يتعرف العلماء على “جندي” جديد محتمل للعلاج المناعي للسرطان

يتعرف العلماء على “جندي” جديد محتمل للعلاج المناعي للسرطان

24 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

أحمد صلاح

دقق بواسطة:

زينب محمد

على الرغم من نجاح العلاج المناعي في مساعدة العديد من المرضى المصابين بالسرطان، ستبقى الأغلبية منهم غير مستجيبة لذلك العلاج. لذلك، هناك احتياج للبحث المستمر.

في 20 أبريل 2022، أبلغ الباحثون في معهد سلون كيترنج لمجلة Nature أنهم اكتشفوا حديثًا خلية مناعية جديدة “جندي” قد تكون هدف مناسب للعلاج المناعي، باعثة الأمل في إمكانية تقليص الفجوة بين المرضى الذين يستجيبوا للعلاج والذين لا يستجيبوا.

تختلف الخلايا الجديدة، التي أطلق عليها العلماء الخلايا التائية القاتلة شبيهة الخلايا الطبيعية، بشكل ملحوظ عن الهدف المعروف للعديد من العلاجات المناعية — الخلايا التائية السامة والمعروفة أيضًا بالقاتلة. الاختلاف الأول، لا تُستنفَد بسبب التعرض للعدوى بشكل مستمر كما تفعل الخلايا التائية. والاختلاف الثاني، يمكنها اختراق الأنسجة بعمق أكبر حيث يختفي الورم. لذلك، تجعلهم تلك الخصائص الفريدة من نوعها هدفًا مميزًا للعلاج المناعي.

يقول مينج لي، عالم مناعة بمعهد سلون كيترنج والباحث الرئيس للدراسة الجديدة، “نعتقد أن الخلايا التائية القاتلة شبيهة الخلايا الطبيعية يمكن استهدافها أو تعديلها وراثيًا لعلاج السرطان. وقد تكون أفضل في الوصول للأورام الصلبة والقضاء عليها من الخلايا التائية المعتادة”.

تحديد ما يميز تلك الخلايا

أبلغ فريق الدكتور لي أول مرة بوجود ذلك النوع من الخلايا الاستثنائي في عام 2016. وفي ذلك الوقت، كان من الواضح لهم أن تلك الخلايا لديها القوة للقضاء على الخلايا السرطانية، لكن لم يعرفوا سوى القليل عن مكان نشأتها أو آلية عملها.

من أجل هذه الدراسة الجديدة، استخدم الدكتور لي وزملائه تقنيات متعددة، مثل تحليل الخلية المفردة، وتقنية كريسبر لتعديل الجينات، للتعرف على أي خصائص إضافية لتلك الخلايا.

واكتشفوا عدة اكتشافات مذهلة. أولهم، لا تصنع الخلايا الجديدة جزيء نقاط التفتيش المناعي PD-1، ولذلك، لا تبدو أنها مستنفدة كما تفعل الخلايا التائية القاتلة المعتادة. وهذه خاصية مميزة في العلاج المحتمل بالخلايا المناعية.

تبدو تلك الخلايا أيضًا أنها تتعرف على دلالات، أو مستضدات مختلفة على سطح الخلايا السرطانية. وبينما تتعرف الخلايا التائية القاتلة المعتادة على مستضدات خاصة متحورة تسمى بالمستضدات الجديدة، فالخلايا التائية الجديدة تتعرف أكثر على مدى واسع من المستضدات غير المتحورة (الطبيعية).

تلك الخلايا لا تعتمد أيضًا على الخلايا المقدمة للمستضد، مثل الخلايا التغصينة، لجذب انتباهم لوجود مستضدات تبدو خطرة. وبهذه الطريقة، تلك الخلايا تتصرف بمثابة خلايا مناعية طبيعية التي دائمًا معدة ومجهزة للهجوم.

وآخرهم، على النقيض من الخلايا التائية المعتادة، لا تنتشر عبر الدم والسائل الليمفاوي لتتوقف في العقد الليمفاوية. والأحرى، تبدو أنها تتوجه مباشرة إلى الأنسجة عبر الجسم، حيث تبحث عن الضرر.

كل هذا يجعلها ذات اهتمام بالغ كهدف للعلاج المناعي، كما يقول الدكتور لي.

مصير استثنائي يتجنب المناعة الذاتية ويُحجِّم السرطان

حقيقة أن الخلايا التائية الجديدة تتعرف على المستضدات غير المتحورة في الجسم تثير تساؤلاً حول لغز عدم تسبب تلك الخلايا المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأجزاء السليمة في الجسم. ويقول الدكتور لي، ذلك بسبب أنها أعيدت برمجتها أثناء تطورها.

الطبيعي أن الخلايا التائية النامية، التي تتفاعل بقوة مع المستضدات الطبيعية، يُقضى عليها مسبقًا من الجسم لمنع أي تفاعلات مناعية ذاتية. لكن تلك الخلايا التائية الجديدة تفلت من هذا المصير. وعلى العكس، يقل نشاط مستقبلاتها، مما يجعل تلك الخلايا غير ضارة للخلايا السليمة في الجسم.

وفي نفس الوقت، تصبح أكثر حساسية تجاه جزيء يسمى IL-15 أو انترلوكين-15، الذي تطلقه العديد من الخلايا السرطانية ويُتعرّف عليه كإشارة تسمى alarmin، وهي إشارة تنبيه دفاعية تحث الجهاز المناعي على وضعية الهجوم. واكتشف الفريق أنه إذا أزالوا الانترلوكين- 15 من الخلايا السرطانية، فذلك يلغي الحماية التي توفرها الخلايا التائية الجديدة ويزداد حجم الورم.

ولأن (IL-15) لا تنتجه الأنسجة السليمة بكثرة، فلن تتحرك الخلايا التائية الجديدة للهجوم هناك، ولذلك لن تسبب أي ضرر غير مرغوب به.

أجرى فريق الدكتور لي معظم تجاربه على الفئران، لكنهم أكدوا أن الخلايا التائية الجديدة موجودة في الأورام البشرية، منها أورام سرطان القولون في المرضى المصابين في معهد سلون كيترنج. وهم متحمسون لاحتمالية العمل مع الأطباء بالمعهد لنقل تلك الاكتشافات من المعمل إلى العيادة، حيث يستطيعون مساعدة المرضى في نهاية المطاف.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: أحمد صلاح

تويتر: ApothekerAhmed

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!