الإبداع وعلاقاتك الاجتماعية.

الإبداع وعلاقاتك الاجتماعية.

2 أكتوبر , 2019

المُلخص:

استخدام التفكير الإبداعي بشكل كامل هو مفتاح الإنتاجية والقدرة على الابتكار في العمل. مع ذلك نظرا لأن التفكير المتميز ينخفض تدريجيا بمرور الوقت يجب علينا العمل بنشاط للتدرب عليه ، فعندما نستخدم البحث المفصل في “صديق الصديق” لتكوين الطريقة التي نتفاعل بها مع محيطنا نصبح بذلك أكثر فاعلية في إداوة علاقاتنا وتنمية التفكير المتميز.

ماذا لو كان التواصل في الواقع تعبير يُثري الإبداع؟


نحن نميل إلى ربط التواصل بالجهد السطحي لنبني علاقاتنا الاجتماعية من لا شيء، لنحصل على المزيد من فرص العمل لكن اتضح أن هذا الرأي خاطئ بعد نظرة عميقة لعلم الاتصال ، وأن الواقع أقل مللاً، وأكثر متعة.
 أشار ديفيد بوركس خلال دراسة قائمة في علم التواصل إلى إحدى عشر مبدأ شاملاً إذا أُتبعت فسيكون من الممكن أن يجعل إنتاجياتنا وإمكانيات تفكيرنا الإبداعي بينما نعمل بشكل أفضل مع علاقاتنا المجتمعية .
طرح “بركس” في آخر كتاب له ( صديق الصديق) كل مبدأ، وشارك بقصص عن العمل وكيفية تنفيذها تطبيقياً، وقام بتلخيص البحوث التي تدعمها.



◄نحن نتواجد في شبكة من العلاقات:


فكرة “بركس” الرئيسية هي أننا لا نبني علاقاتنا الخاصة، بل نحن ضمنها فعلاً ونحتاج أن نتعلم كيف نقودها.
عندما نبدأ من هذا المنطلق مثل -علماء الشبكات- بدلاً من النظرة الأنانية التقليدية، من الممكن أن تتغير النتائج.
لكن ما علاقة فهم أننا في شبكة علاقات واحدة كبيرة بكوننا أكثر إنتاجية وإبداع في العمل؟


كيف يكون التواصل والإبداع مترابطين؟


تتلخص إحدى المبادئ في الكتاب في توازٍ مثير للإهتمام بين الإنتاجية الإبداعية والتواصل الاجتماعي. ونحن نميل للإنجذاب إلى الأشخاص الذين نتفق مع أفكارهم والذين يشابهوننا.

نظرية التماثل: هي نظرية مدعومة بالبحوث في علم التواصل- ومفادها أننا مع الوقت ننجذب للناس الذين يشابهوننا في التفكير ، وسيميل الإبداع إلى الانخفاض مالم نتعمد عكس اتجاه التفكير الإبداعي.
إن التفكير الإبداعي مبني على مزيج من التفكير المتميز ( توليد الأفكار ورؤيتها) والتفكير المتماثل ( الحكم والتحليل)، ونحن نحتاج إلى استعمال كلا النوعين من التفكير، ولا تزال الدراسات حتى الآن تظهر أن التفكير المتميز يميل إلى الانخفاض مع الوقت عند معظم الناس.
وفي غياب التفكير المتميز، يكون التفكير تقليدياً ونفقد قدرتنا على توليد أفكار جديدة. فالعديد من مبادئ بركس الرئيسية تتجه نحو التعامل مع علاقاتنا بعقلية متباينة ، وهي منفتحة للتغيير والمجازفة. هنا ثلاثة مبادئ من الكتاب (صديق الصديق) تُظهر كيف تتفاعل مع محيط العلاقات لزيادة الإبداع والإنتاجية.


