كيف لوسائل التواصل الإجتماعي أن تغير اللغة؟

كيف لوسائل التواصل الإجتماعي أن تغير اللغة؟

12 يونيو , 2017

 

من كلمة سيلفي إلى أنفريند ( إلغاء الصداقة ) يتضح لنا مدى تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على اللغة. وبما أنني أكتب عن هذه الوسائل, فأنا مُدرك ليس فقط عن مدى سرعة هذه المنصّات الإلكترونية على التغيير, بل لكيفية تأثيرها على اللغة التي أستخدمها.

فالكلمات التي تحيط بنا كل يوم تنعكس على تلك التي نستخدمها , ونظراً للكم الهائل من اللغة المكتوبة التي نراها الآن على شاشات أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فإن اللغة تتطور الآن جزئياً من خلال تفاعلنا مع التكنولوجيا. وبما أن اللغة التي نستخدمها للتواصل مع بعضنا البعض تميل إلى أن تكون أكثر مرونة من الكتابة الرسمية، فإن الدمج بين التواصل الغير رسمي والشخصي وذلك الحشد الجماهيري الذي توفره وسائل التواصل الإجتماعي هو بمثابة وصفة للتغيير السريع.

فمن خلال إدخال كلمات جديدة إلى معاني حديثة لتلك الكلمات القديمة للتغيير في الطريقة التي نتواصل بها، فإن وسائل التواصل الإجتماعي ستجعل وجودها محسوساً.

 

طُرق جديدة للتواصل         

ساهم التواصل الرقمي ( التكنولوجي ) في إيصال رسالتنا وفهمها عبر مزيج من الحروف الذي يشمل الإختصارات والكلمات المستحدثة. وأنا واعيٍ بما يكفي لتعلم تلك الكلمات المركبة, ومما قد يحضر في ذهننا الآن عن تلك الإختصارات المركبة التي أستخدمت من قبل الرسائل النصية المؤرخة في المنتديات وغرف الدردشة عبر الإنترنت “آي أر سي” , ففي غرف الدردشة تساعد تلك الإختصارات المركبة بتسريع عملية الكتابة الفورية في المحادثات, كما أنها تقلل من إزعاج عملية الكتابة على المفاتيح الصغيرة في الهواتف المحمولة, وبالإضافة إلى أنها أيضا تساعد على تحقيق الاستفادة القصوى من 140 حرفاً الخاصة بك في تويتر.

فإضافة مثل تلك العناصر في الإتصال اللاشفهي مثل إستخدام الوجوة التعبيرية كـ : -) , وبعض الإختصارات مثل كلمة لول والتي تعني ( الضحك بصوتٍ عالي ) مفيد, مالم يتم الإفراط في إستخدامها ومن ثم تصبح بعد ذلك مصدر إزعاجٍ للناس . ويمتد ذلك إلى التلاعب بإستخدام رمز النجمة المغلقة كأسلوب إخراج مسرحي لوصف وتصوّر السلوك الحسّي وتعابير الوجة ( ومع ذلك كن حذراً من إستعمال *الوجة البريء* في قاعة المحكمة فأنه ليس بحجة دفاع).

 

ومن أحد أهم العناصر لبناء الجملة في تويتر هو علامة الوسم – وهي كلمة دلاليّة قابلة للنقر تستخدم لتصنيف التغريدات, وقد انتشرت علامة الوسم أيضاً إلى غيرها من منصات وسائل التواصل الإجتماعية لكن نأمل من أن محاكاة جيمي فالون وجاستن تيمبرلايك في برنامج الليلة في مشهدٍ هزلي ساخرة تنصحنا بالعدول من إستخدامها بشكلٍ متكرر جداً. لكنك في المقابل ستجد أن إستخدام الوسم إنتشر في جميع أنحاء الثقافات الشعبية إبتداءً من بطاقات التهنئة والقمصان إلى تلك الحوارات الشخصية في المسرحيات الهزلية .

 

ومن جانب صياغة الجمل فوسائل التواصل الإجتماعية دفعت إلى ثورة أكثر تقدماً  في الطريقة التي نتواصل بها , فنحن نتشارك الكثير من المعلومات الشخصية لكننا في المقابل نتناقل ذلك مع جمهور أكبر , فبالتالي تصبح أساليب التواصل لدينا أقل تكلفةً وأكثر إنفتاحاً, وهذا ينتقل إلى مجالاتٍ أخرى من الثقافة والحياة . فنحن عندما نكتب في تلك الوسائل نحاول أن نكون أكثر إيجازاً لإيصال تلك المعلومة بشكل أسرع ضمن حدود القيود الإبداعية ل140 حرفاً في تويتر أو قد نسعى للإيجاز من خلال إرفاقها في مدونة .

 

كلمات ومعانيٍ جديدة

يعتبر الفيسبوك من أكثر المنصات الإلكترونية التي قدّمت معانيٍ جديدة لتلك الكلمات الشائعة مثل صديق، وإعجاب، والحالة، والجدار،والصفحة، والملف الشخصي, أمّا بالنسبة للمعاني الأخرى الجديدة التي ظهرت على قنوات وسائل التواصل الإجتماعي والتي تعكس لنا الجانب المظلم لها, فلم يعد مصطلح القزم مجرد شخصية من الفولكلور النرويجي بل هو شخص عرف من خلال تعليقاته الهجومية المستفزة على الإنترنت, ودمية الجورب لم تعد دمية مصنوعة من جورب قديم بل هي شخصية وهمية على الإنترنت للخدمة الذاتية, والأستروتيرفينغ لم تعد مجرد علامة تجارية للعشب الإصطناعي بل هي أيضاً حركة شعبية وهمية قامت على شبكة الإنترنت.

 

فوسائل التواصل الإجتماعي جعلت المساهمة في تطور اللغة أسهل من أي وقتٍ مضى, فلم يعد عليك أن تنشر من خلال السبل التقليدية بغرض جذب إنتباه الجمهور تجاة كلمة ما, في حين أن الصحفيين منذ فترة طويلة كانوا أقرب للإستخدامات من حيث المصطلحات الموضعية – في كل شيء منذ عام 1794  من مصطلح وبيو رينت* في صحيفة التايمز إلى مصطلح البيت بوكس* في صحيفة الجارديان عام 1987 – وقد اتسع استخدام تلك الفكرة من خلال الشبكة العنكبوتية, ومن الأمثلة على ذلك  فقد وقع الأختيار على مصطلح “سيلفي” الذي إبتكره الإستراليون من خلال المنتديات وتويتر وفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعية التي توفر التفاعل الفوري مع جمهور واسع لتكون كلمة عام 2013 في قواميس أكسفورد. لذا ليس من السهل أن تشد الإنتباة تجاه كلمةٍ ما من على أريكتك.

 

 

كن على إطلاع بما يحدث حولك

قد يشعر بعض الناس بأنه متخلف عن هذا كله, فإذا كنت محامي دفاع تقاوم المفردات الجديدة قد تحتاج أن تستنفذ وقتك طويلاً في المحكمة لشرح أحكامك. نعم, فقد أحبط البعض من إستخدام هذه الوسيلة غير الرسمية والتي يمكن تؤدي إلى موقف عارض على قواعد اللغة, لكن الحقيقة هي أن وسائل التواصل الإجتماعي وسيلة واسعة لتلك الفئة المهووسة لغوياً, فهي توفر ملعباً غنيّاً لتجربة وتطوير وتخريب اللغة.

 

ويمكن أن تكون مواكبة هذه التغيرات وسيلةً عظيمة أيضاً, فأهتم لتلك المناقشات على شبكات التواصل الخاصة بك فمن الممكن من خلالها أن تكتشف كلماتٍ جديدة ناشئة أو كلماتٍ أخرى لها إستخدامات مختلفة, وربما أيضاً يمكنك أن تبتكر واحدة.

 

 

 

 

ترجمة: بشرى الطريري

_Twitter: @Bellebushra

مراجعة: سعد العنزي

Twitter: @crohnsksa

 

 

المصدر:

Oxford Dictionaries


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!