أكياس شاي بلاستيكية تطلق جسيمات مجهرية في أكواب الشاي.

أكياس شاي بلاستيكية تطلق جسيمات مجهرية في أكواب الشاي.

30 ديسمبر , 2019

وفقاً لصحيفة “Technology&Science Environmental”، ” أكياس الشاي البلاستيكية تطلق مليارات الجسيمات المجهرية الدقيقة في أكواب الشاي”.

حاول كثيرٌ من الناس تقليل استخدامهم للمواد البلاستيكية، إلاّ أن بعض شركات تصنيع الشاي تفعل عكس ذلك، فتستبدل أكياس الشاي الورقية التقليدية بأكياسٍ أخرى بلاستيكية. اكتشف باحثون في الوقت الحالي بالتعاون مع الجمعية الكيميائية الأمريكية “ACS” وصحيفة “Technology&Science Environmental” أن كوبًا واحداً من الشاي قد يحتوي على مجموعة من الجسيمات البلاستيكية المجهرية الدقيقة التي ألقتها الأكياس فيه. حيث صرح الباحثون: “أن الآثار الصحية المحتملة لابتلاع هذه الجسيمات غير معروفة في الوقت الحاضر”.

ولكن مع مرور الوقت، تنقسم هذه الأكياس البلاستيكية إلى قطعٍ بلاستيكية دقيقة جدا بأحجام مجهرية، أو حتى نانوية قد يبلغ حجمها أقل من 100 نانومتر؛ (وللمقارنة، فإن قطر شعرة واحدة من شعر الإنسان تبلغ حوالي 75000 نانومتر). اكتشف الباحثون مسبقاً وجود جسيمات مجهرية في البيئة، وفي الكائنات المائية، وفي الطعام أيضاً، ولكنهم لم يعرفوا حتى الآن ما إذا كانت ضارة على الإنسان أم لا. لذا طرحت الدكتورة ناتالي توفينكجي وزملاؤها تساؤلا عما إن كان بإمكان هذه الأكياس البلاستيكية التي دخلت السوق حديثا أن تنقل المواد البلاستيكية المجهرية إلى المشروبات أثناء غليها، كما أنهم أرادوا معرفة آثار الجسيمات المنبعثة على الكائنات المائية، مثل دافنيا ماجنا([1])، أو براغيث الماء، حيث تُصنف هذه الحيوانات كأحد الكائنات النموذجية لاستخدامها في الدراسات البيئية.

من أجل إجراء التحاليل اللازمة لهذه الدراسة، اشترى الباحثون أربعة أنواع مختلفة من أكياس الشاي البلاستيكية المعبأة، ثم قطعوا جزءًا من هذه الأكياس وأزالوا منها أوراق الشاي ثم غسلوها.  بعد ذلك سخّنوا هذه الأكياس في أوعية من الماء لمحاكاة عملية الغليان. اكتشف الباحثون باستخدام المجهر الإلكتروني أن كيس الشاي البلاستيكي الواحد المغلي قد أطلق حوالي 11.6 مليار جسيم بلاستيكي مجهري، و3.1 مليار جسيم بلاستيكي نانوي الحجم. إن هذه العدد الهائل من الجسيمات أعلى بآلاف المرات من تلك التي أُبلغ عنها سابقًا في أطعمة أخرى. حيث أعطى الباحثون -في تجربة أخرى- براغيث الماء عدة جرعات من البلاستيك المجهري والنانوي الخارج من أكياس الشاي البلاستيكية، على الرغم من نجاة هذه الكائنات، إلا أنه ظهر عليها بعض التشوهات السلوكية والتشريحية.  لذا صرح الباحثون إنهم بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان للبلاستيك آثارًا خفية أو مزمنة على البشر.

إن هذه الدراسة قد عنت بتمويل العديد من الجهات الحكومية الكندية، كبرنامج البحث الكندي، والمؤسسة الكندية للابتكار، ومجلس أبحاث العلوم الطبيعية والهندسة في كندا، وجامعة مكغيل.

تنبيه: لا تجري الجمعية الكيميائية الأمريكية أي بحوث، ولكنها تنشر الدراسات العلمية التي يراجعها الباحثين الآخرين.

المترجمة: ولاء الجشي

المصدر: https://www.acs.org

المراجع: عبد السلام العقيل

تويتر: @7Asalam7


([1]) كدافنيا ماجنا: هي قشريات صغيرة من العوالق تنتمي إلى فئة فرعية فيلوبودا.


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!