 
١-اتصل بزميل سابق:


تخيل أن مدراء يتصلون بمعارفهم القدامى الذين لم يتحدثوا لهم منذ سنوات عديدة ليطلبوا منهم نصيحة تخص العمل ، يمكنك عمل ذلك.
في دراسة أخرى ، كان رواد الأعمال الذين أطلقوا أعمالًا جديدة – أولئك الذين استوحوا أفكارهم من العلاقات الضعيفة – أكثر إبداعًا وسعوا للحصول على براءات الاختراع والعلامات التجارية أكثر من أولئك الذين جاءت أفكارهم التجارية من علاقات قوية مثل الأصدقاء المقربين أو العائلة. أحد أسباب ذلك هو أن علاقاتنا القوية تميل إلى التفكير بذات الطريقة التي نفكر بها ، لكن عندما نتخطى علاقاتنا القريبة ، يمكننا الوصول إلى وجهات نظر متباينة ومختلفة.

عامل آخر يلعب دوره بالنسبة للعلاقات القوية والعلاقات المماثلة للشخصية ، والأفكار التي تأتي مع الضغط والالتزام الاجتماعي ، وربما كانت رغبتنا أقل بالمخاطرة بأفكار جديدة التي من الممكن أن تؤثر بشعور الانتماء بين علاقاتنا القوية.

٢-تخطى العزلة:

مرة أخرى ، ارتفع هذا المبدأ إلى القمة من خلال سلسلة من الدراسات التي عثر عليها بوركس في بحثه. طلب أحدهم فكرة واحدة لتحسين سلسلة التوريد من 673 مديراً لسلسلة الإمداد في شركة إلكترونيات كبيرة ، وكشف تحليل البيانات أن المدراء الذين ناقشوا السؤال مع أشخاص خارج علاقاتهم الخاصة في المنظمة كان لديهم احتمال أكبر للحصول على أفكار قيمة للتطوير، وكانوا أكثر أجراً وتمت ترقيتهم والثناء عليهم.
سواء كنت تعمل داخل شركة أو كنت منظم أعمال فردية من المهم أن تشارك أفكارك، وتتحدث لأشخاص خارج مجالك وخارج فريقك، لأنك بذلك ستزيد من تفكيرك المتميز من خلال علاقات اجتماعية جديدة وتجميع الأفكار بطرق جديدة.

٣-أعد تنظيم فريقك:


هناك الكثير من الأحاديث عن الأهمية الكبيرة للتعاون والعمل الجماعي، لأن التعاون يقود إلى إبداع أكثر، ولكن هذه النتيجة تعتمد على عدة من العوامل أحدها تكوين الفريق نفسه. وجدت دراسة عن البحوث الأكاديمية أن البحوث العلمية عالية الجودة في أحسن الدوريات قد كتبها أشخاص لم يسبق لهم أن اشتركوا في تأليف بحوث من قبل ولكن كانوا قد قاموا بتعاون جديد مع أشخاص مختلفين.

لخّص المؤلف الرئيسي للدراسة براين عوزي ، الأمر بشكل جيد قائلاً: “تعاقب أفراد الفريق أمر مهم للإبداع ، حتى لو أدى ذلك لفقدان التواصل الفعال بين أعضاء الفريق الذين تعرفوا على بعضهم البعض وعاداتهم في العمل “. (بوركس 2017 ، ص .100).

تعديل وإنشاء فرق جديدة يقلل من التفكير المتماثل الذي يتطور بمرور الوقت ، فالتفكير الجماعي والمتماثل يمكن أن ينتج من الروتين داخل دوائرنا القريبة  

وتبديل الفريق يقدم فرص جديدة للتفكير المتميز ويساعد على إنتاج أفكار جديدة ، ويعتقد بوركس بأن هذه هي نظرة الشركات ، وإن تكوين فريق جديد هو عمل تقوم به الشركات الناجحة والمتميزة مثل شركة استشارات التصميم ( اي دي إي أو ).

المصدر: https://www.psychologytoday.com/intl/blog/adventures-in-divergent-thinking/201901/creativity-and-your-network

ترجمة: بشاير اللحياني

مراجعة: أفراح السالمي

تويتر: @fara7alsalmi



اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!