علماء ينجحون في تعديل جينات الأجنة البشرية

4 نوفمبر , 2017

 

الملخص: نجح علماء أمريكيون في تعديل الجينات الوراثية المعتلّة في الأجنة البشرية -كما ذُكر في تقرير نشر في مجلة الطبيعة العلمية في شهر أغسطس، وذلك عبر تقنية (CRISPR/Cas9) التي تعمل مثل مقص للجزيئات حيث يتيح التخلص من الجينات غير المرغوب فيها من الطاقم الجيني البشري الكامل (الجينوم) لتحل محلها أجزاء جديدة سليمة من الحمض النووي الوراثي. هذا الأمر جعل علماء آخرون يشككون في مدى صلاحية هذه التقنية وأنها قد تكون مخالفة أخلاقياً.

 

نجح مجموعة من العلماء في ولاية أوريجون في تعديل الجين الموجود في الأجنة باستخدام تقنية التعديل على الجينات (CRISPR) بحيث يتم قص وإعادة لصق أجزاء معينة في الشفرة الجينة حتى يتمكنوا من إصلاح الطفرة الجينية التي تؤدي إلى حدوث تشوهات في قلب الجنين.

تم نشر نتائج التجربة العلمية في مجلة الطبيعة العلمية في الثاني من شهر أغسطس هذا العام من قبل عالم الأحياء شوكرهاتمالتيبوف وزملائه من جامعة أوريجون للعلوم الصحية في مدينة بورتلاند. أجريت التجربة على مجموعة من الأجنة وحيدي الخلية قبل أن يتمكنوا من النمو إلى المرحلة التالية في نمو الأجنة باستخدام تقنية (MIT) والتي تم تسريب نتائجها. تعد هذه التجربة الأولى من نوعها من حيث استخدام هذا النوع في التعديل على الجينات.

 

القص والتبديل

تقنية (CRISPR/Cas9) المخصصة لتعديل الجينات تعد تقنية بسيطة فهي تقوم فقط بقص ولصق الجينات من أجل التعديل عليها. الـ (CRISPR) هي امتدادات طويلة من الحمض النووي التي يتم التعرف عليها من قبل “مقص” جزيئي يسمى بـ (Cas9). مبدأ هذه العملية يتمركز حول تحديد جزء معين في الحمض النووي ثم القيام بقصهثم يقوم العلماء بوضع جزء مصحح من الحمض النووي بدلاً من الأخرثم يقوم الجزءالجديد بالاندماج تلقائياً داخل الحمض النووي بسبب وجود آلية الإصلاح الذاتي.

في عام 2015، قام مجموعة من العلماء في الصين باستخدام هذه التقنية في التعديل على مجموعة من الأجنة والتي شخّصت بعدد من العيوب الخلقية،أفادت هذه التجربة في معرفة قدرة هذه التقنية على التعديل ولكنها في نفس الوقت قد تؤدي إلى حدوث أخطاء تمنع من إكمال عملية نمو الجنين.

 

تقدمات كبيرة

تمثل النتائج الجديدة تقدماً كبيراً مقارنة بالجهود السابقة ففي التجارب الجديدة، ألغى العلماء التأثيرات غير المرغوبة في (CRISPR/Cas9).

استخدم الفريق العشرات من الأجنة التي تم إنشاؤها بالتخصيب في المختبر (IVF)، وذلك باستخدام الحيوانات المنوية للرجال الذين يعانون من عيب وراثي حاد. تحتوي تلك الحيوانات المنوية على نسخة واحدة من الجين (MYBPC3)، الذي يعرف بأنه يؤدي إلى خطر الموت المفاجئ وفشل القلب بسبب سماكة عضلة القلب أو ما يعرف بمرض اعتلال عضلة القلب الضخامي.

في التجربة الجديدة، استخدم الفريق تقنية(CRISPR/Cas9)لقص الحمض النووي في موقع الجينات(MYBPC3) المعيبة في البويضة المخصبة.

معظم الأجنة بطبيعة الحال تقوم بإصلاح الخلل في الحمض النووي عن طريق استبدال النسخة الأساسية من الجين، والتي نشأت في البيضة. حوالي ثلثي الأجنة لا تحتوي على نسخة متحورة من الجين. كما قام الفريق بإزالة الخطر الموجود في بعض الخلايا -وليس كلها- في الأجنة التي تحتوي على الجينات المعدلة.

 

بشكل عام كان التعديل على الخلايا الجنسية -أي الحيوانات المنوية أو البويضة أو الأجنة- مثيراً للجدل، لأنه يعني تغييراً دائماً للحمض النووي الذيينتقل من جيل إلى آخر. وقد دعا بعض العلماء إلى فرض حظر على تعديل الخلايا الجنسية، قائلاً إن هذا النهج محفوف بالمخاطر بشكل لا يصدق ومخالف أخلاقياً.

ومع ذلك، فإن تقرير الأكاديمية الوطنية للعلوم الذي نُشر في وقت سابق من هذا العام اقترح على أن التعديل الجنيني يمكن أن يكون أخلاقياً في حالة الأمراض الوراثية الشديدة من أجل التقليل من نسب حدوثها.

 

 

 

 

ترجمة: وفاء عبدالله الشهراني

Twitter : @WafaAbdullahs

مراجعة: أبرار مغربي

 

 

المصدر:

Live Science: Scientists Erase Heart Disease Defect in Human Embryos

 

 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!