الحوار البناء

الحوار البناء

22 مارس , 2015

حوار

لقد أصبح الحوار مطلب رئيسي من مطالب الحياة لكي يستطيع من خلاله الإنسان التواصل مع من حوله وفهم أفكارهم و مناقشتهم فيها ضمن إطار الاحترام وتبادل الأفكار و شرح المضمون بطرق أكثر سهولة ، كما أثبت لنا العصر الحديث أن استراتيجيات الحوار باتت أقوى من الأسلحة العسكرية (في بعض المواقف) لاعتماده الكلي على القناعات الذاتية الداخلية، بل وأصبح أقوى من الحروب الطاحنة ؛ إننا في الوقت الحالي بحاجه ماسة إلى أن نحاور أصحاب المذاهب والفكر والديانات الأخرى كما نحتاج الحوار في الاستزادة أكثر من العلوم الطبيعية والطبية المختلفة .

في عصور ماضية أُهمل فيها الحوار فنشأت وسادت أفكار و معتقدات كانت سبب في سقوط تلك الحضارات و الامبراطوريات رغم عظمتها و قوتها الاقتصادية والعسكرية ؛ و لنأخذ أمثله على هذا:

سقوط الدولة العثمانية و كان أحد أسبابه تفشي وسيطرت الفكر العلماني فيها الذي يفصل الدين عن الدولة و الحياه-

– التعصب المتواجد في كثير من افعال الأوروبيين تجاه الاديان و الاعراق الاخرى ،يقول برنارد لويس(لا تزال آثار التعصب الديني الغربي ظاهرة في الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية) و يقول نورمان دانيال (على الرغم من المحاولات الجدية التي بذلها الباحثين في العصور الحديثة للتحرر من المواقف التقليدية للكتاب النصارى ضد الإسلام فإنهم لم يتمكنوا من أن يتجردوا منها تجردا تاما كما كانوا يتوهمون)

 

أ-التعريف

هو: مراجعة الكلام بين شخصين أو أكثر ويطغاه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب والعنصرية

 

 

ب-اهداف الحوار البناء

1-التعرف على وجهات نظر الأطراف الاخرى (وهو هدف تمهيدي)

2-دفع الشبة والفاسد من القول والرأي

3-تعديل الأفكار الغير صحيحة و تقويمها

4-إيجاد حل وسطي يرضي الأطراف المختلفة

5-حصر نقاط الاختلاف في وجهات النظر وإيجاد حلول لها

6-إقناع الطرف الآخر بالاستناد الى أدله واضحة

 

 

ج- اهميته في حياتنا

 

 

للحوار أهمية كبيرة، فهو من وسائل الاتصال الفعالة؛ حيث يتعاون المتحاورون على معرفة الحقيقة والتوصل

إليها؛ ليكشف كل طرف منهم ما خفي على صاحبه منها والسير بطريق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق

 

تتمثل أهميه باستخدام أساليب الحوار البناء لإشباع حاجة الإنسان للاندماج في جماعة، والتواصل مع الآخرين، فالحوار يحقق التوازن بين حاجة الإنسان للاستقلالية، وحاجته للمشاركة والتفاعل مع الآخرين. كما يعكس الحوار الواقع الحضاري والثقافي للأمم والشعوب، حيث تعلو مرتبته وقيمته وفقاً للقيمة الإنسانية لهذه الحضارة وتلك. وتعد الندوات واللقاءات والمؤتمرات إحدى وسائل ممارسة الحوار الفعـال، الذي يعالج القضايا والمشكلات  التي تواجه الإنسان المعاصر؛ فجميع الحضارات القديمة التي كانت لا تتقبل الحوار ولا تريد أن تفتح بابا له وأغلقت عن نفسها الفكر و المنطق داهمتها الأفكار الخارجية التي نقل بعضها من حضارات ودول أخرى فكانت سببا في سقوطها.

منع بعض حكومات والحضارات القديمة للحوار وتعديل الأفكار السلبية والخاطئة لديهم وتقوية قيمهم وأخلاقياتهم  أدرى إلى تدهور الكثير من المفاهيم في أبناء تلك الحضارات وكانوا سببا في سقوطها وبالتالي تغيرت مظاهر فكرهم وأساليب حياتهم بالكامل .

 

 

د- أنواع الحوار:

 

الحوار الوطني : هو الحوار الذي يجري بين أبناء المجتمع لمناقشة القضايا الوطنية من خلال مؤسسات المجتمع المدني أو الأمني وقد يكون في مؤسسة عامة تعنى بالحوار الوطني مثل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والذي احتضن العديد من  اللقاءات الوطنية التي تهم شرائح المجتمع .

 

الحوار الديني : وهو حوار يجري بين مجموعة من الناس مختلفة الأديان للتعرف على تعاليم الأديان الأخرى ، ويمكن استغلال هذا النوع من الحوار لدعوة الآخرين إلى الدخول في ديننا الإسلامي

 

الحوار الاقتصادي: ويعنى هذا الحوار بالجوانب الاقتصادية التي تتناول المواطن أو المؤسسات الاقتصادية وتتخذ هذه الحوارات أدوات متعددة من خلال اللقاءات المتلفزة أو من خلال المنتديات الاقتصادية أو من خلال المؤتمرات الاقتصادية، مما جعل أصحاب التخصص الواحد يناقشون بفاعلية جميع الهموم والرؤى الاقتصادية تحت مظلة متخصصة.

 

الحوار التربوي: تعمل المؤسسات التربوية في تحديد العديد من الموضوعات التربوية للحوار حولها مع المعنيين بالشأن التربوي من مفكرين ومثقفين وباحثين وتربويين ومن أهم هذه الحوارات المؤتمرات التربوية السنوية أو لقاءات الجمعيات المتخصصة مثل جمعية جستن التربوية ولقاءات الإشراف التربوي، وتعمل هذه الحوارات على نشر الرؤى والأفكار التربوية وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

 

الحوار الأمني: وهي الحوارات التي تعقد في المؤسسات الأمنية لمناقشة القضايا التي تهم المجتمع وتعمل على التواصل معه من خلال المؤتمرات والندوات والبحوث الأمنية لمناقشة مواضيع الجريمة والحرائق وحوادث السير والمخدرات وغيرها للوصول إلى حلول والاستفادة من الأطروحات والأبحاث التي تنشر للوصول إلى تكامل في الخدمات الأمنية .

 

الحوار السياسي: هذه الحوارات مهمة في حياة الدول والعالم كله إذ تعمل هذه الحوارات على مناقشة قضايا الحدود ومشكلاتها  وإيقاف الحروب وتبعاتها، كما أنها تعمل على عقد اتفاقيات صلح ومعاهدات بين الدول وغيرها .

 

الحوار الاجتماعي: وهي حوارات تعقد في المؤسسات الاجتماعية لمناقشة القضايا الاجتماعية من خلال مؤسسات حكومية ومؤسسات أهلية .

 

الحوار الرياضي: مجموعة من الحوارات تعقد في الأندية الرياضية من خلال المعارض أو المؤتمرات التي تعقد وتستخدم فيها وسائل الإعلام المتنوعة لنشر الأفكار والمعلومات والقوانين الجديدة وغيرها .

 

الحوار التلقائي: هو أكثر الحوارات التي تجري في حياتنا اليومية من خلال لقاءاتنا في المناسبات الاجتماعية والمنازل وفي اتصالاتنا الهاتفية وهي حوارات متنوعة وغير مركزة تبدأ فجأة وتنقطع وغالباً لا تركز على موضوع محدد ولا تتوصل إلى نتائج محددة .

 

هـ – آداب الحوار:

1-حسن المقصد: يجب أن يكون الحوار هادف للوصول الى نقطة الحقيقة وليس الانتصار للنفس و إثبات أنك على حق .

2-التواضع: من اهم آداب الحوار وعامل مهم لاستمراره هو التواضع و عدم السخرية و التهجم على الآخر .

3-الإصغاء:هناك الكثير ممن يجيد الثرثرة لفترات طويلة ولا يجيد الاستماع لوجهات نظر الآخرين و مناقشتهم فيها بشكل واضح فالكثير من الناس لا يدرك مدى حكمة الله في ان خلق للإنسان لسان واحد و أذنين ؟ فيجب على الشخص أن يستمع و يستوعب جيدا ما يقوله الآخرين قبل الرد عليهم .

4-الإنصاف:الإعتراف بالحق فضيله و إعلاء الحق لا ينقص من قيمة الشخص بل إنه يزيد منه

5-إحترام الطرف الآخر :يعتقد البعض أن إسقاط الطرف الآخر الذي يحمل وجهة نظر مخالفة يعتبر نجاح ،ويجهلون أن إسقاط الطرف الآخر دليل على العجز و الإفلاس وافتقار الحجة .

 

التوصيات:

1-يجب على مراكز الحوار فتح نطاقات أوسع و أكبر للحوار مع الشباب لتعزيز وتقويم أفكارهم و معتقداتهم

2-تدريب المعلمين و أعضاء هيئة التدريس بالجامعات على الحوار مع طلابهم

3-بات هناك الكثير من الانحرافات الفكرية  والعقائدية في الوقت الحالي نتيجته نقص الحوار المعتمد على الأدلة و البراهين

4-بالمبادرات الحوارية  الفكرية و التربوية سوف نساهم في حماية جميع الأجيال القادمة من أضرار التحول الفكري أو الديني و ذلك بسلوك نهج الحوار الإسلامي القويم

5-على الآباء أن يعتمدوا وسيلة الحوار الإسلامي كمنهج للتعامل مع أبنائهم لكي لا يعتقد الابناء أن الإسلام دين يمنع الحوار

 

المراجع:

موقع موضوع

Traidnt Network

صيد الفوائد

-النمله،علي إبراهيم ،2014 ،مصادر الإستشراق و المستشرقين و مصدريتهم

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!