نمط الاكتئاب الموسمي يتأثر بالموقع والتغيرات اليومية في ضوء الشمس أكثر من تأثره بالتغيرات الموسمية

نمط الاكتئاب الموسمي يتأثر بالموقع والتغيرات اليومية في ضوء الشمس أكثر من تأثره بالتغيرات الموسمية

21 مارس , 2022

ترجم بواسطة:

دعاء الحسيني

دقق بواسطة:

زينب محمد

في ناشفيل، أقصر يوم في السنة به 9 ساعات و 41 دقيقة من ضوء الشمس، بينما أطول يوم في السنة به 14 ساعة و 37 دقيقة، هذه الساعات الخمس الإضافية لها تأثير عميق على إيقاع الساعة البيولوجية والعادات اليومية والمزاج، وخصوصًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب اكتئابي شديد بنمط موسمي.

اضطراب ثنائي القطب وعلاقته بالتغيرات الموسمية

في بحثٍ جديد أجرته ساندرا روزنتال، أستاذة الكيمياء والصيدلة والهندسة الكيميائية والهندسة الجزيئية الحيوية، يشير إلى أن معدل التغير في الإشعاع الشمسي (كمية أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض خلال فترة زمنية محددة في مكان معين) له تأثير على الاضطرابات الاكتئابية أكبر من تأثير التغيرات الموسمية الروتينية في ضوء الشمس.

البحث شخصي بالنسبة إلى روزنتال التي لديها خبرة في التغيرات الموسمية من خلال أعراض اضطراب ثنائي القطب المصابة به، تقول روزنتال: “في الأسبوع الثالث من أغسطس، دائمًا ما أذهب إلى الطبيب لأنني أشعر بالمرض وكأنني مصابة بالحمى الغدية، بمجرد أن بدأت الاهتمام بهذه التواريخ المحددة، وبعد محادثة تثقيفية مع الخبيرة في اضطراب ثنائي القطب كاي جاميسون، أدركت مدى شيوع هذا النمط الموسمي”.

ما كان أقل وضوحًا في الأبحاث السابقة هو كيفية تحديد موسمية اضطراب ثنائي القطب، باستخدام موارد من جامعة Immersion Vanderbilt، بدأت روزنتال ومتعاونون في فحص بيانات وكالة ناسا عن الإشعاع الشمسي لمناطق محددة، مع التركيز على تغيره من شهر إلى آخر بدلاً من التركيز على الكمية المطلقة له.

اضطراب ثنائي القطب والإشعاع الشمسي

تميل معدلات التغير اليومية إلى الازدياد بشكل كبير، وتصل إلى ذروتها في الاعتدال الربيعي والخريفي، وتكون ثابتة إلى حدٍ ما في الانقلابات الصيفية والشتوية، أكدت الأبحاث السابقة وجود علاقة بين الإصابة باضطراب ثنائي القطب والوقت من العام، وخصوصًا بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بعيدًا عن خط الاستواء، وبالتالي يعانون من اختلاف كبير في الإشعاع الشمسي على مدار العام.

من خلال التركيز على مناطق تبلغ مساحتها 11 ميلاً مربعًا، أي نصف مساحة جزيرة مانهاتن، تمكّن الفريق من تحديد الشهر الذي شهد أعلى معدل تغير في الإشعاع الشمسي في 51 موقعًا عبر نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، كان استخدام المساحات الصغيرة أمرًا مهمًا للبحث، لأنه حتى المدن الموجودة على نفس خط العرض يمكن أن يكون لها مستويات مختلفة جدًا من الإشعاع الشمسي في نفس الوقت من العام مثل: مدينة أوسلو في النرويج وهلسنكي في فنلندا، يمكن أن تؤثر عوامل مثل: الغطاء السحابي ومستويات الرطوبة، ومستوى ملوثات الغلاف الجوي، وارتفاع الشمس، وحتى الكوارث الطبيعية كحرائق الغابات والانفجارات البركانية على مقدار الإشعاع الشمسي الذي يصل فعليًا إلى الأرض.

دور الدماغ في أعراض اضطراب ثنائي القطب

توقعت روزنتال وزملاؤها من البيانات وجود صلة بين نواة الدماغ فوق التصالبية وأعراض اضطراب ثنائي القطب، تعمل النواة كمستشعر للتغيرات الموسمية في ضوء النهار، وأيضًا كمنظم لإفراز الميلاتونين من الغدة الصنوبرية، تناقش روزنتال وزملاؤها أن تلك النواة تلعب دورًا  في قياس معدل تغير الإشعاع الشمسي على وجه التحديد، والذي يؤثر على مسارات المصب المتعلقة باضطراب ثنائي القطب.

بناءً على الأبحاث السابقة عن اضطراب ثنائي القطب، فإن النمط الموسمي المتعلق بالتغيرات في ضوء الشمس ليس مفاجئًا تمامًا، يعاني العديد من المصابين باضطراب ثنائي القطب من اضطرابات في دورة النوم والاستيقاظ، وتغير إفراز الميلاتونين، واضطرابات في استجابتهم للضغط النفسي لارتباطه بإيقاع الساعة البيولوجية، حتى العلاج الشائع من الليثيوم للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يشير إلى وجود صلة بإيقاع الساعة البيولوجية، لأن الليثيوم معروف بتأثيره على جينات الساعة الأساسية.

احتمالات مبشرة لمرضى اضطراب ثنائي القطب

تقول روزنتال أن مقدمي الرعاية الصحية يجب أن يبدأوا في دراسة العلاقة بين أعراض اضطراب ثنائي القطب وبيانات الإشعاع الشمسي لموقع معين، بدلاً من دراسة الموسم فقط، تجعلنا مدن، مثل لوس أنجلوس، نؤكد على أهمية ذلك لأن إشعاعها الشمسي يزداد بشكل متناقض في شهر أكتوبر حيث تدفع رياح سانتا آنا طبقة السحب البحرية إلى البحر.

في حين أن هناك تباينًا مؤكدًا في التأثيرات الموسمية على اضطراب ثنائي القطب بين المصابين، يمكن أن تمكنهم النتائج الجديدة من تتبع أعراضهم على مدار العام والبحث عما يدل على تأثير ضوء الشمس، تقول روزنتال: “إن التعرف على أنماط الأعراض وارتباطها بالتغيرات السنوية للإشعاع الشمسي قد يعزز الإدارة الذاتية ويزيل وصمة المرض، نأمل أن تكون هذه المعلومات مفيدة في التعليم والإدارة الذاتية للعديد من مرضى اضطراب ثنائي القطب”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: دعاء الحسيني

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!