” حقائق عن هرمون الأوكسيتوسين “

” حقائق عن هرمون الأوكسيتوسين “

22 مارس , 2016

حقائق عن هرمون الأوكسيتوسين.psd

الأوكسيتوسين هو هرمون يفرز من الفص الخلفي للغدة النخامية وهي مجسم بحجم حبة البازلاء تقع في مؤخرة الدماغ .

في بعض الأحيان يعرف هذا الهرمون بــ “هرمون العناق” أو “هرمون الحُب” لأنه يفرز عندما يضمُ شخصٌ شخصاً آخراً أو يرتبط به اجتماعياً ، فوفقاً لدراسة أجريت عام 2009 نشرتها مجلة الهرمون والسلوك ، بينت أنه حتى اللعب مع الحيونات الأليفة يؤدي إلى تدفق هذا الهرمون ، ولكن هذه الألقاب التي وُسم بها هذا الهرمون قد تكون مضللة في كثير من الأحيان !!

فهرمون الأوكسيتوسين يقوم أيضاً بتكثيف وتعميق الذكريات المرتبطة بالعلاقات التي مر بها الإنسان بطريقة سيئة أو غير محببة كما في حالة ضعف علاقة الأبناء مع أمهاتهم ، كما أنه يقلل تقبل الناس للأشخاص للغرباء بتعبيرِ آخر سواء دفعك هذا الهرمون للحب أو للحذر من الآخرين فهذا أمر عائد للظروف البيئية والمعطيات من حولك .

  • الأوكسيتوسين عند المرأة :

الأوكسيتوسين أكثر أهمية عند المرأة تحديداً، فنقلاً عن لاري يونق عالم الأعصاب السلوكي في جامعة إموري في أتلانتا_جورجيا  “الأوكسيتوسين هو هرمون ببتيدي يفرز من الدماغ عُرف بدايةً بدوره في عملية الولادة والحضانة “

“حيث يقوم بزيادة انقباضات الرحم خلال عملية الولادة فيساعد على تقلص عضلات الرحم أثناء وبعد الولادة ويساهم في إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي ، أيضاً خلال رضاعة المولود من ثدي أمه يحفز افراز هذا الهرمون والذي يقوم بدوره بإعطاء الأوامر للغدد التي تدر الحليب في الثدي ليشرب الرضيع “.

“بالإضافة إلى دوره في تعزيز العلاقة بين الأم وطفلها ، فالدراسة أثبتت أن الإناث العذراوات من الفئران تنفر من صغار الفئران ولكن بعد أن تلد ويتغير دماغها تجد أنها لا تقاوم رغبتها بهم ! وهذا مشابه لما يحدث عند الأنسان ” والحديث لـــ يونق في مقابلة مع مجلة العلوم الحية .

وفي دراسة نُشرت عام 2007 م في مجلة علم النفس ، وجد أنه كلما كان معدل إفراز هرمون الأوكسيتوسين أعلى عند المرأة في الثلث الأول من حملها ؛ كلما قويت العلاقة بين الأم وطفلها ، من خلال السلوكيات التي تزيد الرابطة بينهما معاً كأن تغني له أو مثلآ أثناء تحميمه .

رابطة الأمومة قد لا تكون متماثلة عند كل الأمهات ، لكنها بطبيعة الحال غريزة عند كل الإناث، ومع ذلك فإن إفراز هرمون الأوكسيتوسين خلال الحمل مهم في تعزيز روابط الأمومة ، كما أن تفاعل الأم مع طفلها يزيد من إفراز هذا الهرمون عن الطفل أيضاً !!

  • الأوكسيتوسين عند الرجل :

“عند الرجال كما النساء ، يساهم الأوكسيتوسين في تعزيز الروابط الاجتماعية ، فالآباء الذين يأخذون جرعات زائدة من هذا الهرمون عن طريق بخاخ الأنف يكونون أكثر اتصالاً وقرباً ولعباً مع أبنائهم الأطفال في الـ 5 أشهر بالمقارنة مع الآباء الذين لم يحصلوا على نفس تلك الجرعات ” وذلك حسب دراسة علمية أُجريت عام 2012 م .

دراسة أخرى وجدت أن الرجال المرتبطين اجتماعياً ويأخذون جرعات من الهرمون عن طريف الأنف يكونون أقل انجذاباً للنساء الأُخريات مقارنةً بالرجال الذين لم يحصلوا على هذا الهرمون ، ولكن هذا لا ينطبق على الرجل الأعزب فقد وُجد أنه لا يتأثر بهذه الجرعات كما هو الحال مع الرجال المرتبطين بالأساس .

التأثير الضد اجتماعي للهرمون يحملنا لمعرفة الإشكال في اجتماع الضدين ، من خلال هذه القصة . ففي دراسة نشرتها مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية في كانون الثاني عام 2011 م على مجموعة من الطلبة الهولنديين ، قام الباحثون بإعطائهم جرعة من الهرمون عن طريق بخاخ الأنف فأصبح لديهم شعور إيجابي تجاه الشخصيات الهولندية الخيالية ومن ناحية ٍأخرى تولد لديهم شعور سلبي تجاه أي شخصية تحمل اسماً عربياً أو ألمانياً ، فكانة خلاصة البحث على أثر نتيجة هذه التجربة أن أثر الهرمون في الترابط الاجتماعي يستهدف الأفراد الذين يكونون ضمن محيط الشخص .

وفي دراسة آخرة نشرتها نفس المجلة عام 2010 م ، أعطي مجموعة من الرجال جرعات من الهرمون وطلب منهم أن يكتبوا عن أمهاتهم ، الأشخاص الذين كانوا على علاقة جيدة مع أمهاتهم وصفوهن بــأنهن كن يقمن برعايتهم والاهتمام بهم بوصف أكثر عاطفية بعد إعطائهم الهرمون ، بينما الذين كانت علاقاتهم بأمهاتهم علاقة غير جيدة وصفوهن أكثر بأنهن لم يعتنوا ولم يهتموا بهم ، فخلصت النتيجة التي توصل لها الباحثون أن الهرمون يعزز المشاعر سواء كانت إيجابية أم سلبية على حدٍ سواء .

يقول لاري يونق ” أن مهمة الهرمون في الدماغ تكمن في إبراز وتقوية المعلومات الشخصية عن طريق ربط جميع مناطق الدماغ المسؤولة عن تلقي هذه المعلومات سواءً عن طريق المشاهدات ، الوجوه ، الأصوات أو حتى الروائح ويساعد أيضاً إلى وصلها بمركز المكافأة فيه “

  • بخاخ الأوكسيتوسين وأعراضه الجانبية :

يعطى هذا الهرمون عن طريق بخاخ الأنف لعلاج مرض التوحد ، وهو مرض عصبي يؤدي إلى صعوبة في الوظائف الاجتماعية للدماغ ، وفي دراسة نشرتها مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم في عام 2013 م  قام الباحثون بإعطاء بعض الـأطفال والمراهقين الذين يعانون من مرض التوحد جرعات من هذا الهرمون وطلبوا منهم التعرف على مشاعر الناس من خلال صور عيونهم ، فلم يكن باستطاعتهم معرفة تلك المشاعر ، ولكن لوحظت زيادة في في نشاط المناطق المسؤولة عن وظيفة التواصل الاجتماعي في الدماغ ، وعلى ذلك يمكننا القول بأن جرعات من الأوكسيتوسين قد تساهم في العلاج السلوكي لمرضى التوحد .

وكما يقول لاري يونق ” عندما تفكر في إعطاء هذا الهرمون كعلاج لمرض التوحد ؛ يجب عليك أن تتأكد من أنك تستخدمه في نطاق المعلومات الإيجابية الاجتماعية “

“استخدام بخاخ الأوكسيتوسين خارج النطاق الطبي يثير الكثير من الإشكالات ، ولكن بشكل عام فإن هذه البخاخات تباع عبر الإنترنت بدون وصفة طبية لتخفيف التوتر وتسهيل التواصل الاجتماعي ولكن يجب التذكير بأنها غير مرخصة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA وهذا يعني أن مدى فاعليتها وأعراضه الجانبية المحتملة غير معروفة حتى الآن ولايُعرف فعلاً إن كانت تحتوي على هرمون الأوكسيتوسين أم لا !! “

حيث لا توجد حتى الآن دراسات طويلة الأمد تبين الأعراض الجانبية لهذه البخاخات التي تحوي الأوكسيتوسين ، فغالب الدراسات التي أجريت كانت تعطي جرعة واحدة من هذا الهرمون .

  • البيتوسين :

هو عبارة عن نسخة مصمعة من الأوكسيتوسين يعطي عن طريق الوريد لتحفيز وتسريع عملية الولادة وله أعراض جانبية كالغثيان والتقيؤ وآلام المعدة .

المصدر /

http://www.livescience.com/42198-what-is-oxytocin.html

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!