المرضى الذين يقومون بزرع الكلى هم أكثر عرضة للبكتيريا الشائعة غير المؤذية عادةً

المرضى الذين يقومون بزرع الكلى هم أكثر عرضة للبكتيريا الشائعة غير المؤذية عادةً

18 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

أسماء حمادة

دقق بواسطة:

زينب محمد

صمم بواسطة:

صفاء عبده

الملخص الصوتي للمقال

يقول المحققون أنها بكتيريا موجودة بشكل شائع في التربة والماء ونادراً ما تسبب المرض، ولكن أظهر بحث قومي جديد لعدوى النوكارديا في الأشخاص الذين أجرى لهم عملية زراعة كلى أنه عند إصابتهم بهذه العدوى فإنها تسبب التهاباً رئوياً وخرّاجاً في الدماغ وهما الأكثر شيوعاً، ويذكِّروا أطبائهم باستمرارية البحث عنها.

وتقول د. ستيفاني ل. بير، طبيبة الأمراض المعدية في كلية الطب بجورجيا ورئيسة مكافحة العدوى والأوبئة في مركز تشارلي نوروود الطبي في أوغستا، “إن النوكارديا تسمى بالعنصر الانتهازي، لأنها لا تسبب العدوى لمعظمنا، ولكن الأكثر عرضة للإصابة هم الذين يعانون من ضعف المناعة، مثل: المرضى الذين أَجروا عمليات زراعة الأعضاء أو الذين يعالجون من السرطان”.

ويذكر الدكتور سانديب بادالا، أخصائي الكلى في كلية الطب بجورجيا والنظام الصحي بجامعة أوغستا: “مرضى زراعة الكلى معرضون لخطر الإصابة بجميع أنواع العدوى”.

ويقول بادالا، أنه بينما يتم في كثير من الأحيان تعديل جرعة واختيار الأدوية المثبطة للمناعة، فإن بعضاً من مزيج هذه الأدوية والتي تعمل على منع النظام المناعي من مهاجمة الكلية المزروعة، يجب أن يتم أخذه طالما أن العضو المزروع موجود، وكلما زادت مدة تناول هذه الأدوية زاد خطر الإصابة بالعدوى.

ولمعرفة كيف أن هذه الزيادة في الضعف أثرت على خطر إصابة هؤلاء المرضى بعدوى النوكارديا، قام المحققون باستخدام نظام البيانات الأولية، وهو عبارة عن قاعدة بيانات قومية تجمع البيانات، وتحللها، وتوزعها لمرضى الكلى في المرحلة النهائية في الدولة، للنظر في 203،233 حالة متلقي زراعة كلى منذ 11-2001.

وبالنسبة للدراسة، التي نشرت في مجلة الطب التحقيقي، فقد بحثوا عن المرضى الذين تم تشخيصهم بالنوكارديا، وفشل الكلى بعد الإصابة، إلى جانب العوامل الديموغرافية وعوامل الخطر.

ووجدوا أن 657 مريضاً- أقل من 1% من المجموع الكلي، و32% على وجه التحديد- تم تشخيصهم بعدوى النوكارديا، وهي نسبة مئوية أقل من الدراسات السابقة الأصغر حجماً.

وتقول المؤلفة المناظرة بير: “إن كبر السن، ووجود خرّاج بالمخ أو التعرض لمثبطات مناعة معينة يؤدي إلى التحول إلى خطر أكبر يتمثل في رفض جسم هؤلاء المرضى لزرع الأعضاء”.

وعادةً ما يكون هؤلاء المصابون في سن 65 سنة فأكثر، ولديهم تاريخ من رفض الزرع و/أو الفشل وتلقي كليتهم من المصدر الأكثر شيوعاً للمانحين المتوفين بدلاً من المتبرع الحي. فعلى سبيل المثال، ووفقاً للشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء، كان هناك في عام 2020، 33,310 متبرع بزراعة أعضاء متوفين مقارنة بعدد 5,726 متبرع بزراعة أعضاء أحياء.

وذكر المحققون، أن هؤلاء المصابون أيضاً الذين عولجوا بحفنة أدوية مثبطة للمناعة، مثل: السيكلوسبورين والتاكروليموس. والذين عولجوا بدواء يسمى الجلوبيولين المضاد للغدة الدرقية، والذي يقلل من عمل محركات النظام المناعي ويسمى بالخلايا التائية، ومن أصيب بخرّاج المخ كنتيجة لإصابتهم بعدوى النوكارديا، كل أولئك كان من الأرجح أن تفشل أعضاؤهم المزروعة.

إن ما يقرب من 43% من جميع مرضى زراعة الأعضاء يعانون من فشل العضو المزروع، وقد قفزت هذه النسبة إلى 67% مع عدوى النوكارديا.

وكتبوا، أنه كانت هناك مفاجأة واحدة وهي أن هؤلاء الذين لديهم تاريخ من فشل أو رفض العضو المزروع، وهو عامل لكثير من هؤلاء المرضى المصابون بالنوكارديا، قد انخفض لديهم بالفعل خطر فشل العضو المزروع المحتمل نتيجة للعناية الشديدة من قبل المرضى والأطباء على حد السواء وذلك بسبب مشاكلهم السابقة.

ويوضحون أن تحليلهم كان أول دراسة كبيرة في الدولة للنظر في عوامل الخطر لفشل الزراعة في المرضى المصابون بعدوى النوكارديا، وأن النتائج قدمت معلومات جديدة لتعزيز التعرف مبكراً واستهداف علاج النوكارديا لهؤلاء المرضى.

وتقول بير، إن النتيجة النهائية هي: ألا تنسى البحث عن النوكارديا في هؤلاء المرضى ولا سيما إذا كانوا يعانون من مزيج من التهاب الرئة وخرّاج المخ.

وتذكر: “إذا لم يستجيبوا للمضادات الحيوية الإعتيادية، إذا عليك البدء في البحث عن أشياء غير طبيعية”.

فبإمكانهم البحث أولاً عن البكتيريا في الدم، ولكن في حالة عدم اكتشافها على الرغم من وجود الأعراض الكلاسيكية، يمكنهم القيام بالمزيد من غسيل الشرايين البطني الغازي، وهو بشكل أساسي عبارة عن غسيل رئوي يُستخدم عادةً لإيجاد الجرثومة المسببة للالتهاب الرئوي الجرثومي، ليتم جمع العينات لاختبارها أو لإجراء خزعة حقيقية للرئة.

ويلاحظ بادالا، أن فحوصات الدم تعتبر شئ روتيني عند مرضى الزراعة ولكن فحص النوكارديا لا يعتبر روتينياً، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تكون موجودة في الرئتين ولا تظهر في الدم. ويقول، “تأتي النوكارديا في أذهاننا فقط عندما لا يتم العثور على حشرات أكثر شيوعاً”.

وتقول بير، “إنها كائن حي يُصعب كثيراً تشخيصه وعلاجه، لأنها بكتيريا ذات ترتيب أعلى وأكثر تعقيداً من أشد بكتيريا. ثم إنها تحب إصابة أماكن محددة فقط في الجسم، مثل: الرئتين والمخ، وعليك أن تستخدم صبغات خاصة لتراها”.

وتضيف، “إن هناك مشكلة كبرى أخرى وهي أن النوكارديا تستجيب فقط لمضادات حيوية معينة، والبعض منها له تأثير سام على الكليتين، ويعتبر سبباً أولياً لأنهم كانوا يبحثون عن تأثير البكتيريا في هؤلاء المرضى”.

وتلاحظ بير أن النوكارديا يمكن أن يتم تشخيصها بالخطأ على أنها داء الشعيات، وهي جرثومة أخرى موجودة في التربة وهي بالفعل مهمة لبيئة التربة وتحب الأسطح المخاطية، مثل داخل الفم. في الحقيقة، تلاحظ بير أن نفس الرمز التشخيصي يستخدم لكلتا العدوتين، لذا فهم يبحثون في الأعراض لمحاولة الوصول إلى نقطة الصفر في النوكارديا، والتي تعني أنه ربما استبعدت بعض حالات النوكارديا عن غير قصد من الدراسة وقد تكون الأرقام المذكورة في الواقع أعلى لدى هذه الفئة.

وعندما يتم تشخيص مريض بالعدوى، يعمل أخصائي الأمراض المعدية، مثل بير، جنباً إلى جنب مع أخصائي الكلى، مثل بادالا، لإيجاد الطريقة المثلى لإدارة رعايته/ رعايتها.

ولفتت النوكارديا انتباه بير بسبب مريض كان لديه اشتباه في وجود بكتيريا برئتيه ولكنهم لم يتمكنوا من العثورعليها في لعابه. وفي النهاية انتقلت العدوى إلى الدم مما مكّنهم من تشخيصها بسهولة وإزالتها، ولكن مات المريض في نهاية المطاف بسبب مضاعفات أخرى.

ويقول المحققون أنهم بحاجة إلى المزيد من البحث،  لدراسة الحالات التي تحدث فيها العدوى ولمعرفة الإجراءات الاحترازية لمنع العدوى وتداعياتها.

ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فقد يصاب الناس بالنوكارديا في رئتيهم عن طريق استنشاق الغبار أو عن طريق الحفر في التراب عندما يكون هناك جرح في أحد الأصابع ويمكن للبكتيريا أن توجد أيضاً في المعدات الطبية وتدخل في الجرح الناتج عن العمليات الجراحية، على سبيل المثال.

ويقول مركز السيطرة على الأمراض، أن المخ هو الموقع الأكثر شيوعاً للعدوى المنتشرة، والذي يعني أنها انتشرت في الجسد، وأن أكثر من 44% من المرضى المصابون بالعدوى في المخ أو الحبل الشوكي يلقون حتفهم. ويذكر مركز السيطرة على الأمراض، أن ضعف الجهاز المناعي يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، ومن المعروف أيضاً أنه يزيد من خطر الوفاة. وتفيد بير أنه مات أقل من 10 أشخاص من بين أكثر من 600 شخص قاموا بدراستهم.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أسماء حمادة عثمان

تويتر: @Asmaa04854196

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

تعليق صوتي: صفاء عبده


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!