crossorigin="anonymous">
14 يوليو , 2020 زينب محمد
سمات على رائد الأعمال التحلي بها كأن يكون جريئاً فيما يطرح ومهتماً بالمجتمع وعارفاً باهتماماته ، أن يتصرف بايجابية ونزاهه دائماً ويواجه الانتقاد بصدر رحب ليكون ملماً بها ويتبادل الأراء مع المختصين والقياديين ليكون ناجحاً في عالم الأعمال.
بينما كنت أشاهد برنامج المستثمرين الواقعي “شارك تانك” في إحدى الليالي دُهشت من سرعة المستثمرين بتكثيف التركيز على خلفيات وشخصيات رواد الأعمال، مقارنة بالوقت الذي قضوه في تقييم منتجاتهم.
حينها أدركت أن هذا كان متسقا مع رؤيتي -بصفتي مستثمرا ملاكا- التي ترى أن المستثمرين يبذلون الجهد لتوظيفك في أعمالهم أكثر من استثمارهم في تسوية مشاكلك. فمثلاً لو تركت انطباعا -وأنت رائد أعمال- بأنك مراوغ ومغرور فسيهرب من طريقك كل الأشخاص الذين قد تحتاجهم في عالم الأعمال؛ بما فيهم المستثمرون والمورِّدون والعملاء.
تظهر قوة شخصيتك من خلال الصفات التي تكتسبها من كل اجتماع وتعيشها يوميا، فهذه الصفات يصعب تزييفها ولكنها تكتسب مع الزمن .
إليك العادات والخصال المهمة التي يحتاج كل منا إلى تحسينها باستمرار حتى يلاحظها الأقران وغيرهم من القادة والمبتكرين في عالم الأعمال هنا وحول العالم، وذلك ومن واقع خبرتي الممتدة لسنين في الشركات الكبرى والشركات الناشئة ومجتمع المستثمرين:
أريد أن أرى رواد أعمال ذوو تركيز على المستقبل، وعلى بناء خطط واقعية موضوعة بعناية بشجاعة ومثابرة ، وذلك بهدف المتابعة اليومية؛ مما يعني وضع أهداف ومؤشرات ومقاييس قادرة على تقديم التوقعات المالية التي تُقوي احتياجات التمويل.
تحرك القضايا الاجتماعية والاهتمامات البيئية عالم الأعمال بشكل كبير ، لذا فرواد الأعمال الأذكياء قادرين على استغلال هذه القضايا لصالحهم ويكمن ذلك في اختياراتهم الجيدة لشرائح السوق، بتطبيق استراتيجات التسويق الفعالة .
إذا كنت رائد أعمال متسمٌ بهذه الخصلة فأنا أؤمن أنك ستسعى وراء تقييمات ثلاث مجموعات مهمة: الأقران، والعملاء، والخبراء، وتستجيب لها بإيجابية.
أما رواد الأعمال الذين لا تهمهم إلا أراءهم فهم أكثر ميلاً إلى الرفض والانكار عندما تواجههم ردود فعل سلبية.
من واقع خبرتي في عالم الأعمال فإنك إن كنت دائما ما تميل إلى التشاؤم و السلبية فإن نظرتك هذه غالبا ماتحد من مخرجاتك ، وعلى العكس لو أنك تصرفت بايجابيه
فستقنعني بسهولة بقدرتك على إنجاز التزاماتك التجارية وحلولك بنجاح.
هذه العادة -التي تُسمى أحيانا بـالتعقيد النفسي- عليك أن تُقنع الآخرين بأنك قادر تفهم المسائل ذات الصلة، وأنك راغبٌ في مواجهة أفكارك، وستسرع في مواءمتها لأي معلومات جديدة ، والخبرات، والمعاني. فالتغيير هو الثابت الوحيد في عالم الأعمال اليوم.
يبحث المستثمرون عن رواد الأعمال الذين يتمتعون بمستوى عالي من ضبط النفس، ويسعون إلى تحسين الكفاءة في مجالهم الذي اختاروه. كلنا نعاني من جوانب ضعف؛ لكن كلنا قادرين على التعلم وتحسين كفاءتنا. فالإنكار والثقة المفرطة ليستا إلا صفتين من السيء إظهارهما.
كل منا عنده قصة، ويمكنك أن تجعل قصتك ملهمة وداعمة، أو أن تخفيها كـ سر خلف الستار. يحكم الآخرون في عالم الأعمال على شخصيتك بناء على الطريقة التي شكلت بها الأحداث الكبرى والتأثيرات مسيرة تطورك الشخصي، والتي غالبا ستؤثر على تعاملك مع الأوضاع الجديدة.
كبار رواد الأعمال طلبوا المساعدة من المعاونين بالفطرة منذ الطفولة، بما فيهم الآباء والمعلمون والمؤثرون في عالم الأعمال. وأنا أرى أن هذا سيشعرك أكثر بالقبول والاحترام والأهمية، وسيسمح لك بإيصال هذه المشاعر إلى الأطراف الفاعلة في مسيرتك المهنية.
يعترف القادة من رواد الأعمال بثلاثة أنواع من التوجيه وينشدوها: التوجيه المهني على المدى الطويل، وتوجيه الأقران من أجل التوجيه التكتيكي، والتوجيه الحياتي بحثا عن تحقيق التوازن في مستوى المعيشة. فحتى رواد الأعمال الناجحين مثل بيل جيتس ووارن بافت طلبوا التوجيه من بعضهما البعض.
تُعرَّف النزاهة عامة على أنها فعل التصرف بشرف، حتى حين لا يشاهدك أحد. والناس من ذوي النزاهة العالية يتقيدون بالمبادئ الأخلاقية في كل جوانب حياتهم المهنية، بما فيها اتخاذ القرارات، والعمل مع الآخرين. فالمستثمرين يسألون عنك لا عن منتجك؛ حتى يختبروا نزاهتك.
فقوة شخصيتك -كما يراها الآخرون- ذات أهمية بالغة لنموك ونجاحك، سواء كنت رائد أعمال أو في أي مهنة أخرى في عالم الأعمال.
ولا تجعل شهوة البحث عن الطرق المختصرة، أو النزعات الأنانية، تمنعك عن تحسين شخصيتك وتطويرها باستمرار. فمواصلتك إظهار شخصية حسنة في دنيا الأعمال تستحق العناء.
المصدر:https://www.businessinsider.com
ترجمة: أريج ناصر القحطاني
تدقيق : رغد سليم العودة
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً