ربما تمتلك الفقمات نظامًا طبيعيًّا لتحديد المواقع

ربما تمتلك الفقمات نظامًا طبيعيًّا لتحديد المواقع

13 أكتوبر , 2015

 

فقمة

يمكنك الاستماع لهذه المقالة عبر:

https://soundcloud.com/n-scientific/lbispotbbyzz

 

نيابة عن “تشير ريجك” المحرر في “أنتاركتك صن” قامت “المؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم” بإعطاء هذا المقال لـ (أصوات الخبراء) التابع لمجلة “علوم الحياة” .

“فقمات ويدل” أثناء الصيد، يكون لديها تكيف حيوي يسمح لها بالغوص عميقًا بقدر مئات الأمتار وأيضًا لديها القدرة الخارقة على إيجاد الثقوب التي تحتاجها لعملية التنفس على سطح الجليد.

الآن .. يعتقد الباحثون التابعون لـ “المؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم “(NSF) بأنهم توصلوا إلى الآلية التي تمكّن هذا النوع من الفقمات من إيجاد هذه الثقوب وذلك عن طريق المجال المغناطيسي للأرض حين تستخدمه كجهاز GPS طبيعي.

يقول “راندل ديفر ” وهو أحد أعضاء قسم الأحياء البحرية في “جامعة تكساس ” نعتقد أن هذه الحيوانات متطورة بشكل عالي بحيث يمكنها استخدام الحس المغناطيسي في تنقلها وإيجاد الثقوب الجليدية على بعد مسافات بعيدة والعودة لها بشكل آمن.

ففي حال تبين أن هذه النظرية صحيحة، فإنها تمثل الدليل القاطع على وجود هذه الصفة في الثدييات البحرية.

وقد تم الحصول على أبرز العناوين للبحث عن طريق شريط فيديو للصور تحت الماء وفي مقابلات – لي شخصيا- ولـ ” رالف ميستس” لجريدة ” أنتاركتك صن” التي تم تأسيسها بواسطة برنامج “القطب الجنوبي الأمريكي” ( USAP ). وبالمناسبة فإن (NSF ) تدير ( USAP )الذي بدوره يقوم بتنسيق جميع الأبحاث الأمريكية المتعلقة بالقارة الجنوبية.

 

نظام GPS مسألة حياة أو موت

كيف تتنقل “الفقمات” ؟ هذا السؤال الأكبر – برغم كونه سؤالًا أكاديميًّا- ، إلا إنه عبارة عن حياة أو موت للحيوان، “الفقمات” كغيرها من الحيوانات تحتاج للأوكسجين لعملية التنفس على الرغم من بيئتها المائية. الوقت الذي تقضيه “الفقمات” في البحث عن مكان جديد للخروج للسطح – بعد كل عملية غوص – ليس فقط لإعطائها الطاقة اللازمة للسباحة والصيد فقط، ولكن الفشل في تحديد مكان الثقب الجليدي يعني غرق الحيوان.

وتشير “تيري ويليام” الأستاذة في” علم البيئة وعلم الأحياء التطوري” بجامعة ( كاليفورنيا في سانتا كروز) ، والخبيرة في “علم وظائف الأعضاء الخاص” بنوع “ويدل” من الفقمات .. أن هذه الحيوانات تقوم بعمل كمية كبيرة من التمارين أثناء حبسها لعملية التنفس. وتقول أيضًا أن الحيوان الذي يكون خاملًا على سطح الجليد يكون مثيرًا للدهشة في الألعاب الرياضية تحت سطح الجليد..!!

وفي شرحها للسبب الذي يجعل الفقمة فعالة تقول “تيري” أن “الفقمات” تمتلك كمية محدودة من الأوكسجين مثل (أسطوانة الغوص) .

” ديفيس، ويليام” وزميلهم الآخر “لي فيومن” المدير المساعد لـ(معهد جامعة تكساس للعلوم البحرية في ميناء آرنساس) يقومون بدراسة سلوك ” فقمات ويدل” منذ عقود من الزمن.

