عندما يتعارض الذكاء البشري مع الذكاء الاصطناعي بمن سنثق؟

عندما يتعارض الذكاء البشري مع الذكاء الاصطناعي بمن سنثق؟

26 سبتمبر , 2019

الملخص:

أُلقي اللوم على جهاز استشعار كان متعطلاً وأدى ذلك إلى تنفيذ الإجراء الآلي ليكون لديه التحكم الكامل مما تسبب بسقوط الطائرة ليون اير جي تي 610، يطرح كاتب المقال بيتر ليم هذا السؤال: هل الوقت قد حان لكي يتنحى الذكاء الاصطناعي جانبًا؟

plane cockpit

في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر تحطمت طائرة ليون اير جي تي 610 المتجهة إلى جاكرتا في البحر وكانت النتيجة هي أن 189 روحًا قد زهقت. مع أن التحقيقات لا زالت مستمرة، إلا أن معلومات الرحلة التي استخلصت من بين الحطام تشير إلى أن الطيار كان يتصارع مع الطيار الآلي ليتحكم في الطائرة. في موقف كهذا على من سنعتمد الأنسان أم الآلة؟

من المفترض أن يصحح الطيار الآلي مسار الطائرة ولكن عوضًا عن ذلك دفع بمقدمة الطائرة إلى الأرض، فبعد ثلاثة عشر دقيقة من الإقلاع سقطت الطائرة. 

في كل مرة يبتكر شيء لزيادة مستوى أمان الطائرة ينضاف في نفس الوقت شيء أخر يجعلها أكثر خطورةً. 

في عام 1988 عندما صُنعت الطائرات التجارية لأول مرة كانت الآلات هي سيدة الموقف، فعلى الطيار أن يتصرف وفقاً لما تمليه عليه الألة، إذًا فقد وثق الطيارون لأول مرة بالذكاء الاصطناعي الذي سيمنعهم من التصرف بحماقة.

من الصعب أن يدرك الطيار ويستوعب كل شيء يطرأ على الطائرة؛ لذلك ولكيلا يتصادم مع المعلومات الضخمة جداً فقد صُممت أنظمة الطائرة لكي تعطي الطيار المعلومات المناسبة ليتخذ قراراته بناءاً عليها، أما بالنسبة لبقية المعلومات والبيانات التي لا تتطلب تدخل الطيار فهي تكون متاحة لفريق الصيانة لاحقاً.

لذا فإن على الطيار أن يدرك جميع الحقائق التي تجري حوله، التي بناءاً عليها تختلف سلوك الطائرات باختلاف الظروف التي تمر بها. وتعرف هذه الحقائق على أنها عبارة عن مجموعة من المشكلات والأعطال التي قد تحدث للطائرة أو تؤثر عليها. معظم المشكلات لا يمكن التنبؤ بها إطلاقًا ولا حتى باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

إن قدرة البشر على التأقلم مع الحقائق الجديدة التي تحدث حولهم أكبر من قدرة الآلات، وذلك لأن لديهم صفات إنسانية كالتضحية والثقة وإصدار الأحكام كما أن لديهم قاعدة مرجعية غنية من المعرفة التي يعتمدون عليها عند الحاجة. 

ليست هناك إجابة شافية توضح من يجب أن يتولى القيادة في قمرة الطائرة البشر أم الآلات؟ حين يعتبر الطيار نفسه قائدًا عليه عندها أن يُسائل الطيار الآلي حين يتصرف بشكل غير مبرر أو غير صحيح، وحين يكون الطيار مقادًا فحينها عليه أن يُسائل نفسه حين يتدخل الطيار الآلي في القيادة. 

يمكننا أن نثق في الطيار الآلي عندما يكون كل شيء في الطائرة يعمل بفعالية، بينما لم تكن هذه حال الطائرة جي تي 610 التي لها سجل سابق من الأعطال.

لذلك على الطيار أن يكون مستعدًا للانتقال من وضع المُقاد إلى وضع القائد عندما يتطلب الموقف ذلك.

ترجمة: روان الرفاعي
مراجعة : عبداللطيف الرباح

المصدر:
Who do we trust when human and machine intelligence disagree


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!