أثر الجلوس على الصحة العقلية

أثر الجلوس على الصحة العقلية

31 مارس , 2015

الجلوس

لعديد من الأشخاص ، الجلوس في المكتب لساعات طويلة هو مجرد جزء من العمل ، وذلك رغم الدراسات التي كشفت عن روابط بين الجلوس لمدة طويلة وعدد من المشاكل الصحية الخطيرة ، من ازدياد احتمالية الإصابة بداء السكري النوع الثاني إلى ازدياد معدلات السمنة المفرطة وأمراض القلب وحتى الموت المبكر.

لكن دراسة حديثة عن الأثر النفسي المرتبط بالجلوس في العمل قد يستوقف المدراء ويشد انتباههم.

دراسة جديدة تظهر أن الجلوس لأكثر من 6 ساعات في اليوم في العمل لا يؤثر فقط بدنياً على الشخص بل قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض العقلية مثل القلق والاكتئاب.

فريق البحث، الذي ترأسه العالم النفسي ميتشل كيلباتريك في جامعة تازمانيا ، وجد أن الموظفين الذين يجلسون لفترات طويلة في العمل واجهوا معدلات أعلى من القلق والاكتئاب مقارنة بزملائهم الذين لم يقضوا وقتاً طويلاً في الجلوس.

تم جمع المعلومات اللازمة لهذه الدراسة من عينة شملت 3367 موظف حكومي كجزء من برنامج صحي أشمل. قام المشاركون بتعبئة نماذج قصيرة تحتوي تقييما نفسيا لأعراض القلق والاكتئاب على مدى 4 أسابيع. كما طلب الباحثون من المشاركين بإكمال مقياس آخر يحلل فيه المستويات الحالية من الحركة البدنية ،  كذلك زود المشاركون باستبانات مصممة لدراسة العوامل المترابطة مثل وقت الفراغ ومستوى الحركة، وأيضاً الرضا العام عن بيئة العمل.

كيلباتريك وزملاؤه وجدوا أن هناك علاقة دالة بين معدلات الاضطراب النفسي والجلوس ، فالموظفون الذين يجلسون لأكثر من 6 ساعات في اليوم كان لديهم احتمالية أعلى بتواجد أعراض متوسطة الحدة من القلق والاكتئاب مقارنةَ بمن قالوا أنهم يجلسون 3 ساعات في اليوم أو أقل.

كما اكتشف الباحثون فروقات بناءً على جنس الموظف ، فكان المعدل المتعلق بالجلوس وأثره النفسي السلبي في النساء أكبر.

متوسط الجلوس للموظفين الذكور كان 5 ساعات في اليوم تقريباً بينما كان المتوسط للموظفات 4 ساعات في اليوم.

“بما أن الرجال والنساء في عينة الدراسة أشاروا إلى معدلات متقاربة للضغوطات في العمل، عوامل الضغط التي لم تدرس، مثل الضغوطات العائلية المتعلقة بالعمل ، وإدخال العمل كجزء من دور الوالدين ، قد يكون السبب المؤثر على النساء. ” كتب كليباتريك وزملاؤه في دورية Mental Health and Physical Activity

ولكن رغم وجود علاقة دالة بين معدلات الاضطراب النفسي متوسطة الحدة والجلوس ، لم يتم ربط معدلات القلق والاكتئاب العالية بالجلوس.

نتيجة أخرى هامة في الدراسة كانت أن الذهاب إلى النادي بعد العمل مباشرة لم يحمِ الموظفين من آثار الجلوس. فإن الأشخاص الجالسين أغلب فترة عملهم ، حتى وإن كانوا نشيطين بدنياً بعد العمل في ساعات فراغهم ، لازالوا يظهرون معدلات أعلى نسبياً من أعراض القلق والاكتئاب مقارنةً بالموظفين الذين يجلسون أقل من 3 ساعات في اليوم.

“بناءً على ذلك، قد يصل الأفراد للمعدلات الموصى بها من النشاط البدني، ولكن صحتهم البدنية والعقلية قد تبقى في خطر اذا كانوا أيضاً غير نشيطين بدنياً لفترات طويلة” كتب كليباتريك.

المصدر : Association For Psychological science

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!