 

تتبع الغوص

فكرة أن “فقمات ويدل” من ممكن أن تتابع سيرها بدون أخطاء معتمدة على الخطوط المغناطيسية تعود لأواخر التسعينات الميلادية عندما بدأ الفريق العمل لأول مرة في القطب الجنوبي. يقول “فيومن” : ” أنه أصيب بالدهشة عندما حصل في البداية على البيانات التي أظهرت أن “فقمات ويدل” تمكنت من العودة إلى الثقوب الجليدية بدقة مذهلة” …!!

دائمًا يجد الحيوان طريق عودته، كأنه يعرف تمامًا أين يوجد الثقب الجليدي. يقول “فيومن” :  ” لم أستطع أن أعرف كيف يمكنها فعل هذا، كيف تمكنوا من معرفة أين كانوا بالضبط عند عودتهم؟ ”

السلوك من ناحية الغوص يكون غريبًا ولكنه ليس قاطعًا. لذا، كيف سيتمكن العالم من تحديد ما إذا كانت “فقمات ويدل” مثل “الحمام الزاجل” في استخدامه للخطوط المغناطيسية للعودة الى المنزل؟

على مدى السنوات الثلاثة المقبلة سيعمل الفريق على مجموعة قليلة من “فقمات ويدل” بحيث يتم تجهيز كل حيوان بكاميرة فيديو ومسجل بيانات وسيتم إطلاقها في ثلاثة مناطق على مدى بضعة أسابيع في( ماك موردو ) حيث رسم الباحثون بشكل محدد الحقل المغناطيسي للأرض. وأوضح فيومن أنه ينبغي أن يكون هنالك تغيرات في سلوك الحيوان عندما يكون في مجال مغناطيسي مختلف.

بمعنى آخر، مقارنة الخرائط المغناطيسية لقاعدة (ماك موردو) مع مسجل الفيديو والبيانات للغوص ينبغي أن يوفر بعض الإجابات.

ويقول ” ديفيس ” : ” هذا سوف يعطينا كمية المعلومات التي نحتاجها لتحليل البيانات إحصائيًا للنظر والبحث في هذه السلوكيات المختلفة”.

 

أم هو شيء آخر ؟!

في السنة القادمة، ستعود المجموعة للقطب الجنوبي في أغسطس على نهاية فصل شتاء القطب الجنوبي، حيث سيكون الظلام الدامس على مدى 24 ساعة. ويقول “ديفيس” : ” من الممكن أن تستخدم “فقمات ويدل” استراتيجيات مختلفة لتحديد أماكن الثقوب في الجليد بكل سهولة. أحد هذه التفسيرات المحتملة هو أن تستخدم ميزة الرؤية البصرية تحت الجليد لرؤية الشقوق في الجليد من أجل التنقل.

في المقابل، بدون ضوء مخترق للجليد خلال فترة الشتاء المظلم، يستطيع الفريق الاستغناء عن عامل آخر.

يقول “ديفيس” أيضًا أن الحسّ المغناطيسي ليس هو الشيء الوحيد الذي تعتمد عليه الفقمات في التوجيه وما نحاول القيام به هو التفريق بين الإرشاد والتنقل.

حاسة أخرى ربما يكون لها دور وهي: ( السمع) . “الفقمات” ربما تستقبل إشاراتٍ صوتيةٍ من “فقمات” أخرى تدلها على أماكن فتحات التنفس وأوضح “ديفيس” أن في مثل هذه الحالة فإن الفريق يستخدم مُوَجِّه مائي لتحديد اتجاه الصوت .

أن تكون قادرًا على التنقل بثقة بين فتحات التنفس المتناثرة لهو أمر في غاية الأهمية لتكون قادرًا على العيش تحت الجليد. واختتم “ديفيس” قائلًا : ” ها نحن نحاول أن نتخلص أو نتجاهل العديد من قدرات التوجيه لدى هذا الحيوان من أجل التركيز على جانبٍ واحدٍ وهو ( التوجيه المغناطيسي ).

 

المصدر: http://www.livescience.com/49221-researchers-investigate-to-see-if-seals-have-magnetic-gps.html

التعليقات (1) أضف تعليقاً

مجموعة نون العلمية‎ – فقمات ويدل! منذ 8 سنوات

[…] المصدر : n-scientific.org/?p=4186 […]


اترك تعليقاً انقر هنا لإلغاء الرد

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!