crossorigin="anonymous">
2 يونيو , 2020 زينب محمد
وجد العلماء أن ذاكرتنا قصيرة المدى سِلكية تتمكن من خِداعنا عن قصد –حيث تمكننا من التعرف بشكل أفضل على ما نراه في العالم من حولنا.
يبدأ الخداع عندما نلقي نظرة ثانية على شيء ما: أدمغتنا تزيف جزئياً تلك النظرة الثانية، لذا فهي تتوافق مع الأولى. هذا يعني أنه يمكننا أن نقول إن الكائن هو نفس الشيء كما كان من قبل، حتى لو تم تحريكه أو تغييره بطريقة أو بأخرى.
فكر في عبور الطريق ، تنظر يسارًا وترى سيارة وراكب دراجة يقترب، ثم تنظر يمينًا، ثم تنظر يسارًا وترى السيارة وراكب الدراجة مرة أخرى فقط في وضع مختلف وربما في ضوء مختلف. قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن دماغك يحتاج بالفعل إلى استخدام بعض التمارين الرياضية العقلية لإخبارك أن هذه هي نفس السيارة ونفس راكب الدراجة.
مبدئياً، “لا يبدو الأمر جيدًا إذا كانت ذاكرتنا قصيرة المدى تعكس شيئًا مختلفًا عما نراه جسديًا” كما يقول عالم النفس كريستوف بليدوفسكي، من جامعة جوته في ألمانيا. “ولكن إذا كانت ذاكرتنا قصيرة المدى غير قادرة على القيام بذلك، فسوف نرى حالة حركة مرور جديدة تمامًا عندما ننظر إلى اليسار مرة أخرى.
“سيكون ذلك مربكًا للغاية، لأن سيارة مختلفة وراكب دراجة مختلف سيظهران فجأة من العدم “.
هذه أفكار اكتشفها الباحثون إلى حد ما من قبل، لكن بليدوفسكي وزملائه ذهبوا إلى أبعد من ذلك بإضافة أشياء متعددة في المزيج. لقد طلبوا من مجموعة مؤلفة من 109 مشارك لتتبع حركة النقاط الحمراء والخضراء عبر الشاشة، على مدار أربع تجارب منفصلة.
اختلفت الاختبارات من حيث موضع النقاط وسرعتها، بعض الأحيان يتم دمجها على نفس الشاشة، وأحيانًا فصلها. حيث أظهر التحليل أن ما شاهده المشاركون في المرة الثانية كان متحيزًا بملاحظاتهم الأولى “ليس كثيرًا، ولكن بشكل منهجي”، وفقًا لـ بليدوفسكي.
تظهر الدراسة أن ما تقوم به ذاكرتنا على المدى القصير هو استخدام الإشارات من اتجاه الحركة واللون والموضع المكاني لإدخال أخطاء متعمدة. إذ يبدو أن تباعد الأشياء والترتيب الذي تظهر به مهمين على وجه الخصوص.
تقول كورا فيشر، من جامعة جوته، إن المعلومات السياقية تساعدنا على التفريق بين الأشياء المختلفة وبالتالي دمج معلومات الجسم نفسه عبر الزمن.
للعودة إلى تشبيه عبور الطريق، أظهرت الاختبارات أيضًا أن ذاكرتنا قصيرة المدى قادرة على معالجة تصوراتها عن السيارة وراكب الدراجة بشكل منفصل – بناءً على المكان الذي كان يجب أن يبدأوا به، وليس المكان الذي كانوا فيه بالنسبة إلى بعضهم البعض.
يوجد الكثير للعلماء لاكتشافه في هذا المجال، من حيث اكتشاف كيف تخزن ذاكرتنا العاملة ما رأيناه مؤخرًا وتمكننا من التعرف عليه مرة أخرى، حتى لو تم تغييره بطريقة ما. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات السابقة أن أدمغتنا لديها خدعة مماثلة مع الوجوه.
لا ينبغي أن تكون فكرة خداع ذاكرتنا مفاجأة – نحن خبراء في ابتكار ذكريات زائفة، ونسيان التجارب المؤلمة وتحديد ما يجب تذكره في المقام الأول. في هذه الحالة، تساعدنا الذكريات الزائفة في اكتشاف العالم.
يقول بليدوسكي: “الضبابية الطفيفة في إدراكنا للذاكرة تقودنا في نهاية المطاف إلى إدراك بيئتنا، التي يتغير مظهرها باستمرار بسبب تغيرات الحركة والضوء، على أنها مستقرة”.
المصدر: https://www.sciencealert.com
ترجمة: شروق الغامدي
تويتر: @1shurou_
مراجعة: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً