الأطراف الوهمية

الأطراف الوهمية

18 سبتمبر , 2014

الأطراف الوهمية

هي إحساس المبتورين أو الذين فقدت أطرافهم بأن أطرافهم المفقودة ما زالت ملتصقة بأجسادهم و تتحرك بتناغم مع بقية أجزاء الجسم ، و أكثر إحساس يحسه من يعانون من الطرف الوهمي هو الألم و هذا الألم يوهن المرضى و يتعارض مع نشاطاتهم اليومية غالبا ،  الإحساس الوهمي قد يسبب صراع لدى الشخص حيث أن ما يشعر به يختلف عما تقدمه له الرؤية من معلومات ، و حوالي ٨٠٪ من المبتورين قد عانوا من الألم الوهمي أو الطرف الوهمي .

و الجدير بالذكر أن ظاهرة الأطراف الوهمية ليست خاصة بالأطراف و إنما قد تحدث لأي عضو يبتر ، فقد يحدث ذلك مثلا لمن فقدوا أعينهم بالإستئصال ، أثدائهم ، أرحامهم  ، أيضا يحدث ذلك مع الأسنان أو الزائدة الدودية فيشعر بألم في هذة الأعضاء رغم عدم وجودها ، و قد لوحظ أن بعض النساء ممن أستؤصلت أرحامهمن يشعرون بآلالام الدورة الشهرية رغم إنقطاعها عنهم بسبب إزالة أرحامهن .

أسباب الطرف الوهمي :

 السبب وراء ذلك أربك العلماء كثيرًا و علاجه لم يحدد بعد ، و لطالما أعتقد العلماء حتى وقت قريب أن ذلك يحدث نتيجة التهاب و تهيج نهاية العصب المغذي للطرف أو العضو المفقود لكن العلاجات التي استندت على هذة النظرية باءت بالفشل .. فقد قام الجراحين بتجربة قاموا فيها بإجراء بتر آخر للعصب الذي كان يغذي الطرف/العضو المفقود و أدى ذلك إلى راحة مؤقتة للألم ثم عاد الألم ألمين وهميين منفصلين ألم البتر القديم و ألم البتر الجديد ،  فحاول الجراحون القيام بعملية أخرى و هي قطع الأعصاب الحسية المؤدية للنخاع الشوكي و قد حاولوا أيضا إزالة الجزء من المهاد الذي يتلقى الإشارات الحسية من ذلك الجزء المبتور … و كانت كل تلك المحاولات غير مجدية مما أدى إلى الإستنتاج بأن النظرية التي تستند إليها خاطئة .

في ٢٠٠٩ أجرى عالم العلاج الطبيعي Lorimer Moselely و Peter Broujr تجربة شارك فيها سبعة من مبتوري الأذرع ، قام العالمان فيها بتشجيع المشاركين على تأدية حركات مستحيلة بأطرافهم الوهمية و ذلك باستخدام صور مرئية للتحكم بالأطراف الوهمية و قد نجح أربعة أشخاص من السبعة المشاركين في تأدية الحركات المستحيلة ، و تشير هذة الدراسة إلى أنه تم تغيير التمثيل العصبي في الدماغ لهذه الأطراف المبتورة فاستطاعوا تأدية حركات من المستحيل على أصحاب الأطراف الطبيعية تأديتها و ذلك في غياب ردود الفعل من الجسم ، و هذة التجربة توسع مفهومنا حول مرونة الدماغ

و أن الدماغ قادر على تغيير نفسه لاحقا عن طريق عمليات داخلية بحته .

1111111111111111111111111111111110

الصورة “أ” تمثل الخارطة الحركية للدماغ الصورة “ب” تمثل الخارطة الحسية للدماغ .

و من المعروف أن للدماغ خارطة حسية لكل جزء من أجزاء الجسم منطقة في القشرة تمثله .. و هناك نظريتان تتعلقان بهذه الخارطة فقدافترضت أبحاث سابقة أن ألم الوهمي ينتج عن استيلاء بعض أجزاء الجسم الأخرى (كالوجه ، الشفتين ..)  على الجزء الممثل في الدماغ للطرف/العضو المبتور و هذه النظرية تعرف ” بالمطاوعة ” ، لكن هناك بحث حديث اقترح أن الألم الوهمي ينبع من التمثيل المتبقي في الدماغ للطرف/العضو المبتور .

دراسة ماكين :

بينما الدراسات السابقة ركزت على كيف يعيد الدماغ استخدام المنطقة الممثلة للقدم المبتورة ، ركزت دراسة ماكين على افتراض أن الجزء الممثل للطرف في الدماغ ثابت في تمثيله  ، و فيها تم إجراء تجربة حيث طلب من المشاركين تحريك أيديهم ، أقدامهم ، شفاههم .. طلب ذلك من أناس مبتورين يعانون من الألم الوهمي و مبتورين لا يعانون من الألم الوهمي و أناس غير مبتورين .

و أظهرت التجربة أن المبتورين الذين يعانون من الألم الوهمي لديهم نفس نمط النشاط للدماغ  لدى الأشخاص الطبيعيين و كان ذلك مفاجئًا ، كما أن ماكين قالت “لو أخذناصورة لنمط دماغ شخص يعاني من الألم الوهمي و صورة لنمط دماغ شخص طبيعي دون أن نميزها بشيء فإننا لن نستطيع التفريق بين الدماغين “

تفسر ماكين نتائج تجربتها ، بأن الألم يسبب إعادة تشكيل الخارطة الحسية الحركية للدماغ على خلاف الدراسات السابقة التي تشير إلى أن إعادة تشكيل الخارطة الحسية الحركية هي من تتسبب في الألم .

ردود فعل حول دراسة ماكين :

قالت عالمة الأعصاب Elena Nava في جامعة هامبرج و هي لم تشارك في الدراسة : ” أن ماكين و فريق عملها يتحدون مباشرة فكرة أن الألم الوهمي ينشأ نتيجة إعادة تشكيل خارطة الدماغ الحسية الحركية  في القشرة الدماغية .

و قد قال Lorimer Moseley عالم العلاج الطبيعي في جامعة جنوب أستراليا و هو لم يشارك في الدراسة  : ” ليس هناك دليل يدفعنا للقول بأن واحد من هذا التفسيران خطأ و الآخر صحيح ”  و هو على أي حال يتحدى التأويل الذي يقول أن الألم يسبب إعادة تشكيل الدماغ لأن الألم ينشأ من الدماغ نفسه .

و المشكلة أن ماكين تقول بأن دراستها تظهر أن هناك إرتباط بين الألم و إعادة تشكيل الخارطة الحسية الحركية للدماغ  و لكن الدراسة لا تظهر أيهما يسبب الآخر ، بالرغم من ذلك يقول Moseley : ” أن الدراسة تؤكد فكرة أننا قد نستطيع أن نعالج ألم الأطراف الوهمي عن طريق معالجة خارطة الدماغ الحسية الحركية ، أي أن خارطة الدماغ هي مفتاح العلاج “

المصادر  :

١-  Live Science

٢- Science Blogs  

شارك المقال

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!