانوية المطورة حديثًا إمكانية تحديد موقع آفات بطانة الرحم وإزالتها

10 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

نورهان مصطفى

لقد طور العلماء تقنية نانو جديدة لتحديد مكان وإزالة الأضرار المؤلمة والخطيرة المصاحبة لانتباذ بطانة الرحم، وهو مرض نسائي شائع لدى النساء في سن الإنجاب.

كان البحث بقيادة (أوليه ترتولا) بكلية الصيدلة بجامعة ولاية أوريغون و(اوفي سلايدين) بمركز أوريغون الوطني الرئيسي للأبحاث في جامعة أوريغون للصحة والعلوم. تضمن البحث دراسة جسيمات نانوية مغناطيسية، وهي قطع دقيقة من المادة بمقدار جزء من مليار جزء من المتر.

وتُظهر دراسة النموذج الحيواني التي نُشرت في مجلة سمول (small) أن جسيمات أكسيد الحديد النانوية التي حُقنت في الوريد تعمل كمادة تباين، حيث تتراكم في الآفات، مما يسهل رؤيتها من خلال التصوير المتقدم مثل التصوير بالرنين المغناطيسي.

وعند التعرض لمجال مغناطيسي متناوب، وهو إجراء غير جراحي، ترتفع درجة حرارة الجسيمات النانوية إلى أكثر من 120 درجة فهرنهايت، وهي عالية كفاية لإزالة الاّفة عن طريق الحرارة.

وقال (ترتولا): “يعتبر الانتباذ البطاني الرحمي مرض منهك وجهازي، والحاجة إلى طريقة فعالة وغير جراحية لإزالة الاّفات حاجة ملحة”. وأضاف: “لقد اخترعنا جسيمات نانوية مستهدفة ذات قدرات تسخين غير عادية تمكن من استخدام ارتفاع الحرارة المغناطيسي من أجل القضاء الآمن والفعال على آفات الانتباذ البطاني الرحمي”.

وبطانة الرحم هي الطبقة الداخلية للرحم، ويحدث الانتباذ البطاني الرحمي عندما تشكل الأنسجة الشبيهة لبطانة الرحم، آفات خارج تجويف الرحم والتي تشمل عادةً المبايض وقناتي فالوب والأنسجة المبطنة للحوض. وفي حالات نادرة يمكن أن تنتشر أنسجة بطانة الرحم خارج منطقة الحوض.

وتبعًا لمنظمة الصحة العالمية، تصاب حوالي 10% من النساء في سن الإنجاب بالانتباذ البطاني الرحمي، ويعاني 35% إلى 50% من النساء المصابات بألم الحوض و/أو العقم من هذا المرض، وعلى الصعيد العالمي يؤثر الانتباذ البطاني الرحمي على حوالي 190 مليون امرأة.

ولا يوجد علاج للانتباذ البطاني الرحمي، على الرغم من أن الإزالة الجراحية للآفات يمكن أن تحسن الخصوبة، لكن مع ذلك، فإن الجانب السلبي هو أن الآفات تعود أغلب الأوقات، وأن أكثر من ربع مرضى جراحة الانتباذ البطاني الرحمي يحتاجون إلى ثلاث عمليات أو أكثر لأنه من الصعب العثور على جميع الأنسجة المريضة التي يجب إزالتها.

وقد قالت (أولينا ترتولا) بكلية الصيدلة والتي تعاونت أيضًا في الدراسة إن “الانتباذ البطاني الرحمي هو حالة غير خبيثة، ولكن تخترق الاّفات الأعضاء في بعض الأحيان مما يؤدي إلى حالة تهدد الحياة”، وأضافت: “تؤدي علاجات الألم إلى العقم، وغالبًا ما يسعى المرضى الذين يأملون لتحسين الخصوبة إلى الإزالة الجراحية للاآفات، ولكن لسوء الحظ فإن معدل التكرار ليس مرتفعًا فحسب، بل إن المضاعفات المرتبطة بالجراحة تزيد من المخاطر الإجمالية”.

وقالت إن ارتفاع الحرارة المغناطيسي لم يكن يعتبر من قبل وسيلة محتملة لاستئصال آفات الانتباذ البطاني الرحمي، لأن الجسيمات النانوية المغناطيسية الأخرى تتمتع بكفاءة تسخين منخفضة نسبيًا، ويمكن أن تصبح الجسيمات النانوية ساخنة بدرجة كافية فقط بعد حقنها مباشرةً في الأنسجة المريضة، وهو ليس نهجًا واقعيًا للانتباذ البطاني الرحمي.

 التعاون الذي شمل أيضًا (يونغرونغ بارك) في كلية الصيدلة، و(أبراهام موسى)، و(بيتر دو)، و(عنانية ديميسي) الذين تغلبوا على هذه المشكلة من خلال تطوير جسيمات نانوية سداسية الشكل لها أكثر من ستة أضعاف كفاءة التسخين للجسيمات النانوية الكروية التقليدية عند تعرضها لمجال مغناطيسي متناوب. 

قال العلماء إن تعديل الجسيمات النانوية بببتيد -أحماض أمينية متعددة مرتبطة في سلسلة- تستهدف مستقبلًا خلويًا وفيرًا في خلايا الانتباذ البطاني الرحمي عزز قدرتها على التراكم في آفات بطانة الرحم، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران التي تحتوي على أنسجة بطانة الرحم المزروعة من قرود المكاك قدرة الجسيمات النانوية على القضاء على الخلايا المريضة بعد جلسة واحدة من ارتفاع الحرارة المغناطيسي.

وقال (أوليه تاراتولا): “علاوةً على ذلك، بالتعاون مع (خشايار فرساد) من معهد دوتر للأشعة التداخلي التابع لجامعة أوريغون للصحة والعلوم (OHSU)، أظهرنا كفاءة نفس الجسيمات النانوية كعامل تباين بالرنين المغناطيس، ويمكن أن تساعد هذه الميزة الجسيمات النانوية في تشخيص الآفات البطانية الرحمية عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي قبل تعرضها للمجال المغناطيسي الخارجي المتناوب”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: نورهان مصطفى حسب الله

 مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!